أزمة تبوك وطبقات المجتمع المسلم (1-2)
طبقات المجتمع المسلم
الصحابة عمالقة الإيمانيتكون صف المسلمين عادة من خمس طبقات، هذه الطبقات الخمس تكون متداخلة في أيام الراحة والسكون والرخاء وغياب الأزمات، حتى لا تكاد الفروق تكون بينها واضحة، وتكون متمايزة وواضحة وضوح الشمس إذا ما حدثت أزمة كبيرة.
وهذا ليس خاصًّا بتبوك فقط، إنما هو في كل مراحل التاريخ الإسلامي، وفي واقعنا الذي نعيشه، وسيظل معنا إلى يوم القيامة، فأي مجتمع مسلم في التاريخ كله، وبالأخص لو كان مُمَكَّنًا لا يخلو من خمس طبقات كما يلي:
الطبقة الأولى: طبقة عمالقة الإيمان
هي طبقة عمالقة الإيمان، الرجل منهم بألف أو يزيد، على أكتافهم تقوم الأمم، هم الذين يحركون الخير في قلوب العوام، وهم الذين يقودون التغيير إلى الأصلح، وإلى الأنفع، وهم الذين يضحون بأموالهم، وأوقاتهم، وجهدهم، بل وأرواحهم لنفع الآخرين، ولنفع الأمة.
خلصت نفوسهم من حظ نفوسهم، فعاشوا لله بكل ذرة في كيانهم.
هؤلاء هم الصفوة الحقيقية في المجتمع، فليست الصفوة هم أصحاب المال والسلطة والجاه، إنما الصفوة هم دعاة الخير، ومصلحو الأمم.
كان من بين أفراد هذه الطبقة العظيمة من طبقات الأمة عددٌ كبير من أصحاب رسول الله ، وكان على رأسهم في ذلك اليوم أبو بكر الصديق، وعثمان بن عفان، وعمر بن الخطاب، وعبد الرحمن بن عوف.
هؤلاء الذين حملوا على أكتافهم هموم الأمة بكاملها.
عثمان بن عفان يوم العسرة
أما عثمان بن عفان فكان اليوم يومه، فما إن فتح الرسول باب الجهاد حتى كان أسرع الناس، وأسبقهم إلى الدخول فيه، وقام في تجرد واضح وتضحية عميقة يقول: عليَّ مائة من الإبل بأحلاسها وأقتابها. والحِلْس: ما وَلِيَ البعير تحت الرَّحْل، أي بكامل عدتها. كنا نتحدث في السابق عمن يطلب مائة من الإبل؛ ليثبت على الإسلام، وهنا يدفع مائة من الإبل في سبيل الله بنفس راضية مطمئنة، وليس عثمان مكلفًا بدفع كل هذا في إعداد الجيش، ولكنه يشعر أن القضية قضيته، وأن الهم همه، ولا يضيره في ذلك أن قعد آخرون، ولم ينتظر أن يسبقه أحد، أو أن يشجعه أحد، وليست النائحة كالثُّكلى.
وسُرّ رسول الله من عطائه سرورًا عظيمًا، وانبسطت أساريره، وفتح باب الجهاد من جديد، فحدث العجب، لقد قام عثمان من جديد يزايد على نفسه، قال عثمان: عليَّ مائة أخرى من الإبل بأحلاسها وأقتابها.
إنه رجل يعيش لأمته، تفشل كثير من الأمم في الخروج من أزماتها لافتقادها رجلاً مثل عثمان، ورسول الله يرقب ذلك بسعادة لا تخفى على أحد، إلى درجة أن قال : "مَا ضَرَّ عُثْمَانَ مَا فَعَلَ بَعْدَ الْيَوْمِ".
إن الحسنات التي حصلها عثمان في هذا اليوم لا تضر معها معصية أبدًا، وليس هذا استنتاجًا، إنما هو من كلام الرسول ، وقد ينجو الإنسان طيلة حياته بموقف واحد وقفه لله .
لم يكتفِ عثمان بذلك مع سماعه للكلمة العجيبة التي علق بها رسول الله على فعله العظيم، بل قام يقول في بساطة: عليَّ مائة ثالثة من الإبل بأحلاسها وأقتابها.
والرسول يرى ذلك، ويقول: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعُثْمَانَ مَا أَقْبَلَ وَمَا أَدْبَرَ، وَمَا أَخْفَى وَمَا أَعْلَنَ، وَمَا أَسَرَّ وَمَا أَجْهَرَ".
وإن بعض الرواة يصل بنفقة عثمان في ذلك اليوم إلى أكثر من تسعمائة من الإبل بأحلاسها وأقتابها، ولم يكن عطاؤه من الإبل فقط، بل عاد إلى بيته، وأتى بألف دينار نثرها في حجر الرسول ، حتى رفع رسول الله يده وقال: "اللَّهُمَّ ارْضَ عَنْ عُثْمَانَ، فَإِنِّي عَنْهُ رَاضٍ".
لم تكن عظمة عثمان في أنه أعطى فقط، ولكن العظمة الحقيقية في أنه سبق، وبسبقه هذا شجع الآخرين، وكل من أعطى بعده تقليدًا لفعله، واتباعًا لهديه، فإنه في ميزان حسنات عثمان ، وهذا ما لا يُتخيل حقيقته من الثواب. روى مسلم، عن جرير بن عبد الله، عن رسول الله قال: "مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلامِ سُنَّةً حَسَنَةً، فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا بَعْدَهُ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ".
فكان عثمان فعلاً من عمالقة الإيمان في ذلك اليوم.
أبو بكر الصديق يوم العسرة
كان من عمالقة الإيمان أيضًا في ذلك اليوم - أبو بكر الصديق أتى بأربعة آلاف درهم، هي كل ما يملك، هل تتخيل ذلك؟
هل تستطيع أن تفعله ولو مرة واحدة؟
لقد فعل ذلك أبو بكر عدة مرات في حياته، أتى بكل ثروته لنصرة الإسلام والمسلمين؛ ولذلك فالصديق له درجة مختلفة عن بقية المسلمين، لا لشيء إلا ليقينه العميق، لا لمنصب، أو عرق، أو نسب.
سأله الرسول : "هَلْ أَبْقَيْتَ لأَهْلِكَ شَيْئًا؟".
فقال في يقين عجيب: أَبْقَيْتُ لَهُمُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ.
وهل يضيِّع الله ما استودعناه إياه؟ هل يترك ربنا I ما تركناه له؟
هذا مستحيل! وكلنا يؤمن بذلك، ولكن إيمان بعضنا إيمان نظري، ليس له تطبيق في واقع حياتنا، أما أبو بكر، فكل معنى آمن به، كان له انعكاسٌ مباشر على حياته، وعلى حياة المسلمين، وعلى واقعه، وعلى واقع المسلمين، هذا هو الفهم الذي تصلح به الأمم.
عمر بن الخطاب يوم العسرة
عمر بن الخطاب كان أيضًا من عمالقة الإيمان في هذا اليوم، جاء بنصف ماله، وجاهد به في سبيل الله، وإياك أن تنتقص منه بعد ما رأيت أبا بكر، فقد أتى عمر بما لا يستطيع عامة البشر أن يأتي به، ولولا أنك تقارنه بالشمس شديدة الإشراق وهو أبو بكر، ما شعرت قَطُّ بقلة عطائه، وإلا فقارن عمر بغيره من البشر.
من يستطيع أن يتنازل في موقف واحد عن نصف ممتلكاته في سبيل الله.
قرار صعب! بل لعله مستحيل في حق الكثيرين، وبدون هؤلاء الذين يستطيعون أخذ مثل هذا القرار لا تقوم الأمم.
عبد الرحمن بن عوف يوم العسرة
فعل الشيء نفسه عبد الرحمن بن عوف ، وأتى بنصف ماله، وكان مائتي أوقية من الفضة، وقال له رسول الله : "بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِيمَا أَنْفَقْتَ، وَفِيمَا أَبْقَيْتَ".
وصدق الرسول الكريم ، فقد بارك الله في مال عبد الرحمن ، وما أفقرته الصدقة، وما نقص ماله وما ضاع أولاده، وما شردت نساؤه، بل قسمت ثروته الذهبية بالفئوس، وبورك في ماله حيًّا وميتًا، وعد الله إن الله لا يخلف الميعاد.
ولم تكن عظمة هؤلاء في كمّ ما أنفقوه، ولكن في بذلهم لكل وسعهم، وكل طاقتهم، وقيامهم ليس بدورهم فقط، ولكن بأدوار أولئك الذين لا يستطيعون، أو أدوار أولئك الذين تخلفوا عن نصرة الدين مع قدرتهم على ذلك، إنهم لم يقترحوا أن تقسم الأعمال على أغنياء الأمة، بل شعروا أنهم معنيون تمامًا بالأمر، ولو تفاعل الجميع فليس هذا مبررًا لتقاعسهم، فالجيش جيشهم، والنصر أملهم، وعزة الإسلام هدفهم، والله غايتهم، وهو مطلع عليهم، ويرى عملهم، وهذا يكفيهم.
فقراء الأمة وعمالقة الإيمان
وقد يقول قائل: ألن يصل إلى هذه الدرجة إلا أغنياء الأمة الذين يملكون المال الوفير، فيقدرون على العطايا السخية؟
والإجابة على العكس تمامًا، فكما ذكرت ليس المهم هو كمّ الإنفاق، ولكن المهم هو استنفاد الوسع، وبذل الطاقة، ورُبَّ درهم سبق ألف درهم، وقد ينفق منافق نفقة عظيمة هي مردودة عليه لفساد نيته، وقد ينفق فقير درهمًا واحدًا فيصل به إلى أجر الأغنياء الذين بذلوا الألوف، ولذلك فإن عمالقة الإيمان من الفقراء تسابقوا لبذل الوسع، والوسع هذا قد يكون مكيالاً من التمر، وقد يكون دريهمات معدودات.
إنه جزء قليل في عدة وعتاد جيش ضخم، ولكن هذا ما يستطيعونه ويقدرون عليه، فبلغوا بهذا القدر البسيط منازل كبار المنفقين.
كل واحد منا مهما كانت إمكانياته، أو قدراته يستطيع أن يكون من هؤلاء، وليس هذا فقط بل المسلم قد لا يملك شيئًا أصلاً، ويتمنى في داخله أن لو استطاع أن يشارك، ويساهم، ويجاهد.
يريد أن يجاهد بمال، ولكنه مُعدِم لا يملك درهمًا ولا دينارًا.
يريد أن يجاهد بروحه، ولكنه معتل ومريض، ولا يقوى على حمل السلاح.
يريد حتى أن يشارك بجسده، فيُكثر أعداد المسلمين، ولكنه لا يملك راحلة تصل به إلى أرض الجهاد.
هؤلاء المعذورون الصادقون في نياتهم لهم من الأجر مثل ما للقادرين المجاهدين بأموالهم وأرواحهم.
انظر إلى حديث الرسول الذي رواه أحمد وابن ماجه عن أبي كبشة الأنماري قال: قال رسول الله : "مَثَلُ هَذِهِ الْأُمَّةِ كَمَثَلَ أَرْبَعَةِ نَفَرٍ"، ثم ذكر منهم: "رَجُلٌ أَتَاُه مَالاً وَعِلْمًا فَهُوَ يَعْمَلُ بِعِلْمِهِ وَمَالِهِ وَيُنْفِقُهُ فِي حَقِّهِ، وَرَجُلٌ أَتَاهُ اللَّهُ عِلْمًا وَلَمْ يَأْتِهِ مَالًا فَهُوَ يَقُولُ: لَوْ كَانَ لِي مِثْلَ هَذَا عَمِلْتُ فِِيهِ مِثْلَ الَّذِي يَعْمَلُ". قال رسول الله : "فَهُمَا فِي الْأَجْرِ سَوَاءٌ".
هؤلاء قال الله في حقهم: {لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَى وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا للهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [التوبة: 91].
علْبة بن زيد وصورة من فقراء يوم تبوك
إن بعض هؤلاء الفقراء المُعدمين بلغوا من الصدق في النية، والشوق إلى الجهاد بالنفس والمال أن بكوا تأثرًا أن الرسول لا يجد راحلة يحملهم عليها إلى تبوك، لم يقولوا: الحمد لله الذي عافانا من المجهود ومن المشقة؛ ولكن خرجوا حزنًا وصل إلى حد البكاء لحرمانهم من الجهاد، وهؤلاء عُرِفوا في السيرة بالبكَّائين، وكانوا سبعة، وفيهم نزل قول الله I: {وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ} [التوبة: 92].
وتدبر بإمعانٍ في مقدار الإخلاص، والتجرد، والتضحية الذي كان في قلوبهم إلى الدرجة التي تصل إلى تخليد ذكراهم في كتاب الله بقرآن يُقرأ ويُتعبد به إلى يوم القيامة، كل هذا وهم من الفقراء الذين لا يملكون شيئًا.
بل إن بعضهم بلغ درجة من الشوق إلى الجهاد، وإلى خدمة الإسلام، ونصرة الدين درجة لا تتصورها، وهذا هو عُلْبة بن زيد ، وهو أحد هؤلاء البكَّائين السبعة، وعاد يومها إلى بيته، وذلك بعدما رده رسول الله ، وصلى من ليلته ما شاء الله، ثم بكى وقال: اللهم إنك أمرت بالجهاد ورغبت فيه، ثم لم تجعل عندي ما أتقوَّى به، ولم تجعل في يد رسولك ما يحملني عليه، وإني أتصدق على كل مسلم بكل مظلمة أصابني فيها في مال أو جسد أو عِرْض.
إنه يريد أن ينفع الجيش المجاهد، والأمة الإسلامية بأي شيء، وليس معه أي شيء، ففكر في شيء عجيب يتصدق به، ما تصدق به أحد قبله، وما أحسب أن أحدًا فعل ذلك بعده.
إنه يتصدق بحسناته! إن هذه المظالم التي ارتكبت في حقه تتحول إلى حسنات في ميزانه يوم القيامة، وهو يريد أن يساعد المسلمين بشيء، وليس معه شيء، فليساعدهم بالعفو عن ظلمهم إياه، ورد حسناتهم إليهم، وما أحسب أن أحدًا في العالم بلغ هذه الدرجة من السمو في حب العمل لله ، وحب الخدمة للناس والمجتمع والأمة.
ونتساءل: هل كان هناك مردود لأمنية عُلْبَة بن زيد ؟
إنه أصبح بعد هذا الدعاء، وصلى مع الناس ومع رسول الله صلاة الصبح، وبعد الصلاة سأل الرسول : "أَيْنَ الْمُتَصَدِّقُ هَذِهِ اللَّيْلَةَ؟".
فلم يقم أحد، فقال: "أَيْنَ الْمُتَصَدِّقُ؟ فَلْيَقُمْ".
فقام إليه عُلْبة وأخبره، فقال رسول الله : "أَبْشِرْ، فَوَالَّذِي نَفْسِى بِيَدِهِ كُتِبَتْ فِي الزَّكَاةِ الْمُتَقَبًّلَةِ".
واستحق عُلبة بن زيد رغم فقره أن يكون من كبار المتصدقين الذين تقبل الله منهم صدقاتهم، ومن عمالقة الإيمان الذين يقودون الأمة إلى كل مجد وعز وشرف.
ومن شدة إعجاب الرسول بهذه الطائفة العملاقة، ومع قلة مالها أو مع ضعفها الجسدي، فإنه لم ينسهم، ففي طريق عودته إلى المدينة بعد تبوك، أوقف صحابته الذين خرجوا معه يذكرهم بإخوانهم الصادقين الذين رغبوا في الجهاد معهم رغبة حقيقية، ولكن منعهم عذرٌ من الأعذار، سواء عجز أو مرض أو كبر سن أو فقر، وقف يتكلم عن أولئك الصادقين ويقول فيما رواه البخاري عن أنس : "إِنَّ أَقْوَامًا بِالْمَدِينَةِ خَلْفَنَا، مَا سَلَكْنَا شِعْبًا وَلَا وَادِيًا إِلَّا وَهُمْ مَعَنَا فِيهِ، حَبَسَهُمُ الْعُذْرُ".
وهذا يعطي إشراقة أمل لكل من حِيل بينه وبين الجهاد لأي سبب، ولكن يتمنى بصدق، وهو لا يصل بذلك إلى مرتبة المجاهدين فقط، بل قد يصل إلى مرتبة الشهداء، مع أنه قد يموت في بيته، وفي وسط أهله.
روى مسلم والنسائي وابن ماجه عن سهل بن حُنَيْف ، قال: قال رسول الله : "مَنْ سَأَلَ اللَّهَ الشَّهَادَةَ بِصِدْقٍ، بَلَّغَهُ اللَّهُ مَنَازِلَ الشُّهَدَاءِ، وَإِنْ مَاتَ عَلَى فِرَاشَهِ".
وطبقة عمالقة الإيمان لم تكن من الرجال فقط، بل أتت بعض النساء من عمالقة الإيمان بحليهن، وبكل ما يملكن لتجهيز الجيش المسلم، مع كونهن لسن مكلفات بالجهاد في سبيل الله، لكن لقوة إيمانهن فهن يعتبرن أنفسهن مسئولاتٍ عن كل قضايا الأمة، فلم يقف التفاعل الإيماني مع قضايا المسلمين عند الرجال فقط، بل شاركت النساء بقوة في هذه المسابقة الإيمانية، فظهر المجتمع المسلم بكامله كوحدة واحدة، تتحرك في اتجاه واحد لغاية واحدة، وهذه من أبلغ صور الحضارة أن يشترك الشعب بكل فئاته في خدمة قضية واحدة.
كانت هذه هي الطبقة الأولى التي برزت عند أزمة تبوك، طبقة عمالقة الإيمان.