همس الحياه
همس الحياه
همس الحياه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

همس الحياه

موقع اسلامى و ترفيهى
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالمنشوراتالتسجيلدخول

 

 عام الوفود.. ضمام بن ثعلبة السعدي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو شنب
المدير العام
المدير العام
ابو شنب


عدد المساهمات : 10023
نقاط : 26544
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 08/12/2015

عام الوفود.. ضمام بن ثعلبة السعدي Empty
مُساهمةموضوع: عام الوفود.. ضمام بن ثعلبة السعدي   عام الوفود.. ضمام بن ثعلبة السعدي Emptyالسبت فبراير 27, 2016 11:02 am

عام الوفود.. ضمام بن ثعلبة السعدي
من أهم الوفود وفدٌ جاء فيه رجل واحد، ومع أن الوفد هنا رجل واحد إلا أن نفعه وأثره كان عظيمًا. ويؤكد هذا المعنى ما قاله ابن عباس كما في رواية أحمد عن هذا الوفد: فما سمعنا بوافدٍ قَدِم كان أفضل من هذا الوافد.

وهذا الرجل هو ضِمَام بن ثعلبة السعدي ، من بني سعد بن بكر من هوازن، ويبدو أنه جاء من فرع لم يُسْلم بعدُ من فروع بني سعد؛ لأن معظم بني سعد آمنت بعد غزوة حُنين، وبرغم كونه أعرابيًّا فيه شيء من الغلظة والجفاء، إلا أنه كان ذكيًّا، عاقلاً، إيجابيًّا، وعلى مستوى راقٍ جدًّا من الفَهْم، وحسن التصرف.

ضمام بن ثعلبة السعدي
جاءت قصة هذا الوافد في صحيح البخاري، ومسلم، والترمذي، والنسائي، وأحمد، والحاكم، وأبي داود، وابن ماجه، والدارمي، وفي كل رواية إضافة جميلة، وقد حاولت أن أجمع لكم قدر المستطاع تفاصيل قصته من هنا وهناك لتكمل الفائدة.

يقول أنس بن مالك ، كما في رواية مسلم: "نهينا أن نسأل رسول الله عن شيء". وهو يقصد قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآَنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللهُ عَنْهَا وَاللهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ} [المائدة: 101]. "فكان يعجبنا أن يجيء الرجل من أهل البادية العاقل، فيسأله، ونحن نسمع".

وهذا فَهْم جميل من أنس ، فهو وإن كان سيتجنب السؤال للنهي الموجود في القرآن، إلا أنه يريد أن يعرف ويتعلم أكثر وأكثر، فكان ينتظر أن يأتي رجل من البادية لا يعرف هذا الحكم، أو ليس مسلمًا أصلاً ليسأل الرسول ، فيجيب الرسول ، ويتعلمون من هذه الإجابة، ويا حبذا لو كان السائل عاقلاً لتكون أسئلته حكيمة، ودقيقة، ومفيدة للصحابة.

فقال الرجل: أيكم محمد؟

يقول أنس بن مالك : والنبي متكئ بين ظهرانيهم.

وانظروا إلى تواضعه ، وهو يجلس بين الصحابة لا يميزه أحد بينهم، مع أنه الرسول العظيم، والقائد المهاب، والزعيم المنتصر الذي دانت له كل القبائل، وواجه الرومان، فما استطاعوا من قيام وما كانوا منتصرين، هذا القائد الجليل بهذه الحيثية العظيمة يجلس بين أصحابه في تواضع، حتى لا يستطيع الغريب أن يميزه بين عامة الأصحاب والجنود والأتباع.

قال الرجل: يابن عبد المطلب.

قال رسول الله : "قَدْ أَجَبْتُكَ".

قال الرجل: إِنِّي سَائِلُكَ، فَمُشَدِّدٌ عَلَيْكَ فِي الْمَسْأَلَةِ، فَلا تَجِدْ عَلَيَّ فِي نَفْسِكَ.

قال : "سَلْ عَمَّا بَدَا لَكَ".

قال الرجل: يا محمد، أتانا رسولك، فزعم لنا أنك تزعم أن الله أرسلك.

قال : "صَدَقَ".

قال الرجل: فمن خلق السماء؟

قال رسول الله : "اللَّهُ".

قال الرجل: فمن خلق الأرض؟

قال : "اللَّهُ".

قال الرجل: فمن نصب هذه الجبال، وجعل فيها ما جعل؟

قال : "اللَّهُ".

قال الرجل: فبالذي خلق السماء، وخلق الأرض، ونصب هذه الجبال، آللَّهُ أَرْسَلَكَ؟

قال : "نَعَمْ".

قال الرجل: وزعم رسولك أن علينا خمس صلوات في يومنا وليلتنا.

قال : "صَدَقَ".

قال الرجل: فبالذى أرسلك، آلله أمرك بهذا؟

قال : "نَعَمْ".

قال الرجل: وزعم رسولك أن علينا زكاة في أموالنا. وفي رواية: (تأخذ هذه الصدقة من أغنيائنا فتقسمها في فقرائنا).

قال : "صَدَقَ".

قال الرجل: فبالذى أرسلك، آلله أمرك بهذا؟

قال : "نَعَمْ".

قال الرجل: وزعم رسولك أن علينا صوم شهر رمضان في سَنَتِنا.

قال : "صَدَقَ".

قال الرجل: فبالذى أرسلك، آلله أمرك بهذا؟

قال : "نَعَمْ".

قال الرجل: وزعم أن علينا حج البيت من استطاع إليه سبيلاً.

قال : "صَدَقَ".

قال أنس بن مالك : فقال الرجل: آمنت بما جئت به، وأنا رسول مَنْ ورائي مِن قومي، وأنا ضِمَام بن ثعلبة أخو بني سعد بن بكر.

قال أنس: ثم ولَّى، وقال: والذي بعثك بالحق، لا أزيد عليهن، ولا أنقص منهن.

فقال : "لَئِنَ صَدَقَ لَيَدَخُلَنَّ الْجَنَّةَ".

فهذه هي الفروض، وإن قام بها الرجل دون نقصٍ فهذا طريق الجنة، وأما النوافل فهي ترفع من درجات العبد في الجنة، أو تَجْبُر التقصير في الفروض.

وهذا هو يسر الإسلام وجماله.

ثم ذهب ضِمام بن ثعلبة إلى قومه بهذه المعلومات البسيطة جدًّا، والتي يعرفها عامة المسلمين من الرجال والنساء بل والأطفال أيضًا، فماذا فعل؟

انظروا إلى إيجابيته، عاد مسرعًا إلى قومه، فاجتمع حوله الناس، فكان أول ما تكلم به أن قال: بئست اللات والعزى.

قالوا: مه يا ضِمام، اتقِ البرص والجذام، اتقِ الجنون.

قال: ويلكم، إنهما والله لا يضران ولا ينفعان، إن الله قد بعث رسولاً، وأنزل عليه كتابًا استنقذكم به مما كنتم فيه، وإني أشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، إني قد جئتكم من عنده بما أمركم به، ونهاكم عنه.

فماذا كانت النتيجة لدعوته؟!

يقول عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: فوالله ما أمسى من ذلك اليوم، وفي حاضره رجل، ولا امرأة إلا مسلمًا.

الله أكبر! بهذه المعلومات البسيطة القليلة غيَّر من واقع قبيلة بكاملها، وهدى الله به أقوامًا، وهم جميعًا في ميزان حسناته، والدال على الخير كفاعله.

والذي فعله ضِمام يمنع أيًّا منا من أن يعتذر بأنه غير مؤهل للدعوة، ولا يمتلك العلم الكافي، ولا نقول لك: أفتِ الناس بما لا تعلم، ولكن ما تعلمه وتظنه قليلاً هو بالنسبة لغيرك كثير وكثير.

ولنا في ضمام مثلٌ واضح، فقد كان كما قال ابن عباس رضي الله عنهما: أفضل وافد سمعوا به.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://help.forumcanada.org
 
عام الوفود.. ضمام بن ثعلبة السعدي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» خولة بنت ثعلبة
» أم أيمن بركة بنت ثعلبة
»  قصة إسلام ضِمامُ بن ثعلبة
» تفسير ۩القرآن الكريم۩ تفسير السعدي {سورة التين}رقم95)
» تفسير ۩القرآن الكريم۩ تفسير السعدي {سورة الشرح}رقم94)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
همس الحياه :: المنتدى : الإسلامى العام :: قسم : السيرة النبوية الشريفة-
انتقل الى: