همس الحياه
همس الحياه
همس الحياه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

همس الحياه

موقع اسلامى و ترفيهى
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالمنشوراتالتسجيلدخول

 

 جهاد العلماء في تحصيل العلم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو شنب
المدير العام
المدير العام
ابو شنب


عدد المساهمات : 10023
نقاط : 26544
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 08/12/2015

جهاد العلماء في تحصيل العلم  Empty
مُساهمةموضوع: جهاد العلماء في تحصيل العلم    جهاد العلماء في تحصيل العلم  Emptyالخميس مارس 31, 2016 10:37 am

جهاد العلماء في تحصيل العلم

حرص الفاهمون الصادقون على تحصيل العلم والسعي في طلبه، بصورة قد يتعجب لها الكثيرون ممن لم يدركوا بعد قيمة العلم وثمراته، بل بصورة تُهوِّن على من يعرفها كلَّ شدة، وتجعلهم يبذلون أنفسهم طواعية في سبيل تحصيله.

عمر بن الخطاب
وفي ذلك فقد روى البخاري عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: "كُنْتُ أَنَا وَجَارٌ لِي مِنَ الْأَنْصَارِ (هو أوس بن خولِيّ) فِي بَنِي أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدٍ، وَهِيَ مِنْ عَوَالي الْمَدِينَةِ، وَكُنَّا نَتَنَاوَبُ النُّزُولَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَنْزِلُ يَوْمًا وَأَنْزِلُ يَوْمًا، فَإِذَا نَزَلْتُ جِئْتُهُ بِخَبَرِ ذَلِكَ اليومِ مِنَ الْوَحْيِ وَغَيْرِهِ، وَإِذَا نَزَلَ فَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ .. " [1].

عبد الله بن عباس
أما عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، فقد قال: "لَمَّا تُوُفِّيَ رسول الله صلى الله عليه وسلم قُلْتُ لِرَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ: يَا فُلاَنُ، هَلُمَّ فَلْنَسْأَلْ أَصْحَابَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَإِنَّهُمُ اليومَ كَثِيرٌ. فَقَالَ: وَاعَجَبًا لَكَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ؛ أَتَرَى النَّاسَ يَحْتَاجُونَ إليكَ وَفِي النَّاسِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَنْ تَرَى؟! فَتَرَكَ ذَلِكَ وَأَقْبَلْتُ عَلَى الْمَسْأَلَةِ، فَإِنْ كَانَ لَيَبْلُغُنِي الْحَدِيثُ عَنِ الرَّجُلِ فَآتِيهِ وَهُوَ قَائِلٌ، فَأَتَوَسَّدُ رِدَائِي عَلَى بَابِهِ، فَتَسْفِي الرِّيحُ عَلَى وَجْهِي التُّرَابَ، فَيَخْرُجُ فَيَرَانِي فَيَقُولُ: يَا ابْنَ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ، مَا جَاءَ بِكَ؟ أَلاَ أَرْسَلْتَ إلى فَآتِيَكَ؟ فَأَقُولُ: لاَ، أَنَا أَحَقُّ أَنْ آتِيَكَ، فَأَسْأَلُهُ عَنِ الْحَدِيثِ.
قَالَ: فَبَقِيَ الرَّجُلُ حَتَّى رَآنِي وَقَدِ اجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَيَّ فَقَالَ: كَانَ هَذَا الْفَتَى أَعْقَلَ مِنِّي" [2]!!

ولما فُتحت البلاد آثر ابن عباس ظمأ الهواجر في دروب المدينة ومسالكها على الظلال الوارفة في بساتين الشام وسواد العراق من أجل طلب العلم هذا، وقد قال رضي الله عنه: "لما فُتحت المدائن أقبل الناس على الدنيا وأقبلت على عمر بن الخطاب رضي الله عنه" [3]!!

ولمثله أنشد أبو القاسم الجزي [4]:

لكـل بنـي الدنيــا مـــراد ومقصــد *** وإن مــــرادي صحـــة وفـــراغْ
لأبـلغ فـي علـم الشريعــــة مبلغًــا *** يكــون بـــه لــي للجنـــان بلاغْ
وفي مثل هذا فلينافس أولو النهى *** وحسبي مـن الدنيا الغرور بلاغْ
فما الفوز إلا في النعيم مؤبَّـــــــدٍ *** به العيش رغد والشراب يساغْ

ثم يخبر رضي الله عنه عن دأبه في طلب العلم فيقول: "كنت آتي باب أبي بن كعب وهو نائم، فأقيل عند بابه، ولو علم بمكاني لأحب أن يوقظ لي لمكاني من رسول الله صلى الله عليه وسلم، لكنني أكره أن أمله"!!

ويزيد وضوحًا فيقول: "كنت ألزم الأكابر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من المهاجرين والأنصار، فأسألهم عن مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم وما نزل من القرآن في ذلك، وكنت لا آتي أحدًا إلا سُرَّ بإتياني، لقربي من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجعلت أسأل أُبيَّ بن كعب رضي الله عنه، وكان من الراسخين في العلم، عما نزل بالقرآن في المدينة، فقال: نزل بها سبعٌ وعشرين سورة، وسائرها بمكة" [5].

الشعبي
وقد قيل للشعبي: من أين لك هذا العلم كله؟!
فردَّ عليهم وقال: بنفي الاعتماد، والسير في البلاد، وصبر كصبر الحمار، وبكور كبكور الغراب!! [6].

الإمام الشافعي
ولننظر إلى الشافعي رحمه الله كيف يتحدث عن نفسه في طلب العلم حين يقول: "حفظت القرآن وأنا ابن سبع سنين، وحفظت الموطأ (لمالك رحمه الله) وأنا ابن عشر سنين" [7]!!
وقد تكون هذه طفولة صعبة بالنسبة للكثيرين، لكنها في النهاية أنتجت وولدت رجلاً مثل الشافعي، الذي نفع الله تعالى بعلمه الأمة، ليس في زمانه فقط، ولكن فيما تلا ذلك من أزمان أيضًا.
يقول الشافعي رحمه الله: "فلما ختمت القرآن دخلت المسجد، فكنت أجالس العلماء، وكنت أسمع الحديث أو المسألة فأحفظها، ولم يكن عند أمي ما تُعطيني أشتري به قراطيس (أوراق يكتب عليها)، فكنت إذا رأيت عظمًا يلوح، آخذه فأكتب فيه، فإذا امتلأ طرحته في جرة كانت لنا قديمة" [8].

ولما كبُر الشافعي قليلاً، وكان بين العاشرة والثالثة عشرة، احتاج إلى المزيد من الورق ليكتب عليه ما يتعلمه، ولم يكن له مال يشتري به الأوراق، فكان يذهب إلى الديوان يستوهب "الظهور" (وهي الأوراق المستعملة من ناحية واحدة فقط، يطلبها ليستنفع بالناحية الأخرى) فيأخذها ليكتب على ظهرها!! [9].

كل هذه المعاناة ليُحصِّل العلم ..
قال ابن أبي حاتم: سمعت المزني يقول: قيل للشافعي: كيف شهوتك للعلم؟ قال: "أسمع بالحرف (أي بالكلمة) مما لم أسمعه، فتود أعضائي أن لها أسماعًا تتنعم بما تنعمت به الأذنان"، فقيل له: كيف حـرصـك عليه؟ قال: حرص الجموع المنوع في بلوغ لذته للمال. قيل له: فكيف طلبك له؟ قال: طلب المرأة المضلة ولدها ليس لها غيره !!

وصدق الشافعي رحمه الله .. إذ لولا هذا الطلب وذاك الحرص ما كان الشافعي ..

فليس من فراغ أن يصبح الإنسان إمامًا يُقتدي به في العالمين، قال ابن تيمية: "إنَّما تنال الإمامة في الدين بالصبر واليقين"!! [10].

ويقول ربنا تبارك وتعالى في كتابه الكريم، يعلمنا الدعاء النافع حقًا: {وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} [الفرقان: 74].
ففي تفسير هذه الآية يقول ابن عباس رضي الله عنهما: أي: اجعلنا أئمة يقتدي بنا في الخير [11]. وذلك -لا شك- لا يتأتى إلا بمجهود مضن، وتضحيات غالية عزيزة .. ومن طلب العلا سهر الليالي!!

سفيان الثوري
وكما لم يمنع الفقر ولا ضيق ذات اليد من أن يصير الشافعيُّ الشافعيَّ، فلم يمنع ذلك أيضًا من أن يكون سفيان الثوري رحمه الله فقيه العرب ومحدثهم، وأحد أصحاب المذاهب الستة المتبوعة، وأمير المؤمنين في الحديث، والذي قال فيه زائدة: "الثوري سيد المسلمين"[12]، وقال فيه الأوزاعي: "لم يبق من تجتمع عليه الأمة بالرضا إلا سفيان"!! [13].

ويصور ذلك بنفسه فيقول: لما أردت أن أطلب العلم قلت: يا رب، لابد لي من معيشة. ورأيت العلم يُدرس (أي: يذهب ويندثر) فقلت: أُفرِّغ نفسي في طلبه، قال: وسألتُ الله الكفاية. يعني أن يكفيه أمر الرزق!! وكان من كفاية الله له في ذلك الشأن أن قيض له أُمًّا صالحة، قد تكفلت بالإنفاق عليه، فكان هو ثمرتها.
قالت أمه له: "يا بني، اطلب العلم وأنا أكفيك بمغزلي"!! [14].
فكانت رحمها الله تعمل بالغزل، وتقدم لولدها نفقة الكتب والتعلم؛ ليتفرغ هو للعلم، بل والأكثر من ذلك أنها كانت كثيرًا ما تتخوله بالموعظة والنصيحة لتحضه على تحصيل العلم، فكان مما قالته له ذات مرة: "يا بني، إذا كتبت عشرة أحرف فانظر هل ترى في نفسك زيادة في خشيتك وحلمك ووقارك، فإن لم تر ذلك فاعلم أنها تضرك ولا تنفعك"!! [15].

وهكذا كانت كفاية الله له.
فلم يكن من غرابةٍ بعدُ أن يتبوأ سفيان الثوري السيادة في العلم، والإمامة في الدين، وكيف وقد ترعرع في كنف مثل هذه الأم الصالحة، وتغذَّى من فضائلها وتقواها ؟!

جابر بن عبد الله
ولم يكن العلماء يكتفون بطلب العلم في بلادهم، ولكن كانوا يطلبونه في أصقاع العالم المختلفة، ولهم في ذلك حكايات أشبه بالأساطير؛ إذ تراهم يقطعون آلاف الأميال من أجل الدرس والتحصيل.
ويكفي أن نعرف فقط وسائلهم في ذلك الوقت، لندرك حجم المعاناة والمخاطرة التي كانوا يتعرضون لها في هذا الطريق.

فهذا جابر بن عبد الله رضي الله عنه يرحل مسيرة شهر إلى عبد الله بن أنيس رضي الله عنه في طلب حديث واحد، يقول جابر: بلغني حديث عن رجل من أصحاب النبي رضي الله عنهم، فابتعت بعيرًا، فشددتُ إليه رحلي شهرًا، حتى قدمت الشام، فإذا عبد الله بن أنيس، فبعثت إليه أنَّ جابرًا بالباب فرجع الرسول فقال: جابر بن عبد الله؟! فقلت: نعم. فخرج فاعتنقني، قلت: حديث بلغني لم أسمعه خشيت أن أموت أو تموت .. فذكر الحديث [16].

وبعد سماع الحديث عاد جابر إلى المدينة مباشرة؛ إذ لم يكن له بغية في الشام غير هذا الحديث الواحد!!

أبو أيوب الأنصاري
وقد رحل أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه كذلك من المدينة إلى عقبة بن عامر الجهني في مصر ليروي عنه حديثًا واحدًا، فقدم مصر، ونزل عن راحلته ولم يحل رحلها، فسمع منه الحديث ثم ركب راحلته وقفل إلى المدينة راجعًا [17]!!

حاتم الرازي
ويقول حاتم الرازي (من العلماء الجهابذة النُّقاد، من الطبقة الرابعة، من أهل الري) رحمه الله يقص أمر رحلته العجيبة: أحصيت ما مشيت على قدميَّ زيادة على ألف فرسخ (أي نحو خمسة آلاف كيلو متر، والفرسخ هو ثلاثة أميال، أو 5544 مترًا!!)، لم أزل أحصي حتى لما زاد على ألف فرسخ تركته، وأما ما سرت أنا من الكوفة إلى بغداد فما لا أحصي كم مرة، ومن مكة إلى المدينة مرات كثيرة، وخرجت من البحر من قرب مدينة سلا -وذلك في المغرب الأقصى- إلى مصر ماشيًا، ومن مصر إلى الرملة ماشيًا، ومن الرملة إلى بيت المقدس، ومن الرملة إلى عسقلان، ومن الرملة إلى طبرية، ومن طبرية إلى دمشق، ومن دمشق إلى حمص، ومن حمص إلى إنطاكية، ومن إنطاكية إلى طرسوس، ثمَّ رجعت من طرسوس إلى حمص، وكان بَقِي عليَّ شيء من حديث أبي اليمان فسمعته، ثمَّ خرجت من حمص إلى بيسان، ومن بيسان إلى الرقة، ومن الرقة ركبت الفرات إلى بغداد، وخرجت قبل خروجي إلى الشام من واسط إلى النيل، ومن النيل إلى الكوفي، كل ذلك ماشيًا، هذا سفري الأول وأنا ابن عشرين سنة أجول سبع سنين!! وخرجت المرة الثانية، وكان سني في هذه الرحلة سبعًا وأربعين سنة [18]!!

أسد بن الفرات
وكان أسد بن الفرات رحمه الله، وهو الفقيه المالكي العظيم الذي دوّن مذهب الإمام مالك رحمه الله، والذي كان يعمل قاضيًا للقيروان ثم مجاهدًا في سبيل الله، وفتح جزيرة صقلية حيث استشهد هناك سنة 213هـ، كان هذا العلامة الفقيه القاضي المجاهد يحكي عن نفسه، وكيف طلب العلم فيقول:
إنه ذهب إلى المدينة فتعلم على يد الإمام مالك رحمه الله، ثم رحل إلى العراق فسمع من أصحاب أبي حنيفة رحمه الله، وبالذات محمد بن الحسن الشيباني، وكان يجلس في مجلسه مع مئات وآلاف الطلاب فلا يستطيع أن يسأل ما يريد، ولا أن يتعلم ما يشتهي، فذكر ذلك للإمام الجليل محمد بن الحسن وقال له: "إني غريب قليل النفقة، والسماع منك نزْر (أي قليل لشدة الزحام)، والطلبة عندك كثير، فما حيلتي؟

فقال له العلامة الجليل المتجرد محمد بن الحسن رحمه الله: اسمع مع العراقيين بالنهار، وقد جعلت لك الليل وحدك، فتبيت عندي، وأسمعك!!

قال أسد بن الفرات رحمه الله: "وكنت أبيت عنده وينزل إلي، ويجعل بين يديه قدحًا فيه الماء، ثم يأخذ في القراءة، فإذا طال الليل ونعست، ملأ يده ونفخ في وجهي بالماء فأنتبه، فكان ذلك دأبه ودأبي، حتى أتيت على ما أريد من السماع عليه".

فانظر رحمك الله إلى همة العالمين الجليلين، وانظر كيف فرَّغ محمد بن الحسن من وقته لأسد بن الفرات.. وذلك لأنه يعلم أنه سينشر هذا العلم في بلاد لن يستطيع محمد بن الحسن الوصول إليها، ومن ثم فهو أولى من غيره بتفريغ مزيد من الوقت له.

ثم انظر إلى همة أسد بن الفرات رحمه الله، الذي كان يكفيه أنه تعلم على يد الإمام مالك رحمه الله، لكنه طالب العلم الذي لا يرتوي ولا يشبع أبدًا، فيظل يطلب العلم مادام فيه نبض الحياة !!

روى الدارمي بسندٍ صحيح غير أنه مرسل، عن طاووس بن كيسان رحمه الله أنه قال: قِيلَ لِرسول الله صلى الله عليه وسلم: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ النَّاسِ أَعْلَمُ؟ قَالَ: "مَنْ جَمَعَ عِلْمَ النَّاسِ إلى عِلْمِهِ، وَكُلُّ طَالِبِ عِلْمٍ غَرْثَانُ (أي: جائع، أو: لا يكتفي ويطلب المزيد) إلى عِلْمٍ" [19].

فلم تكن أجسادهم لأجل ذلك تقوى على ملامسة الفراش؛ كون هذا يمنعهم من تحصيل العلم!!

الإمام البخاري
ولقد كان البخاري رحمه الله يستيقظ في الليلة الواحدة من نومه فيوقد السراج، ويكتب الفائدة تمر بخاطره، ثم يطفئ سراجه، ثم يقوم مرة أخرى وأخرى، حتى كان يتعدد منه ذلك قريبًا من عشرين مرة [20]!!

وهو الذي قال عنه عمر بن حفص الأشقر: إنهم فقدوا البخاري أيامًا من كتابة الحديث بالبصرة، قال: فطلبناه فوجدناه في بيت وهو عريان! وقد نفد ما عنده، ولم يبق معه شيء، فاجتمعنا وجمعنا له الدراهم، حتى اشترينا له ثوبًا وكسوناه، ثم اندفع معنا في كتابة الحديث!! [21].

الإمام النووي
ويحكي النووي رحمه الله عن نفسه فيقول: "بقيت سنتين لم أضع جنبي إلى الأرض، وكان إذا غلبني النوم استندت إلى الكتب لحظة وأنتبه"!! [22].

فخر الدين محمد الساعاتي
وذلك الجهد العظيم يُصوره فخر الدين محمد الساعاتي، أحد جهابذة الطب في تاريخ الإسلام، حين يصف معاناته في تحصيل الطب فيقول:

يحسـدني قومـي على صنعتي *** لأننــي بينهـــــــم فـــــــارس
سهرت في ليلي واستنعســوا *** لن يستوي الدراس والناعس [23]

ابن رشد
ويصوره أيضًا ابن رشد، حين نعلم أنه لم يدع النظر في الكتب إلا ليلة وفاة أبيه، وليلة زواجه [24]!! وكان من نتيجة ذلك أنه صنف وشرح وهذب أكثر من عشرة ألاف ورقة !! وكان يُفزع إلى فتياه في الطب كما يُفزع إلى فُتياه في الفقه، مع الحظ الوافر في الإعراب والآداب والحكمة !!

الجاحظ
أما الجاحظ والذي أُغرم بالمطالعة إغرامًا شديدًا، حتى إنه لم يقع في يده كتاب إلا استوفى قراءته. فكان من حرصه على طلب العلم وجهاده في ذلك، أنه كان يستأجر حوانيت الورَّاقين في البصرة الزاخرة بشتى الرسائل والمدونات في العلوم المختلفة، ويعتكف فيها للدرس والمطالعة [25]!!

الإمام أحمد
وفي مثل ذلك يحكي الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله عن طفولته فيقول: "كنت ربما أردت البكور في الحديث (أي الخروج من بيته مبكرًا لكي يجد مكانًا مناسبًا في درس الحديث) فتأخذ أمي بثيابي حتى يؤذِّن الناس، أو حتى يصبحوا"!! [26].

فهو يحاول الخروج لطلب الحديث والعلم قبل صلاة الفجر، لكن أمه تخشى عليه، فتستبقيه حتى يكون الأذان !!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://help.forumcanada.org
 
جهاد العلماء في تحصيل العلم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» جهاد العلماء في تحصيل العلم
» توريث العلم من أخلاق العلماء
» العلم النافع من أخلاق العلماء
» العلم في حياة الأمم
» تشجيع الإسلام على العلم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
همس الحياه :: المنتدى : للسياحة والتاريخ :: قسم : الحضارة الإسلامية-
انتقل الى: