همس الحياه
همس الحياه
همس الحياه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

همس الحياه

موقع اسلامى و ترفيهى
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالمنشوراتالتسجيلدخول

 

  الكلمات بين أسنان رجل المخابرات : شعر نزار قباني

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو شنب
المدير العام
المدير العام
ابو شنب


عدد المساهمات : 10023
نقاط : 26544
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 08/12/2015

 الكلمات بين أسنان رجل المخابرات : شعر نزار قباني   Empty
مُساهمةموضوع: الكلمات بين أسنان رجل المخابرات : شعر نزار قباني     الكلمات بين أسنان رجل المخابرات : شعر نزار قباني   Emptyالسبت مارس 04, 2017 10:18 am

 الكلمات بين أسنان رجل المخابرات : شعر نزار قباني  

الكلمات بين أسنان رجل المخابرات

وأخيراً .. شرفوني . 
كان قلبي دائماً ينبئني .. 
أنهم آتون … 
كي يعتقلوا الكلمة .. أو يعتقلوني .. 
ولذا .. ما فاجأوني . 
كسروا أبواب بيتي في جنيفٍ 
لوثوا ثلج سويسرا .. 
ومراعيها .. وأسراب الحمام .. 
وتحدوا وطن الحب ، وإنجيل السلام . 
وضعوا شعري بأكياسٍ .. 
فهل شاهدتم ؟ 
دولةً تسرق عطر الياسمين 
يا لها من غزوةٍ مضحكةٍ 
سرقوا حبري ، وأوراقي ، ولم .. 
يسرقوا النار التي تحت جبيني 
إنني أسكن في ذاكرة الشعب .. 
فما هم .. إذا هم سرقوني ؟؟… 

وأخيراً .. دخلوا غرفة نومي .. 
واستباحوا حرماتي 
بعثروا أغطيتي .. 
شمشموا أحذيتي .. 
فتحوا أدويتي .. 
دلقوا محبرتي .. 
رقصوا فوق بياض الصفحات . 
غزوةٌ تافهةٌ جداً .. ككل الغزوات 
أي عصرٍ عربيٍ ؟ 
ذلك العصر الذي أفتى بقتل الكلمات ؟ 
أي عصرٍ معدنيٍ ؟ 
ذلك العصر الذي يفزع من صوت العصافير ، 
وشدو القبرات . 
أي عصرٍ لا يسمى ؟ 
ذلك العصر الذي يحبسنا 
خلف أسوار اللغات . 
أي عصرٍ ماضويٍٍ .. فوضويٍ .. بدويٍ .. 
قبليٍ .. سلطويٍ .. دمويٍ ؟. 
ذلك العصر الذي يطلق النار علينا 
ثم يرمي جثث الكتاب .. 
في قعر الدواة ؟؟ 

وأخيراً .. بلغوني .. 
أنهم كانوا هنا .. 
فلماذا بلغوني ؟ 
إنني أعرف بالفطرة أصوات بساطير العساكر … 
وأنا أعرف بالفطرة ، 
أوصاف ، وأحجام ، وأسماء الخناجر .. 
جهزوا جيشاً خرافياً 
لكي يقتحموا عزلة شاعر .. 
تركوا خلفهم الروم .. لكي 
يعلنوا الحرب على ريشة طائر .. 
قدموا من آخر العالم ، 
حتى يسرقوا بعض الدفاتر .. 
آه .. كم هم أغبياء . 
حين ظنوا أنهم 
يقتلون الشعر إن هم قتلوني … 
لم أكن أعرف ما حجمي .. 
إلى أن هاجموني ذات ليله .. 
فتأكدت بأني .. 
شاعرٌ يرعب دوله … 

وأخيراً .. شرفوني 
لم يكونوا من بلاد الباسك.. 
أو من جيش إيرلندا .. 
ولا هم من عصابات شيكاغو .. 
إنني أعرف من هم غرمائي .. 
فلماذا أرسلوا خلفي كلاب الصيد كي تنهشني ؟ 
هل كلاب الصيد صارت .. 
تتسلى عندنا في أكل لحم الشعراء ؟؟ 
إنهم يدرون أن الشعر عندي .. هو فن الكبرياء 
وهم يدرون أن لا أحداً نفض الغبرة عن كعب حذائي ... 
وهم يدرون أني .. 
لم أقدم لسوى الله ولائي … 

وأخيراً .. شرفوني . 
حاولوا أن يفتحوا ثقباً بتاريخي 
وأن يكسروا أنف غروري . 
نبشوا أصلي . وفصلي . وجذوري. 
نثروا قطن مخداتي .. وناموا في سريري . 
قرأوا كل رساله .. 
وبيانات المصارف . 
بحثوا عن ئبر نفطٍ .. كنت قد خبأته تحت الشراشف !! 
حاولوا أن يجدوني واقفاً في طوابير العماله .. 
أعميلٌ أجنبيٌ ؟ بعدما حفر الحزن دروباً في جبيني 
أعميلٌ أجنبيٌ ؟ . بعدما قدمت روحي .. 
للملايين .. وقدمت عيوني … 

حاولوا أن يمسكوني .. 
وأنا أرهن في السوق السياسي ، ثيابي .. 
حاولوا أن يضبطوني .. 
وأنا أقبض أتعابي على بيتٍ من الشعر كتبته .. 
أو يسمون إماماً واحداً كنت قصدته .. 
حاولوا أن يجدوا لي صورةً، وأنا أرقص في ديوان كسرى 
أو أصب الخمر في عرس ثريٍ .. أو أمير .. 
لم أكن يوماً من الأيام طبالاً .. 
ولا زورت شعري .. وشعوري.. 
كان شعري دائماً أكبر من كل كبير .. 
ليس عندي ذهبٌ .. أو فضةٌ .. 
فرصيدي هو قلبي .. وضميري …
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://help.forumcanada.org
 
الكلمات بين أسنان رجل المخابرات : شعر نزار قباني
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أكبر من كل الكلمات : شعر نزار قبانى
» إلى ساق : شعر نزار قباني
»  إلى رجل : شعر نزار قباني
»  إلى صامتة : شعر نزار قباني
» الشقيقتان : شعر نزار قباني

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
همس الحياه :: المنتدى : الأدبـــــــــى :: قسم : الرائع نزار قبانى,-
انتقل الى: