عدد المساهمات : 10023 نقاط : 26544 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 08/12/2015
موضوع: عظمة الله : خالد عبدالرحمن الكناني الثلاثاء فبراير 28, 2017 4:30 pm
الحمد لله العظيم تعاظم في ذاته عن الإحاطة والتكييف وجل في صفاته عن النقائص والتشبيه ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [الشورى: 11] تعالى في ملكه ومجده فهو العلي العظيم:
يا مدرك الأبصار، والأبصار لا تدري له ولكنه إدراكا
أتراك عين والعيون لها مدى ما جاوزته، ولا مدى لمداكا
إن لم تكن عيني تراك فإنني في كل شيء أستبين علاكا
يا منبت الأزهار عاطرة الشذا هذا الشذا الفواح نفح شذاكا
يا مجري الأنهار: ما جريانها إلا انفعالة قطرة لنداكا
رباه هأنذا خلصت من الهوى واستقبل القلب الخلي هواكا
وتركت أنس بالحياة ولهوها ولقيت كل الأنس في نجواكا
ونسيت حبي واعنزلت أحبتي ونسيت نفسي خوف أن أنساكا
ذقت الهوا مراً ولم أذق الهوى يارب حلواً قبل أن أهواكا
أنا كنت يا ربي أسير غشاوة رانت على قلبي فضل سناكا
واليوم يا ربي مسحت غشاوتي وبدأت بالقلب البصير أراكا
عظمته جل وعلا تتجلى في مخلوقاته سبحانه وتعالى وفي كل شيء له آية ♦♦♦ تدل على أنه واحد ومن آياته الدالة على عظمته وكمال قدرته سبحانه وتعالى، قال تعالى: وقال تعالى: وقال تعالى: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَانْتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ * اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ * وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ *فَانْظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِ الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [الروم: 46 - 50]. لا إله إلا الله الكون كله يشهد أنك الواحد الأحد الفرد الصمد. الكون كله يشهد أنه لا إله إلا أنت الخالق المبدع. ربنا ما عبدناك حق عبادتك. عَنْ سَلْمَانَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " يُوضَعُ الْمِيزَانُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَلَوْ وُزِنَ فِيهِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ لَوَسِعَتْ، فَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ: يَا رَبِّ لِمَنْ يَزِنُ هَذَا؟ فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: لِمَنْ شِئْتُ مِنْ خَلْقِي، فَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ: سُبْحَانَكَ مَا عَبَدْنَاكَ حَقَّ عِبَادَتِكَ، وَيُوضَعُ الصِّرَاطُ مِثْلَ حَدَّ الْمُوسَى فَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ: مَنْ تُجِيزُ عَلَى هَذَا؟ فَيَقُولُ: مَنْ شِئْتَ مِنْ خَلْقِي، فَيَقُولُ: سُبْحَانَكَ مَا عَبَدْنَاكَ حَقَّ عِبَادَتِكَ )). أقول ما تسمعون واستغفر الله العظيم. ♦ ♦ ♦ الحمد لله رب العالمين، ذو الجلال والإكرام أشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله عبدَ ربَهُ حق عبادته وعظمه وأجله حق التجليل صلوات ربي وسلامه عليه. أما بعد عباد الله: عجباً والله كيف يعصى الإله أم كيف يجحده الجاحد، وهذه آياته الدالة على عظمته سبحانه وتعالى، يقول بن القيم رحمه الله: من أعجب الْأَشْيَاء أَن تعرفه ثمَّ لَا تحبه وَأَن تسمع داعيه ثمَّ تتأخر عَن الْإِجَابَة وَأَن تعرف قدر الرِّبْح فِي مُعَامَلَته ثمَّ تعْمل غَيره وَأَن تعرف قدر غَضَبه ثمَّ تتعرّض لَهُ وَأَن تذوق ألم الوحشة فِي مَعْصِيَته ثمَّ لَا تطلب الْأنس بِطَاعَتِهِ وَأَن تذوق عصرة الْقلب عِنْد الْخَوْض فِي غير حَدِيثه والْحَدِيث عَنهُ ثمَّ لَا تشتاق إِلَى انْشِرَاح الصَّدْر بِذكرِهِ ومناجاته وَأَن تذوق الْعَذَاب عِنْد تعلق الْقلب بِغَيْرِهِ وَلَا تهرب مِنْهُ إِلَى نعيم الإقبال عَلَيْهِ والإنابة إِلَيْهِ وأعجب من هَذَا علمك أَنَّك لابد لَك مِنْهُ وَأَنَّك أحْوج شَيْء إِلَيْهِ وَأَنت عَنهُ معرض وَفِيمَا يبعدك عَنهُ رَاغِب)). ﴿ قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ ﴾ [عبس: 17]. لنعم الله • هل يحق لأحد أن يعبد غير الله؟ كلا ولله إنه جل وعلا هو المعبود وحده. وحقه تعالى ((حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا)). • هل يحق لإنسان أن يتخلف عن طاعة الله. كيف يعظم الله من يتخلف عن الصلوات وعن الجمع والجماعات. • هل يعظم الله من يرتكب المعاصي والمنكرات وسائر المخالفات؟ • هل يحق لإنسان إذا انفرد وغاب عن الأنظار أن يمارس الفواحش والمحرمات؟ والله تعالى لا يخفى عليه شي في الأرض ولا في السماء، كيف لو ربينا أنفسنا وأهلينا انطلاقا من قوله تعالى: ﴿ يَابُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ ﴾ [لقمان: 16]. ﴿ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ ﴾ [لقمان: 16] لسعة علمه، وتمام خبرته وكمال قدرته. ﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ﴾ [الزلزلة: 7، 8] يقول ابن سعدي رحمه الله وهذه الآية فيها غاية الترغيب في فعل الخير ولو قليلا والترهيب من فعل الشر ولو حقيرًا. هذا وصلوا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه...
أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ذلت لجبروته جميع المخلوقات وتلا شت لعظمته عظمة المخلوقات وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى أله وصحبه أجمعين. أما بعد: