همس الحياه
همس الحياه
همس الحياه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

همس الحياه

موقع اسلامى و ترفيهى
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالمنشوراتالتسجيلدخول

 

 أهمية الإخلاص أ. عبدالعزيز بن أحمد الغامدي : الخطبة الأولى

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو شنب
المدير العام
المدير العام
ابو شنب


عدد المساهمات : 10023
نقاط : 26544
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 08/12/2015

أهمية الإخلاص   أ. عبدالعزيز بن أحمد الغامدي : الخطبة الأولى  Empty
مُساهمةموضوع: أهمية الإخلاص أ. عبدالعزيز بن أحمد الغامدي : الخطبة الأولى    أهمية الإخلاص   أ. عبدالعزيز بن أحمد الغامدي : الخطبة الأولى  Emptyالثلاثاء فبراير 28, 2017 6:27 pm

الخطبة الأولى
أما بعد، فإن الله خلق الخلق وبعث الرسل وأنزل الكتب ليكون الدين كله لله قال الله تعالى: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: 56] وقال سبحانه: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُونِ﴾ [الأنبياء: 25].


إخوة الإسلام، إن عبادة الله لا تقوم ولا تستقيم إلا بالإخلاص له. قال تعالى: ﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ﴾ [البينة: 5]. فالإخلاص لله هو حقيقة الدين ولب العبادة وشرط قبول العمل، فهو بمنـزلة الأساس للبنيان وبمنـزلة الروح للجسد، فلا عبادة ولا عبودية لمن لا إخلاص له، قال الله سبحانه وتعالى مخبراً عن أعمال الكفار التي لا إخلاص فيها ولا توحيد: ﴿ وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُوراً ﴾ [الفرقان: 23] فهذا الإحباط للعمل والإبطال للسعي نصيب كل من لم يخلص لله تعالى في قوله وعمله قال الله سبحانه وتعالى: ﴿  مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [هود: 15، 16].


ما هو الإخلاص؟
عرفه الإمام أحمد رحمه الله: إذا عملت عملاً لا تريد به الدنيا. وهذا الإخلاص يحتاج إلى مجاهدة النفس، قال أحد السلف: ما عالجت شيئاً أشد عليّ من نيتي فإنها تتقلب عليّ.


إخوة الإيمان، إن ربَّنا جل وعلا أغنى الشركاء عن الشرك؛ وهو يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، في الحديث القدسي قال الله: (أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه).


واسمعوا لهذا الحديث العظيم الذي أخاف الأخيار وأبكاهم، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (( إن أولَ الناس يوم القيامة يُقضى عليه رجل استشهد؛ فأتي به فعرَّفه نعمَه فعرفها؛ قال: فما عملت فيها؟ قال: قاتلت فيك حتى استشهدت؛ قال الله تعالى: كذبت ولكنك قاتلت لأن يقال: فلان جريء؛ فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار. ورجل تعلّم العلم وعلمه وقرأ القرآن؛ فأتي به فعرَّفه نعمه فعرفها؛ قال: فما عملت فيها؟ قال: تعلمتُ العلم وعلمتُه وقرأت فيك القرآن؛ قال الله تعالى: كذبت ولكنك قرأت القرآن لأن يقال: قارئ فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار. ورجل وسع الله عليه وأعطاه من أصناف المال؛ فأتي به فعرفه نعمه فعرفها؛ قال: فما عملت فيها؟ قال: ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقتُ فيها لك؛ قال: كذبت ولكنك فعلت ليقال جواد؛ فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار)) رواه مسلم. نعوذ بالله من حال أهل النار. هؤلاء الثلاثة عملوا أعمالا عظيمة جليلة؛ لو أخلصوا فيها لنالوا الدرجات العالية في الجنة، لكنهم لما أرادوا الدنيا بعمل الآخرة كان مصيرهم أو من تُسعّر بهم النار.


عباد الله، إن من أعظم أسباب غياب الإخلاص في أعمال كثير منا هو طلب الدنيا ومحبة المدح والثناء؛ فإن الإخلاص لا يقر في قلب مليء بمحبة المدح والثناء والطمع فيما عند الناس. قال ابن القيم رحمه الله: فإذا حدثتك نفسك بطلب الإخلاص فأقبل على الطمع أولاً فاذبحه بسكين اليأس، وأقبل على المدح والثناء فازهد فيهما زهد عشاق الدنيا في الآخرة، فإذا استقام لك ذبح الطمع والزهد في الثناء والمدح سهل عليك الإخلاص.


وإن مما يعينُنا على ترك الطمع في إرادة الدنيا ويسهله علينا يقيننا أن الخير كلَّه بيد الله تعالى لا يملكه غيره فمن أراده طلبه منه وأما الزهد في الثناء والمدح فيسهله علمك أنه ليس أحدٌ ينفعُ مدحُه ويزين؛ ويضرُّ ذمُّه ويشين إلا الله تعالى. فازهد يا عبد الله في مدح من لا يزينك مدحه وفي ذم من لا يشينك ذمه. وارغب في مدح من كل الزين في مدحه وكل الشين في ذمه. وكن ممن يعمل، وكن ممن يعمل العمل الصالح ولا يريد بذلك من الناس جزاء ولا شكوراً.


وإنَّ مما يعين على الإخلاص تذكر أن الله لا يقبل العمل الصالح ما لم يكن مصاحبًا له الإخلاص لله تعالى، قال - صلى الله عليه وسلم -: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى)، وعن أبي أمامة - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (( إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً وابتغي به وجهه)) أخرجه النسائي.


ومن فوائد الإخلاص أن العمل القليل مع الإخلاص سبب للفوز برضا الله تعالى والنجاة من سخطه وأليم عقابه. ومن أمثلة ذلك قوله: - صلى الله عليه وسلم - ((اتق النار ولو بشق تمرة)) رواه البخاري.


ومن فوائد الإخلاص أن الأعمال تتفاضل بتفاضل ما في القلوب من التوحيد والإخلاص، فتكون صورة العملين واحدة وبينهما من التفاضل كما بين السماء والأرض وفي الحديث: ((إن الرجل لينصرف وما كتبت له إلا عشر صلاته أو تسعها أو ثمنها سدسها خمسها ربعها ثلثها نصفها)) رواه أبو داود. فاتقوا الله أيها المؤمنون وأخلصوا لله رغبتكم وعملكم فإنه تعالى لا يُضيع عملَ المخلصين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://help.forumcanada.org
 
أهمية الإخلاص أ. عبدالعزيز بن أحمد الغامدي : الخطبة الأولى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  أهمية الإخلاص أ. عبدالعزيز بن أحمد الغامدي : الخطبة الثانية
» أهمية الإخلاص أ. عبدالعزيز بن أحمد الغامدي
» الولاء والبراء أ. عبدالعزيز بن أحمد الغامدي
» خطبة أمارات الساعة أ. عبدالعزيز بن أحمد الغامدي
» فضل الإطعام عبدالله بن عبده نعمان العواضي : الخطبة الأولى

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
همس الحياه :: المنتدى : الإسلامى العام :: قسم : محاضرات جميع مشايخ الإسلام-
انتقل الى: