فضل التوكل على الله :
الشيخ ياسر عبدالله محمد الحوري
فضل التوكل على الله وجزاء المتوكلين
الحمد لله معز من أطاعه واتقاه ومذل من خالف أمره وعصاه، مجيب دعوة الداعي إذا دعاه وهادي من توجه إليه واستهداه ومحقق رجاء من صدقه في معاملته ورجاه، من أقبل إليه صادقاً تلقَّاه، ومن ترك لأجله أعطاه فوق ما يتمناه ومن توكل عليه كفاه، أحمده سبحانه حمداً يملأ أرضه وسماه، من اعتمد على الناس مل، ومن اعتمد على ماله قل، ومن اعتمد على علمه ضل، ومن اعتمد على سلطانه، زل، ومن اعتمد على عقله اختل، ومن اعتمد على الله فلا مل ولا زل ولا قل ولا ضل ولا اختل، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا معبود بحق سواه وأشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله الذي اصطفاه واجتباه صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ومن نصره وآواه واقتفى أثره واتبع هداه.
أيها الأحبة الكرام في الله:
لقد جاءت نصوص كثيرة في الكتاب والسنة مبينة فضل التوكل وجزاء المتوكلين في الدنيا والآخرة، نذكر بعضها تشويقاً للقلوب للوصول إليه والتحقق به، فمنها:
دخول الجنة بغير حساب:
الله أكبر! ما أكرمه سبحانه! من تمسك به وتوكل عليه أعطاه فوق ما يتمناه، ويا له من فوز لمن يتوكل على الله أن يدخل الجنة
بغير حساب، إن هناك أناساً من أمة محمد صلى الله عليه وسلم يدخلون الجنة بغير حساب ولا عقاب، قال عليه الصلاة والسلام: (.. فنظرت فإذا سواد عظيم فقيل لي: انظر إلى الأفق الآخر فإذا سواد عظيم، فقيل لي: هذه أمتك، ومعهم سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب) ثم نهض فدخل منزله، فخاض الناس في أولئك، فقال بعضهم: فلعلهم الذين صحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال بعضهم: فلعلهم الذين ولدوا في الإسلام، ولم يشركوا بالله، وذكروا أشياء، فخرج عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (ما الذي تخوضون فيه؟) فأخبروه، فقال: (هم الذين لا يرقون، ولا يسترقون، ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون) متفق عليه
عباد الله:
المتوكلون على ربهم يفوزون بالغرف في أعالي الجنان؛ جزاء ما صبروا وتوكلوا عليه سبحانه، فقال: ﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ * الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴾ [العنكبوت: 58، 59]. وقال تعالى-: {فَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} [الشورى: 36].
فجعل - سبحانه وتعالى - من أبرز صفات أهل الجنة صبرهم لله وتوكلهم عليه.
فيا ترى من يفوز بمحبة الله؟!
الكل يتمنى محبة الله، والكل يسعى لها؛ لأن من أحبه الله بلغه مناه، فإذا أردت هذه الأمنية العظيمة من الله تخلق بخلق التوكل، فالتوكل خلق من أخلاق المؤمنين بالله أمرهم الله به، وأحب المتصفين به فقال سبحانه: ﴿ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ﴾ [آل عمران: 159].
أيها الواثقون بربكم:
ما أحوجنا في اشتداد الكرب، وتآمر الأعداء علينا اليوم إلى أن يكفينا الله شرهم، وأن يبطل الله كيدهم، فإذا أردنا ذلك فالجواب موجود في القرآن؛ أن نتوكل عليه سبحانه، فالمتوكلون على الله حقاُ كفاهم الله شر الأشرار وكيد الفجار، كما قال تعالى: ﴿ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ﴾ [الطلاق: 3].
قال ابن القيم – رحمه الله-: "التوكل من أقوى الأسباب التي يدفع بها العبد ما لا يطيق من أذى الخلق وظلمهم وعدوانهم، فإنَّ الله حسبه أي كافيه، ومن كان الله كافيه وواقيه فلا مطمع فيه لعدوه، ولا يضرُّه إلا أذى لا بد منه، كالحرِّ والبرد والجوع والعطش، وأما أن يضره بما يبلغ منه مراده فلا يكون أبدًا، وفرق بين الأذى الذي هو في الظاهر إيذاء له؛ وهو في الحقيقة إحسان إليه وإضرار بنفسه، وبين الضرر الذي يتشفى به منه".
ولهذا لهج المتوكلون كلما خوفهم الناس من عاقبة تمسكهم بدينهم ودعوتهم، ومن كيد عدوهم بهم بقولهم: (حسبنا الله ونعم الوكيل)، كما قال تعالى عنهم: ﴿ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ﴾.
عباد الله:
نحتاج في هذا الوقت العصيب إلى مزيد من التقوى، والإقلاع عن الذنوب، والتوكل على الله عز وجل، ﴿ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا ﴾ [الطلاق: 22]. أنت تقول: الأزمة مشتدة، والحرب قريبة، و... و... إلى آخر الكلام, وأقول لك: ﴿وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا ﴾ [الطلاق:2]. ﴿ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا ﴾ [الطلاق:4]. ﴿ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ﴾ [الطلاق:3]. هذا هو الجواب فقط على ما ينبغي أن نعمله.
يا من تريد النجاة من الشياطين:
إنها هبات إلهية ومنح ربانية للمتوكلين عليه سبحانه، قال تعالى: ﴿ فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ * إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ ﴾ [ النحل: 98-99].
قال سيد قطب - رحمه الله -: "فالذين يتوجهون إلى الله وحده، ويخلصون قلوبهم لله، لا يملك الشيطان أن يسيطر عليهم، مهما وسوس لهم فإن صلتهم بالله تعصمهم أن ينساقوا معه، وينقادوا إليه. وقد يخطئون، لكنهم لا يستسلمون، فيطردون الشيطان عنهم ويثوبون إلى ربهم من قريب..".
وعندما يعلن المتوكلون على ربهم عند دخولهم البيت وخروجهم منه فإن حفظ الله وكفايته وهدايته جزاؤهم، قال- عليه الصلاة والسلام-: (من قال يعني إذا خرج من بيته بسم الله توكلت على الله لا حول ولا قوة إلا بالله يقال له كفيت ووقيت وتنحى عنه الشيطان) أبو داود والترمذي وصححه ابن حبان وأخرجه أبو داود في (سننه)، في كتاب الأدب: باب ما يقول إذا خرج من بيته، عن إِبْرَاهِيم بن الْحَسَنِ الْخَثْعَمِيّ، عن حَجَّاج بن مُحَمَّدٍ، عَنِ ابنِ جُرَيْجٍ، به، بلفظ: (إِذَا خَرَجَ الرَّجُلُ مِنْ بَيْتِهِ فَقَالَ: بِسْمِ اللَّهِ تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ، لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، قَالَ: يُقَالُ حِينَئِذٍ: هُدِيتَ، وَكُفِيتَ، وَوُقِيتَ، فَتَتَنَحَّى لَهُ الشَّيَاطِينُ، فَيَقُولُ لَهُ شَيْطَانٌ آخَرُ: كَيْفَ لَكَ بِرَجُلٍ قَدْ هُدِيَ وَكُفِيَ وَوُقِيَ).
أيها الأعزاء الكرام:
إن من أعظم أسباب الرزق التوكل على الله سبحانه وتعالى مع بذل الأسباب، فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (لو أنكم توكلون على الله حق توكله، لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصا، وتروح بطانا) رواه الإمام أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن حبان في " صحيحه " والحاكم، وقال الترمذي: حسن صحيح.
معاشر المسلمين الموحدين:
الطريق إلى النصر واضح في القرآن.. إن التوكل على الله من أعظم أسباب النصر على الأعداء، قال تعالى: ﴿ إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴾ [آل عمران: 160]، أي فليخصه المؤمنون بالتوكل؛ لأنه لا ناصر لهم سواه سبحانه.
إذا تحقق التوكل في القلب فلا يحزنه بعد ذلك الفقر والإقلال، ولا تزلزله الفتنة والإعصار، حين يُبنى التوكل على معرفة الله وأسمائه وصفاته، حين يعلم العبد يقينًا أن الله هو المحيي والمميت الحي القيوم علام الغيوب العزيز الجبار، الواحد القهار له خزائن السموات والأرض بيده الخير وإليه يرجع الأمر كله، حين يعلم قول الله سبحانه وتعالى: ﴿ وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلاّ هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [الأنعام:17].
إذا استقرت هذه المعاني امتلأ القلب بإجلال الله ومحبته وتعظيمه، انقطعت العلائق الأرضية، ولم يبق اعتماد على أي مخلوق أو أية دولة أو جهة، عندئذٍ ينشرح الصدر وتسكن النفس ويطمئن القلب والفؤاد إلى الله تعالى.
قلت ما سمعتم واستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه فيا فوز المستغفرين.
((الخطبة الثانية)):
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشأنه، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وإخوانه.
أيها الإخوة المؤمنون:
ما أحوج المسلمين اليوم أن يتخلقوا بخلق التوكل على الله، وأن يحولوه إلى واقع عملي في ظل التآمر على الإسلام والمسلمين، فخلاصة ما نقوله في ختام كلامنا عن هذا الخلق العظيم في هذه الجمعة المباركة:
إن طلبتم النّصر والفرج فتوكّلوا على الذي بيده النصر: ﴿ إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلا غالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴾ [آل عمران: 160].
وإذا أعرضتَم عن أعدائكم فليكن رفيقكم التّوكّل على ربكم: ﴿ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفى بِاللَّهِ وَكِيلًا ﴾ [النساء: 81].
و إذا أعرضَ عنكم الخلقُ، فتوكّلوا على ربكم: ﴿ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ ﴾} [التوبة: 129].
و إذا تلي القرآن عليكم، أو تلوتموه، فاستندوا على التّوكّل على الله: ﴿ وَإِذا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زادَتْهُمْ إِيماناً وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴾ [الأنفال: 2].
وإذا طلبتم الصّلح والإصلاح بين قوم لا تتوسّلوا إلى ذلك إلّا بالتّوكّل عليه سبحانه: ﴿ وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَها وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ﴾ [الأنفال: 61].
وإذا نصبت الأعداء حبالات المكر فادخلوا أنتم في أرض التّوكّل عليه جل وعلا: ﴿ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ يا قَوْمِ إِنْ كانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقامِي وَتَذْكِيرِي بِآياتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ ﴾ [يونس: 71].
وإذا علمتم أنّ اللّه هو الواحد الأحد، الذي بيده مقاليد كل شيء، فلا يكن اتّكالكم إلّا عليه وحده: ﴿ قُلْ هُوَ رَبِّي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتابِ ﴾ [الرعد: 30].
وإذا كانت الهداية من اللّه، فاستقبلوها بالشّكر والتّوكّل: ﴿ وَما لَنا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدانا سُبُلَنا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلى ما آذَيْتُمُونا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ ﴾ [إبراهيم: 12].
وإذا خشيتم بأس أعداء اللّه والشّيطان والغدّار فلا تلتجئوا إلّا إلى باب اللّه: ﴿ إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴾ [النحل: 99].
وإذا أردتم أن يكون اللّه وكيلكم في كلّ حال، فتمسّكوا بالتّوكّل في كلّ حال: ﴿ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفى بِاللَّهِ وَكِيلًا ﴾ [النساء: 81].
وإذا أردتم أن يكون الفردوس الأعلى منزلكم فانزلوا في مقام التّوكّل: ﴿ الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴾ [النحل: 42].
وإن شئتم أن تنالوا محبّة اللّه فتخلقوا بخلق التوكل: ﴿ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ، إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ﴾ [آل عمران:159].
عباد الله، صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه...
اللهم يا من خضعت الرقاب لسطوته، وصعقت الملائكة من مخافته، ورعدت السماء لكلمته، يا مالك الملك والملكوت.. يا ذا العزة والجبروت، يا من لا يحُولُ ولا يزول ولا يفُوت، نسألك أن تنتقم من كل سفاك وسفاح، ومن كل من اعتدى على شعبه ظلماً وعدواناً. اللهم ومن دبر لعبادك المكائد وللمستضعفين الشدائد، اللهم فأبطل بأسه، ونكِّس رأسه، وشرِّد بالخوف نعاسه، واحبُك سلاسله، وانسف معاقله، وقطع اللهم مفاصلَه، وصلب أنامله، وسلِّط عليه الأمراض والأسقام، وألبسه لباس الذل والخوف، وأضعف قوته، واقهر عُتُوَّه، وأسقط عُلُوَّه، واهزم جندَه، وقلِّل رِفدَه، واخذله يوم يتمنى الناصر، واخزِه إنك أنت القوي القاهر، اللهم اقمع نزوته، واردع نشوته، اللهم خيِّب رجاءه، وأكثر عناءه، واكتب فناءَه، واجعله يتمنى الموت فلا يجده. اللهم أرنا في الطُغاة عجائب قدرتك، وسرعة انتقامك، وشدة بأسك، وعظيمَ أخذك؛ إنّ أخذك أليم شديد.
اللهم طال ليل الظالمين، واشتد عداءُ المجرمين، وأينعت رؤوس الباغين، فسلِّط اللهم عليهم يداً من الحق حاصدة، ترفع بها ذلنا، وتعيد بها عزنا.