همس الحياه
همس الحياه
همس الحياه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

همس الحياه

موقع اسلامى و ترفيهى
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالمنشوراتالتسجيلدخول

 

 التواضع من أخلاق العلماء

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو شنب
المدير العام
المدير العام
ابو شنب


عدد المساهمات : 10023
نقاط : 26544
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 08/12/2015

التواضع من أخلاق العلماء Empty
مُساهمةموضوع: التواضع من أخلاق العلماء   التواضع من أخلاق العلماء Emptyالخميس مارس 31, 2016 10:49 am

التواضع من أخلاق العلماء
معنى تواضع العلماء
طالما كانت العزة من شيم العلماء وأخلاقهم، فكان لابد أن يأتي التواضع تاجًا يزين رؤوسهم، وكما أن العزة لا تعني الغرور أو الكبر، فكذلك التواضع لا يعنى التذلل أو التزلف، وإنما يعني أن يُنصف العالِم غيره من نفسه، وأن يقف عند حدود علمه لا يتجاوزه، وألا يتدخل فيما ليس هو من اختصاصه، كما أن منه أن يَعِيَ جيدًا قوله تعالى: {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} [الإسراء: 85]، وهذا هو المعني بخلق التواضع عند العلماء.

إن العالم المتواضع يدرك أن بضاعته في العلم قليلة مهما زادت، وبسيطة مهما عظمت، وليس أدل على ذلك من موقف واحد من أعظم علماء الأرض، وهو الخضر عليه السلام؛ إذ يُقدِّر علمه بالقياس إلى علم الله تعالى بقولٍ عجيب.

لقد جاء عصفورٌ فوقع على حرف السفينة التي كانت تُقِلُّ موسى والخضر عليهما السلام، فنقر نقرة أو نقرتين في البحر، فقال الخضر: "يَا مُوسَى، مَا نَقَصَ عِلْمِي وَعِلْمُكَ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ إِلاَّ كَنَقْرَةِ هَذَا الْعُصْفُورِ فِي الْبَحْرِ" [1]!!

صور من تواضع العلماء
وهذا الشعور الدائم بالقلة والبساطة هو الذي يورث التواضع في القلب. وهو ما عناه الشافعي حين قال:

كلَّما أدَّبنــي الـدهــــر *** أراني نقــص عقلي
أو أراي ازددتُ علمًا *** زادني علمًا بجهلي!

وهو أيضًا ما أدركه الفخر الرازي، إمام علم الكلام والفلسفة والعقيدة في عصره، وصاحب التفسير الكبير (مفاتيح الغيب) حين قال في أخريات حياته:

العلم للرحمن جلَّ جلاله *** وسواه في جهلاته يتغمغمُ
ما للتراب وللعلوم وإنما *** يسعى ليعلم أنه لا يعلـــمُ!

وذلك الشعور هو ما يدفع العالم الرباني إلى أن يعرف قدر نفسه وقدر غيره، فلا ينتقص من غيره، ولا يتعالى هو عليهم، وفي ذات الوقت لا يزهو بنفسه، ولا يأخذه العجب أو الغرور بما عنده، وما حصله.

وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يظهر الإسلام حتى يختلف التجار في البحر، وحتى تخوض الخيل في سبيل الله، ثم يظهر قوم يقرؤون القرآن يقولون: من أقرأ منا؟ من أفقه منا؟ من أعلم منا؟ ثم قال لأصحابه: هل في أولئك من خير؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: أولئك منكم من هذه الأمة، فأولئك هم وقود النار" [2].

وذلك شأن العلماء المغرورين، والذي إن دلَّ حالهم على شيء فإنما يدل على جهلهم وقلة علمهم؛ إذ لو كانوا يعلمون، لعلموا أنهم ما حصَّلوا كثيرًا، بل ولا قليلاً!!

وقد ضرب الإمام مالك بن أنس رحمه الله أروع الأمثلة في تجسيد خلق التواضع عند العلماء؛ فقد روى ابن عبد البر عنه أنه قال: لما حجَّ أبو جعفر المنصور دعاني فدخلتُ عليه فحدثته، وسألني فأجبته فقال:

"إني قد عزمت أن آمر بكتبك هذه التي وضعتها -يعني الموطأ- فينسخ نسخًا ثم أبعث إلى كل مصر (قطر أو بلد) من أمصار المسلمين منها نسخة، وآمرهم أن يعملوا بما فيها لا يتعدون إلى غيره، ويدعون ما سوى ذلك من هذا العلم المحدَث؛ فإني رأيتُ أصل العلم رواية أهل المدينة وعلمهم.

قال: فقلت: يا أمير المؤمنين، لا تفعل؛ فإن الناس قد سبقت إليهم أقاويل، وسمعوا أحاديث، ورووا روايات، وأخذ كل قوم بما سبق إليهم، وعملوا به ودانوا به، من اختلاف الناس: أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وغيرهم، وإن ردهم عما اعتقدوه شديد، فدع الناس وما هم عليه، وما اختار كل أهل بلد لأنفسهم".

فقال: لعمري لو طاوعتني على ذلك لأمرتُ به. قال الراوي بعد نهاية القصة: "وهذا غاية في الإنصاف لمن فهم" [3]!!

ورُويَ أيضًا عن عبد الرحمن بن القاسم أنه قال لمالك: "ما أعلم أحدًا أعلمَ بالبيوع من أهل مصر. فقال له مالك: وبم ذلك؟ قال: بك. فقال: أنا لا أعرف البيوع فكيف يعرفونها بي" [4]؟!

وهكذا يكون العالم المتواضع، وهكذا تكون مواقفه وردود فعله، يروي أبو هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ، وَمَا زَادَ اللَّهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلَّا عِزًّا، وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ لِلَّهِ إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ" [5].

وفي التحذير من الضد، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ" [6].

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضًا: "وَإِنَّ اللَّهَ أَوْحَى إلى أَنْ تَوَاضَعُوا؛ حَتَّى لَا يَفْخَرَ أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ وَلَا يَبْغِ أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ" [7].
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://help.forumcanada.org
 
التواضع من أخلاق العلماء
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الإخلاص من أخلاق العلماء
» العزة من أخلاق العلماء
» الرحمة من أخلاق العلماء
» توريث العلم من أخلاق العلماء
» الفرق العلمية من أخلاق العلماء

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
همس الحياه :: المنتدى : للسياحة والتاريخ :: قسم : الحضارة الإسلامية-
انتقل الى: