همس الحياه
همس الحياه
همس الحياه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

همس الحياه

موقع اسلامى و ترفيهى
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالمنشوراتالتسجيلدخول

 

 المسلمون والتصنيف الحيواني

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو شنب
المدير العام
المدير العام
ابو شنب


عدد المساهمات : 10023
نقاط : 26544
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 08/12/2015

المسلمون والتصنيف الحيواني  Empty
مُساهمةموضوع: المسلمون والتصنيف الحيواني    المسلمون والتصنيف الحيواني  Emptyالجمعة مارس 11, 2016 9:50 am

المسلمون والتصنيف الحيواني:
المسلمون والتصنيف الحيواني:
كان التصنيف الحيواني كذلك من إنجازات المسلمين وإسهاماتهم المميزة في علم الحيوان، فلم يكن تقسيمهم للحيوان موحدًا، فقد بدأ عامّاً مطلقًا؛ إذ قسموا الحيوانات إلى أليفة ومتوحشة وضارية، ثم لما انتقلوا من الوصف اللغوي إلى التناول شبه العلمي، قسَّموها إلى نوع يمشي وآخر يطير وثالث يسبح ورابع ينساح (يزحف)، ومنهم من قسمها إلى تام وناقص.

فالقزويني - مثلاً - يجعل الحيوان في المرتبة الثالثة من الكائنات بعد أن جعل الأولى والثانية للمعادن والنباتات على التوالي، وقسّم الحيوان بدوره إلى أنواع متعددة جعل الإنسان في قمتها؛ فهو أشرف الحيوانات وخلاصة المخلوقات.

وصنّف الحيوان إلى سبعة أقسام: الإنسان، والجن، والدواب؛ وذكر منها: الفرس، والبغل، والحمار، وحمار الوحش وغيرها، وبيّن خواص كل منها، ثم النَّعَم؛ وهي حيوانات كثيرة الفائدة شديدة الانقياد، ليس لها شراسة الدواب ولا نفرة السباع، كالإبل والبقر والجاموس والزراف وغيرها، ثم السباع كابن آوى وابن عرس والأرنب والخنزير والذئب والضبع والفهد والفيل والكركدن والكلب والنمر، ثم الطير ومنها أبو براقش والأوز والباقش والببغاء والبلبل والحبارى والحدأة والحمام والخفاش، ثم الهوام والحشرات، وهذا النوع لا يمكن ضبط أصنافه لكثرته: كالأرضة والبرغوث، والأفعى، والجراد، والحرباء، والحلزون، والخنفساء.

أما الجاحظ فقد ذهب في ذلك شوطًا بعيدًا، حيث قسم الحيوانات إلى فصائل؛ ففي باب الحيوانات ذات الأظلاف يذكر الظباء والمعز والبقر الوحشي والبقر الأهلي والجواميس والوعول والتياتل، ومن خلال حديثه عن هذه الفصيلة ترد ملاحظات علمية كأن يقول: "إن البقر الوحشي أشبه بالبقر الأهلي، وإن الوعول والتياتل حيوانات جبلية".

ويقسم الجاحظ الحيوان عامة إلى أربعة أقسام: شيء يمشي، وشيء يطير، وشيء يسبح، وشيء ينساح، إلا أن كل طائر يمشي، ولا يسمي الذي يمشي ولا يطير منها طائرًا، كما أنه ليس كل ما طار من الطير؛ فقد يطير الجعلان، والذباب والزنابير والنمل والأرضة لكنها لا تسمى طيرًا، كما أن ليس كل عائم سمكًا على الرغم من مناسبته للسمك في كثير من الصفات؛ إذ إن في الماء كلب الماء وخنزير الماء والسلحفاة والضفدع والتمساح والدلفين.

أما الحيوان عند إخوان الصفا فصنفان: تام الخلقة، وناقص الخلقة، تام الخلقة: هو الذي ينزو ويحبل ويلد ويرضع، أما ناقص الخلقة: فهو كل حيوان يتكون من العفونات، ومنها ما هو كالحشرات والهوام وما هو بين ذلك، كالتي تنفذ وتبيض وتحضن وتربي.

وأشار إخوان الصفا إلى التطور في خلق الحيوان: ثم إن الحيوانات الناقصة الخلقة متقدمة الوجود على التامة الخلقة بالزمان في بدء الخلق، وذلك أنها تتكون في زمان قصير، والتي هي تامة الخلقة تتكون في زمن طويل.

وقسموا الحيوانات وفق بيئاتها: فمنها سكان الهواء، وهي أنواعٌ: الطيور أكثرها والحشرات جميعًا، ومنها سكان الماء، وهي حيوانات تسبح في الماء كالسمك والسرطان والضفادع والصدف ونحو ذلك، ومنها سكان البر؛ وهي البهائم والأنعام والسباع، ومنها سكان التراب وهي الهوام.[11]

الطب البيطري وعلم الحيوان عند المسلمين

يعد الطب البيطري وتطوره عند المسلمين من العلامات المميزة على إنجازات المسلمين في مجال علم الحيوان بصفة عامة؛ فلقد تطور الطب البيطري في ظل الإسلام ولاقى عناية كبيرة بفضل تعاليم الإسلام التي تأمر بالرفق بالحيوان، وبحسن تغذيته والعلاج في حينه، وعدم تحميله فوق طاقته ومنع قتل الحيوان إلا لمنفعة أو لسبب إنساني.

ومن قواعد الشريعة (قوانين الدولة الإسلامية) تحريم استعمال المناخس المعدنية الجارحة لدفع الحيوان على الإسراع، وتحريم خرم الأنف لشد الحيوان منه لأنه يؤلم، وتحريم الوشم على الوجه لأنه يشوه، وإذا ذبح الحيوان ذبحا غير شرعي أي بما يشترطه الشرع من الرفق والتكبير وسَنِّ الشفرة فإن لحمه يصبح حراما.

وقد نهى الإسلام عن اتخاذ أي حي - سواء حيوانا أو طائرا - غرضا لمجرد التدريب على الرماية أو جرحه لمجرد التسلية أو اللهو (كما في مصارعة الثيران) - على نحو ما بينا سابقا - فقد كانت محرمة على عهد الدولة الإسلامية في الأندلس لما فيها من تعذيب للحيوان.

وقد كان لهذه التعاليم الفضل في عناية المسلمين بعلم الحيوان والطب البيطري، وكان اهتمام المسلمين الأعظم بالفَرَس لأنه رفيقهم في الحرب والجهاد، فكتبوا عن أنواع الخيل وخصائص كل نوع وعيوبه ومميزاته، ثم كتبوا عن أمراضه وعلاجاتها، كما أعطوا اهتماما كبيرا للصقور لعلاقتها بالصيد والرياضة، ورغم أن كتاب الحيوان للجاحظ قد غلب عليه الطابع الأدبي إلا أنه يحوي من الحقائق العلمية عن الحيوانات ما يستحق وضعه في أبواب العلم.

ومن ذلك ما فصله عن خصاء الحيوانات ومنافعه ومضاره فمن ذلك قوله: (وخصاء الحيوان يكون في سبيل تسمينه أو توفير قوته للحمل، أو الجر، أو الجرى في السباق، أو لإخفاء صوته كما تخصى خيل الغزو كيلا تصهل فتنبه العدو لمكانها) ويتحدث عن أثر التزاوج بين جنسين من الحيوان مثل الذئب والكلبة، والحمار والفرس، والحمام البرى والأليف، وهو أول من بين أن خصية واحدة تكفي للتناسل، وأن الحيوان منزوع إحدى الخصيتين يعيش طبيعيا.

وقد اهتم المسلمون بعلم تشريح الحيوان وأقيمت أول مشرحة على نهر دجلة في بغداد... وكان الهدف منها:

أولا: تعليم طلبة الطب جسم الإنسان عن طريق ما يسامى (بالتشريح المقارن(

فكان الاهتمام في هذا المجال بالقردة المستوردة من النوبة، وهي فصيلة خاصة شبيهة في تركيبها بجسم الإنسان.

ثانيا: تعلم الطب البيطري ورعاية الحيوان:
ويذكر سارتون أن من أهمية علم البيطرة عند المسلمين ولشدة احترامهم لهذه المهنة تجد الكثير من العائلات تأخذ كنية البيطري، ومن ذلك عالم النبات المشهور (ابن البيطار) الذي يدلنا نسبه أن أباه كان متخصصا في علاج الحيوانات، وأن هذا العلم قد أصبح فرعا متخصصا من فروع العلاج في ذلك الوقت المبكر في التاريخ الإسلامي.

ولكي نعطي القارئ فكرة عن المدى الذي وصل إليه المسلمون من التطور العلمي في ميدان الطب البيطري.. حسبنا أن نسرد بعض الأبواب من كتاب (الفروسية) الذي ألفه أحمد بن الحسن بن الأحنف (البيطار) في سنة 1200م، وهو عبارة عن موسوعة علمية في أمراض الخيل ورعايتها[12].

فالباب الأول: يتناول دراسة أسنان اللبن والأسنان الثابتة.. والباب الثاني: عن المظهر الخارجي والصفات العامة المميزة للفرس والحمار والبغل، والباب الثالث: وظائف الأعضاء الخارجية، والباب الرابع: عن الفروسية وطريقة الركوب، والباب الخامس: عن سباق الخيل، والباب السادس: عن العيوب الوراثية في الخيل، والباب السابع: عن الصفات السيئة والعيوب الجسمية، والباب الثامن: تقسيم البطن، والباب التاسع: عن أمراض الرأس والعيوب الخلقية، بها أمراض: الرقبة والحلق (11) أمراض الكتف والصدر (12) أمراض الظهر (13) الأمراض الد اخلية والباطنية (14) الذيل وعيوبه (15) الفخذ والساق (16) أمراض الأعصاب (17) الكسور والخلع وجبرها (18) حميات الخيل (19) الأمراض الجلدية مثل الجرب والحكة والدمامل والجدري والجذام والحروق (ص 287) (20) الجنون والهيجان (21) العلاقات الجنسية والتناسلية (22) الإجهاد من الحر والبرد (23) الضعف العام والهزال (24) التسمم من النباتات السامة (25) مرض الكلب (26) قرص العقرب والثعبان وعلاجها.

هذه الموضوعات العريضة والدقيقة التي يطرقها المؤلف في القرن السادس الهجري الثاني عشر الميلادي تدلنا على مدى اهتمام المسلمين بالبيطرة وعلاج الحيوان.. وعلى إنجازاتهم وتفوقهم في هذا الميدان[13].

رواد المسلمين في علم الحيوان وأهم إنجازاتهم
كان من أشهر الذين ألّفوا عن الحيوان وغلب على تناولهم الطابع اللغوي: النضر بن شميل (ت 204هـ، 820م)، ومن آثاره كتاب (الصفات في اللغة)، الذي يتكون من خمسة أجزاء، خصص الجزء الثالث منه للإبل،كما تناول الغنم والطير وخلق الفرس من بين ما تناول في الجزأين الرابع والخامس.

وكذلك أبو زياد بن عبدالله الكلابي (ت نحو سنة 200هـ، 815م) وله كتاب (الإبل)، وهشام الكلبي (ت 204هـ، 819م) ومن تصانيفه (أنساب الخيل)، وأبو عبيدة التَّيمي (ت 207هـ، 823م) ومن مؤلفاته في الحيوان: كتاب الفرس؛ كتاب الإبل؛ كتاب الحيات؛ كتاب أسماء الخيل؛ كتاب البازي.

والأصمعي (ت 214هـ، 829م) ومن مصنفاته: خلق الفرس؛ الخيل؛ الإبل؛ الشاء؛ كتاب الوحوش، وابن السكيت (ت 243هـ، 857م)، ومن تصانيفه: كتاب الوحوش؛ كتاب الحشرات؛ كتاب الإبل، والدينوري (ت 282هـ، 895م) وله كتاب الخيل.

وهذا عرض ببعض من التفصيل لأبرز وأشهر علماء المسلمين الذين تناولوا الحيوان في أبحاثهم على النحو التالي:

الجاحظ:
ألّف أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ (ت 255هـ، 869م) موسوعته الضافية بعنوان "الحيوان"، وهي مصنف يحتوي على معظم المعارف والمسائل الفلسفية والدينية والسياسية والجغرافية والطب والقرآن والحديث والفكاهة، أما بحثه في الحيوان، فقد درس فيه سلوكه وأعضاءه وتطوراته وطعامه وشرابه وسلاحه وطباعه وأمراضه وعمره وموطنه وأثر البيئة فيه وعلاقته بغيره من الحيوان.

قسَّم الجاحظ كتاب الحيوان إلى سبعة فصول، يتناول الجزءان الأول والثاني المناظرة بين الديك والكلب، مدعمًا رأي كل منهما بالآيات القرآنية أو الأحاديث النّبَوية أو الحكايات والحكم، ويتناول في الفصلين الثالث والرابع الحمام وأنواعه وطبائعه، والذباب والغربان والجعلان والخنافس والخفاش والنمل والقرود والخنازير والثيران، وفي الخامس والسادس يواصل البحث عن الثيران، ثم ينتقل إلى أجناس البهائم والطير الأليف، ويعقد مقارنة بين الإنسان والحيوان، ثم يتكلم عن الضب والهدهد والتمساح والأرنب، وفي الفصل السابع يتحدث عن الزرافة والفيل وذوات الأظلاف.

تناول الجاحظ في ثنايا كتاب الحيوان سلوك الحيوان والطير والحشرات، وفي سياق ذكره لطبائع الحيوانات يذكر ملاحظاته عن حاسة الشم الشديدة لدى بعض الحيوانات، والتعرق وتأثير المحيط على الحيوان، ويعطي أحيانًا بعض الملاحظات الفسيولوجية للمظاهر الخارجية للحيوانات كذوات الشعر وذوات الوبر وذوات الصوف وذوات الريش، وفي الكتاب معلومات غنية تتصل بتزاوج الحيوانات وتناسلها وعلاقاتها بأولادها.

كما اشتمل على ملاحظات علمية صحيحة كقوله: إن الخفافيش تلد ولا تبيض، وترضع، أما التمساح والسلحفاة والضفدع فإنها تبيض وتحضن بيضها، ومن ملاحظاته أن جميع الحشرات وجميع العقارب والذبابات والأجناس التي تعض وتلسع تكمن في الشتاء دون أكل أو شرب ما عدا النمل والنحل، فإنها تدخر ما يكفيها أثناء فترة سباتها.

ولم يكن الجاحظ يدلي برأيه في مسألة إلا بعد التمحيص الشديد، وقد قاده ذلك إلى إجراء العديد من التجارب ليثبت صحة ما ذهب إليه، من هذه التجارب تأثير الخمر في الحيوانات، والتولد الذاتي، ومما ذكر أنه إذا وُضِع "عقرب مع فأرة في إناء زجاجي، فليس عند الفأرة حيلة أبلغ من قرض إبرة العقرب؛ فإما أن تموت من ساعتها، وإما أن تتعجل السلامة منها، ثم تقتلها كيف شاءت وتأكلها كيف أحبت"، والتجربة توضح طبائع الحيوانات، وصراعها، وأيها أقتل للآخر.

ومن استقراء تجارب الجاحظ نجد أنه أشار إلى أثر العادة في الحيوان وبخاصة الكلب فيقول: إن له صديقًا "حبس كلبًا له في بيت وأغلق دونه الباب، في الوقت الذي كان طباخه يرجع فيه من السوق ومعه اللحم، ثم أَحَدَّ سكينًا بسكين فنبح الكلب، وقلق، ورام فتح الباب لتوهمه أن الطباخ قد رجع بالوظيفة (حصته من الطعام) وهو يحد السكين ليقطع اللحم، فلما كان العشي صنعنا به مثل ذلك لنتعرف حاله في معرفة الوقت فلم يتحرك"، وهذه التجربة تذكرنا بتجربة بافلوف التي أطلق عليها في علم النفس نظرية التعلم الشرطي، وفي ضوء هذه التجارب والملاحظات عَدَّه البعض أول علماء الحيوان التجريبيين. [14]

ونود أن ننوه هنا بأن كتاب الحيوان للجاحظ أديب العربية جدير بأن يطالعه كل مثقف عربي يهتم بماضي العرب وحاضرهم ومستقبلهم، ويريد أن يصل فرعه بجذور ثقافته الأصلية.

فالكتاب من أهم ما بقي من كتب الجاحظ، وأنه من أول الثمار التي أنتجتها دراسة العرب المسلمين للطبيعة، كما أنه وثيق الصلة بعلم الكلام؛ لأن مؤلفه سعى إلى إظهار وحدة الطبيعة، وإثبات أن الأجزاء المكونة لها، متساوية القيمة في نظر المتأمل، وأن الجاحظ لم يقتصر على دراسة الحيوانات الكبيرة فحسب، بل أظهر شيئا من الميل الى دراسة الحشرات والمخلوقات المتناهية في الصغر.

وقد ذكرت دائرة المعارف: إن في الكتاب نظريات علمية كالتطور والتأقلم، وعلم النفس الحيواني، ولكنها كانت في دور التكون حينئذ، واكتملت في أيامنا هذه، وقد شبه بعض الدارسين الجاحظ بـ ديكارت، فكل منهما يلجأ إلى الشك في سبيل الوصول إلى الحقيقة، ولكن الفرق بينهما أن ديكارت يشك في كل شيء، على حين أن الجاحظ يجعل لليقين مواضع موجبة له، وللشك مواضع موجبة له، فلا يجعل كل شيء موضعا للشك.

يذكر الباحثون أن الجاحظ ألف كتاب الحيوان وهو ابن سبعين سنة، أي بعد أن اختمر عقله واستوى فكره واتسعت تجربته، وقد أَلَّفه وهو مصاب بداء الفالج في الجانب الأيسر من جسده.[15]

ابن مسكويه:
تناول أحمد بن يعقوب بن مسكويه الخازن (ت 421هـ،1030م) علم الأحياء عمومًا في كتابه الفوز الأصغر، وقسّم فيه الكائنات الحية إلى مراتب من حيث قبول حركة النفس، أي حركة القوة، وتناول فيه أهم خصائص النبات من حيث إنها مثبَّتة في التربة بالجذور على عكس الحيوانات؛ إذ إن الحيوانات قادرة على الانتقال من مكان إلى آخر؛ لأنها مزودة بأعضاء تساعد على الحركة.

وقسّم الحيوانات إلى أقسام وضع كل قسم منها في وضعه الملائم من الشجرة الحيوانية، وذكر تأثير البيئة على جميع الأحياء من حيث التطور الإدراكي والعقلي، وتحدث عن الحيوانات الدنيئة، والحيوانات ناقصة الحواس، وتلك التي استكملت حواسها الخمس.

فالحيوانات الدنيئة عنده تلك التي لم تستوف الصفات الحيوانية الكاملة، والتي تشابه النباتات في صفاتها، كالسوطيات التي تشبه الحيوانات في أنها قادرة على الانتقال والحركة، وتشارك النبات في قدرتها على التركيب الضوئي، وكالأصداف والحلزون، "وليس لهما من صفات الحيوانية إلا حس واحد، وهو الحس العام الذي يقال له: حس اللمس".

أما الحيوانات ناقصة الحواس الخمس فيمثل لها بالخُلد، وهو حيوان قارض، فقد البصر بتأثير البيئة، تُولد صغاره بعيونها، غير أن عيونها سرعان ما تضمر ويغطيها الشعر في جحورها المظلمة تحت الأرض، ومن أمثلة الحيوانات ناقصة الحواس النمل، ومنه أنواع لا عيون لها، إلا أن باقي حواسها مُستكْمَل قوي كحاسة الشم، ومن النواقص أيضًا الحيوانات التي ليس لها جفون كالحيات وكثير من ذوات الفقار كالأسماك الكبيرة التي ليس لعيونها جفون.

أما الحيوانات المستكملة الحواس الخمس فهي عنده على مراتب متفاوتة، منها البليدة الجافية الحواس، ومنها الذكية اللطيفة الحواس التي تستجيب للتأديب، وتقبل الأمر والنهي كالفرس من البهائم والبازي من الطير، أما القردة وما شاكلها فقد وضعها في قمة مرتبة الثدييات لكنها أحط من مرتبة الإنسان، خاصة فيما يتعلق بالمواهب من قبول التأديب والتمييز والاهتداء إلى المعارف.

الدّميريّ:
ألّف كمال الدين أبو البقاء محمد بن موسى الدميري (ت 808هـ، 1405م) كتاب (حياة الحيوان الكبرى)، ويذكر أنه قد جمعه من 560 كتابًا و199 ديوانًا من دواوين الشعر العربي، وترجم جياكار معظم هذا الكتاب إلى اللغة الإنجليزية عام 1906م.

وجاء ترتيب هذا الكتاب على حروف المعجم، ويبدأ كل مادة بتعريف اسم الحيوان، وشرح الاسم شرحًا لغويًا، ويورد الأسماء التي يُكنى بها الحيوان مقتبسًا ذلك من مؤلفات فقهاء اللغة كابن سيده والقزويني والجاحظ والجوهري، ثم يتلو ذلك وصف الحيوان، وذكر طباعه وأنواعه، ويورد أحيانًا قصصًا اشتهرت عن حيوان بعينه مثل: البراق، والعنقاء، وهدهد سليمان، وحوت موسى، وفرس فرعون.

وخلط هذا الكتاب العلم بالأدب والحقائق بالخرافات، وأورد أشياء خاطئة، وهذا مثال مما كتبه عن الدجاج: "كنية الدجاجة أم وليد وأم حفص وأم جعفر وأم عقبة، وإذا هرمت الدجاجة لم يخلق منها فرخ، والدجاج مشترك الطبيعة، يأكل اللحم والذباب، وذلك من طباع الجوارح، ويأكل الخبز ويلتقط الحب، وذلك من طباع الطير، ويُعرف الديك من الدجاجة وهو في البيضة، وذلك أن البيضة إذا كانت مستطيلة محدودة الأطراف فهي مخرج الإناث، وإذا كانت مستديرة عريضة الأطراف فهي مخرج الذكور، والفرخ يخرج من البيضة تارة بالحضن، وتارة بأن يدفن في الزبل ونحوه، ومن الدجاج ما يبيض مرتيْن في اليوم، والدجاجة تبيض في جميع السنة إلا في شهرين، ويتم خلق البيض في عشرة أيام، وتكون البيضة عند خروجها لينة القشر، فإذا أصابها الهواء يبست، وأغذى البيض وألطفه ذوات الصفرة، وأقله غذاء ما كان من دجاج لا ديك لها، وهذا النوع من البيض لا يتولد منه حيوان".

ويكثر من ذكر الشواهد الأدبية والأحكام الشرعية مبيّنًا الحلال والحرام، ويورد النوادر اللطيفة عن كل حيوان، ويعلل رؤية هذا الحيوان أو ذاك في المنام. [16].
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://help.forumcanada.org
 
المسلمون والتصنيف الحيواني
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
همس الحياه :: المنتدى : للسياحة والتاريخ :: قسم : الحضارة الإسلامية-
انتقل الى: