عدد المساهمات : 52 نقاط : 155 السٌّمعَة : 1 تاريخ التسجيل : 01/03/2017
موضوع: أعراض المس الجن السبت مارس 04, 2017 7:14 pm
أعراض المس الجن
إنّ وجود الجنّ ثابت في الكتاب والسّنة، وقد اتفق سلف الأمّة على هذا الأمر، قال تعالى:" وما خلقت الجنّ والإنس إلا ليعبدون "، الذاريات/56، وقال تعالى:" الذي يوسوس في صدور النّاس * من الجنّة والنّاس "، الناس/5-6. وكذلك فإنّ دخول الجنّ في جسد الإنسان ثابت باتفاق أئمّة أهل السّنة والجماعة، قال تعالى:" الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبّطه الشّيطان من المسّ "، البقرة/275، وورد في الصّحيح أنّ النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - قال:" إنّ الشّيطان يجري من ابن آدم مجرى الدّم ". (1) وقد خلق الله سبحانه وتعالى الجنّ للغاية ذاتها التي خلق البشر من أجلها، قال تعالى:" وما خلقت الجنَّ والإنس إلاَّ ليعبدون "، الذاريات/56. فالجنّ على ذلك مكلفون كما الإنس بأوامر ونواه، فمن أطاع الله منهم رضي الله عنه، وأدخله الجنّة، ومن عصاه وتمرّد على أوامره، فله النّار، ويدلّ على ذلك نصوص كثيرة.
أسباب المس
من أهمّ الأسباب التي تسمح بحدوث المس عدم الامتثال لأوامر النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - في استعمال السّنة النبويّة في حياتنا الخاصّة، أي أنّ الإنسان من الممكن أن يدخل إلى دورة المياه ثمّ لا يستعيذ بالله من الشيطان الرّجيم كما ورد في السّنة النبويّة، أو أن يستحمّ الإنسان ويتعرّى دون أن يذكر اسم الله، فيصبح جسده مكشوفاً تماماً أماما أمام الشّيطان، فيتفرّس فيه الشّيطان ويعجب بجسده فيدخل فيه. وسنن النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - مهما كانت بسيطةً إلا أنّ لها أثراً كبيراً تحصين نفس المسلم، وحمايته، والحفاظ عليه، وزيادة أجره، وقبوله عند الله تعالى. وكذلك فإنّ إهمال أذكار الصّباح والمساء أيضاً له دور في حدوث مثل هذه الحالات.
علاج المس
من أهمّ الأمور التي من الممكن للمسلم أن يعالج بها نفسه من المس، ويحصنها ضدّ الشّيطان، ما يلي: قراءة الرّقية الشّرعية، والمحافظة على قراءة الأذكار كذلك، وبالأخصّ أذكار الدّخول والخروج من المنزل، وأذكار المساء والصّباح، وأذكار النّوم، وأذكار دخول الخلاء. (4) التعوّذ بالله من الشّيطان الرّجيم، فعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ:" قَامَ رَسُولُ اللهِ - صلّى الله عليه وسلّم - فَسَمِعْنَاهُ يَقُولُ: «أَعُوذُ بِاللهِ مِنْكَ» ثُمَّ قَالَ «أَلْعَنُكَ بِلَعْنَةِ اللهِ» ثَلَاثًا، وَبَسَطَ يَدَهُ كَأَنَّهُ يَتَنَاوَلُ شَيْئًا، فَلَمَّا فَرَغَ مِنَ الصَّلَاةِ قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ قَدْ سَمِعْنَاكَ تَقُولُ فِي الصَّلَاةِ شَيْئًا لَمْ نَسْمَعْكَ تَقُولُهُ قَبْلَ ذَلِكَ، وَرَأَيْنَاكَ بَسَطْتَ يَدَكَ، قَالَ: إِنَّ عَدُوَّ اللهِ إِبْلِيسَ، جَاءَ بِشِهَابٍ مِنْ نَارٍ لِيَجْعَلَهُ فِي وَجْهِي، فَقُلْتُ: أَعُوذُ بِاللهِ مِنْكَ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ قُلْتُ: أَلْعَنُكَ بِلَعْنَةِ اللهِ التَّامَّةِ، فَلَمْ يَسْتَأْخِرْ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ أَرَدْتُ أَخْذَهُ، وَاللهِ لَوْلَا دَعْوَةُ أَخِينَا سُلَيْمَانَ لَأَصْبَحَ مُوثَقًا يَلْعَبُ بِهِ وِلْدَانُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ "، رواه مسلم. (5) الدّعاء في الصّباح والمساء بالدّعاء الآتي: عن عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" مَا مِنْ عَبْدٍ يَقُولُ فِي صَبَاحِ كُلِّ يَوْمٍ وَمَسَاءِ كُلِّ لَيْلَةٍ: بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ، وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ، ثَلاثَ مَرَّاتٍ، لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ "، رواه الترمذي وصحّحه، وأبو داود، وابن ماجه. (6) قراءة أذكار المساء والصّباح، وقراءة خواتيم سورة البقرة في كلّ ليلة، والمواظبة على قراءة سورة البقرة، لأنّ الشّياطين تنفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:" لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إنّ الشّيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة "، رواه مسلم. وفي حديث أبي موسى قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:" من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه "، رواه البخاري ومسلم. وفي الترمذي عن النعمان بن بشير، عن النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - قال:" إنّ الله كتب كتاباً قبل أن يخلق الخلق بألفي عام، أنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة، فلا يقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها شيطان ". (4) قراءة آية الكرسي، لأنّها من أعظم ما ينتصر بها على الشّيطان، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ:" وَكَّلَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِحِفْظِ زَكَاةِ رَمَضَانَ، فَأَتَانِي آتٍ فَجَعَلَ يَحْثُو مِنَ الطَّعَامِ فَأَخَذْتُهُ، وَقُلْتُ: وَاللَّهِ لَأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: إِنِّي مُحْتَاجٌ، وَعَلَيَّ عِيَالٌ وَلِي حَاجَةٌ شَدِيدَةٌ، قَالَ: فَخَلَّيْتُ عَنْهُ، فَأَصْبَحْتُ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ البَارِحَةَ»،قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، شَكَا حَاجَةً شَدِيدَةً، وَعِيَالًا، فَرَحِمْتُهُ، فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ، قَالَ: «أَمَا إِنَّهُ قَدْ كَذَبَكَ، وَسَيَعُودُ»،فَعَرَفْتُ أَنَّهُ سَيَعُودُ، لِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِنَّهُ سَيَعُودُ، فَرَصَدْتُهُ، فَجَاءَ يَحْثُو مِنَ الطَّعَامِ، فَأَخَذْتُهُ، فَقُلْتُ: لَأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -قَالَ: دَعْنِي فَإِنِّي مُحْتَاجٌ وَعَلَيَّ عِيَالٌ، لاَ أَعُودُ، فَرَحِمْتُهُ، فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ، فَأَصْبَحْتُ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ»،قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ شَكَا حَاجَةً شَدِيدَةً، وَعِيَالًا، فَرَحِمْتُهُ، فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ، قَالَ: «أَمَا إِنَّهُ قَدْ كَذَبَكَ وَسَيَعُودُ»،فَرَصَدْتُهُ الثَّالِثَةَ، فَجَاءَ يَحْثُو مِنَ الطَّعَامِ، فَأَخَذْتُهُ، فَقُلْتُ: لَأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ، وَهَذَا آخِرُ ثَلاَثِ مَرَّاتٍ، أَنَّكَ تَزْعُمُ لاَ تَعُودُ، ثُمَّ تَعُودُ قَالَ: دَعْنِي أُعَلِّمْكَ كَلِمَاتٍ يَنْفَعُكَ اللَّهُ بِهَا، قُلْتُ: مَا هُوَ؟ قَالَ: إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ، فَاقْرَأْ آيَةَ الكُرْسِيِّ:" اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلَّا هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ "، البقرة/255، حَتَّى تَخْتِمَ الآيَةَ، فَإِنَّكَ لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنَ اللَّهِ حَافِظٌ، وَلاَ يَقْرَبَنَّكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ، فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ، فَأَصْبَحْتُ فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ البَارِحَةَ»،قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، زَعَمَ أَنَّهُ يُعَلِّمُنِي كَلِمَاتٍ يَنْفَعُنِي اللَّهُ بِهَا، فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ، قَالَ: «مَا هِيَ»،قُلْتُ: قَالَ لِي: إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَةَ الكُرْسِيِّ مِنْ أَوَّلِهَا حَتَّى تَخْتِمَ الآيَةَ:" اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلَّا هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ "، البقرة/255، وَقَالَ لِي: لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنَ اللَّهِ حَافِظٌ، وَلاَ يَقْرَبَكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ - وَكَانُوا أَحْرَصَ شَيْءٍ عَلَى الخَيْرِ- فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «أَمَا إِنَّهُ قَدْ صَدَقَكَ وَهُوَ كَذُوبٌ، تَعْلَمُ مَنْ تُخَاطِبُ مُنْذُ ثَلاَثِ لَيَالٍ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ»،قَالَ: لاَ، قَالَ: «ذَاكَ شَيْطَانٌ» "، رواه البخاري. (5)