همس الحياه
همس الحياه
همس الحياه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

همس الحياه

موقع اسلامى و ترفيهى
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالمنشوراتالتسجيلدخول

 

 إسلام سهيل بن عمرو وصفوان بن أمية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو شنب
المدير العام
المدير العام
ابو شنب


عدد المساهمات : 10023
نقاط : 26544
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 08/12/2015

إسلام سهيل بن عمرو وصفوان بن أمية Empty
مُساهمةموضوع: إسلام سهيل بن عمرو وصفوان بن أمية   إسلام سهيل بن عمرو وصفوان بن أمية Emptyالسبت فبراير 27, 2016 9:45 am

إسلام سهيل بن عمرو
سهيل بن عمروكان هناك من أهل مكة بعض الزعماء وبعض الكبراء الذين لم يسلموا، وقد فرَّ بعضهم خارج مكة المكرمة، وبعضهم هرب إلى بيته، وبعضهم طلب الإجارة. وهؤلاء الذين هربوا جميعًا كان لهم تاريخ أسود طويل مع رسول الله ، وكان من هؤلاء الزعماء الفارِّين سهيل بن عمرو من بني عامر بن لُؤَيّ، وهو من كبار زعماء قريش وكبار زعماء مكة، ومن كبار السنِّ، وعنده من الأولاد الكثيرون، وهؤلاء الأولاد معظمهم في جيش المسلمين الفاتح لمكة المكرمة، وبعد أن فتحت مكة المكرمة، لم يجد له عونًا من الزعماء الذين كانوا معه قبل ذلك، فقد فرُّوا من أمام الجيش الإسلامي، ففر هو الآخر ودخل بيته كما يقول: "فانقحمتُ في بيتي، وأغلقت عليَّ بابي".

ثم يقول: "وأرسلت إلى ابني عبد الله بن سهيل -وهو من جنود الجيش الإسلامي الفاتح- أن اطْلب لي جوارًا من محمد، وإني لا آمن من أن أُقتل". ظل سهيل بن عمرو يتذكر تاريخه السابق فيقول: "فليس أحد أسوأ أثرًا مني أني لقيت الرسول يوم الحديبية بما لم يلقه أحد، وكنت الذي كاتبته". يعني هذه المعاهدة التي تمت في صلح الحديبية، وكان سهيل بن عمرو ممثل قريش الذي فوضته للتفاوض مع رسول الله ، ويعلم أن الرسول سوف يتذكر له هذه المواقف. ثم يقول سهيل بن عمرو: "مع حضوري بدرًا وأُحُدًا ضد المسلمين".

ذهب عبد الله بن سهيل إلى الرسول فقال: يا رسول الله، تُؤَمِّنه؟ فقال : "نَعَمْ، هُوَ آمِنٌ بِأَمَانِ اللَّهِ فَلْيَظْهَرْ"[1].

ولننظر إلى مدى الذلِّ والعار الذي أصاب أولئك الذين عادوا الله ورسوله الكريم ، وانظر إلى مدى العزة التي فيها الرسول في هذا الموقف، ولنرَ هذا التعامل مع أحد كبار زعماء مكة المكرمة، ومدى العظمة في هذا التعامل، ولنراجع احتلال أي دولة لدولة أخرى، ولنرَ التعامل مع الأمراء والوزراء والكبراء في البلد المغلوب؛ إنهم يُتتبَّعون في كل مكان ليُقتلوا ويسجنوا في السجون لفترات طويلة، ويُمَثَّل بهم، ولكن الرسول يعطيهم الأمان، ثم قال لأصحابه الذين حوله في ذلك الوقت ومعهم عبد الله بن سهيل، قال لهم: "مَنْ لَقِيَ سُهَيْلَ بْنَ عَمْرٍو فَلاَ يَشُدَّ النَّظَرَ إِلَيْهِ".

يمنع الرسول الصحابة من أن يشددوا النظر إلى سهيل بن عمرو شماتةً فيه، وسوف يأتي للتحاور معي في ذلك الوقت، فلا يشد أحدكم النظر إليه؛ "فَلَعَمْرِي إِنَّ سُهَيْلاً لَهُ عَقْلٌ وشَرَفٌ، وَمَا مِثْلُ سُهَيْلٍ جَهِلَ الإِسْلاَمَ، لَقَدْ رَأَى مَا كَانَ يُوضَعُ فِيهِ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لَهُ بِنَافِعٍ"[2].

وهو يريد الآن أن يعود إلى الله ، فلا يرفع أحدكم النظر فيه، ولا يتكلم أحد عليه بكلمة، ولا يعلق عليه أحد تعليقًا سلبيًّا بأيِّ صورة من الصور؛ إن له عقلاً وشرفًا. وهكذا يصف الرسول سهيل بن عمرو بهذا التعظيم والتكريم له، مع أنه من ألد أعدائه قبل ذلك. وانظروا إلى الرحمة النبوية، وانظروا إلى فنِّ امتلاك القلوب الحقيقي!! وانطلق عبد الله بن سهيل إلى أبيه ليخبره بعفو الرسول عنه، فلما ذكر له هذه الكلمات، قال: "كان والله بَرًّا صغيرًا وكبيرًا"[3].

وتوجه سهيل بن عمرو إلى الرسول ، وأسلم بين يدي الرسول ، وكما يقول الرواة كان سهيل بعد هذا الإسلام كثير الصلاة والصوم والصدقة، وخرج مجاهدًا في سبيل الله، وكان أميرًا على إحدى فرق المسلمين في موقعة اليرموك. إنه الامتلاك الحقيقي لقلب سهيل بن عمرو بهذه المعاملة الحسنة من رسول الله ، وهذا هو فن الدعوة إلى الله ، وهذا هو التصرف الرحيم من النبي الكريم القدوة لنا أجمعين. ولا يخفى على أحدٍ أن رسول الله امتلك قلوب بني عامر جميعًا بتساهله وتسامحه مع سهيل بن عمرو زعيم بني عامر.

الرسول يعفو عن صفوان بن أمية
صفوان بن أمية بن خلف كان أبوه من أشد المعاندين للرسول ، ومن الذين قُتلوا في بدر، وورث صفوان بن أمية هذه الكراهية من أبيه للإسلام والمسلمين، وحارب الرسول بكل طاقته، وكان ممن التفَّ حول ظهر المسلمين في أُحد هو وخالد بن الوليد ، واشترك اشتراكًا كبيرًا في قَتْل سبعين من شهداء الصحابة ، واشترك أيضًا في غزوة الأحزاب، بل كان من الذين شاركوا في عملية القتال في داخل مكة المكرمة، بل إن صفوان بن أمية قبل ذلك دبَّر محاولة لقتل الرسول .

فهناك عداء شخصي بينه وبين الرسول ، وكانت هذه المحاولة بينه وبين عمير بن وهب ، وكان عمير وقتها لا يزال كافرًا، وفيها تعهَّد صفوان بن أمية لعمير بن وهب أن يتحمل عنه نفقات عياله، وأن يسدِّد عنه دينه في نظير أن يقتل عمير رسول الله ، وأسلم عمير بن وهب في المدينة المنورة بعد أن أخبره الرسول بما دار بينه وبين صفوان في حِجْر الكعبة، ومرت الأيام، وجاء فتح مكة المكرمة وفر صفوان بن أمية، ولم يجد له مكانًا في مكة المكرمة، وعلم أنه لن يُستقبل في أي مكان في الجزيرة العربية؛ ومن ثَمَّ قرر أن يلقي بنفسه في البحر ليموت. فخرج صفوان في اتجاه البحر الأحمر ومعه غلام اسمه يسار، وليس معه أحد غيره، حتى وصل إلى البحر الأحمر، ورأى صفوان من بعيدٍ أحد الرجال يتتبعه، فخاف وقال لغلامه: "ويحك! انظر من ترى؟".

قال الغلام: "هذا عمير بن وهب". وكان عمير بن وهب صديقًا حميمًا لصفوان بن أمية قبل أن يسلم عمير .

فقال صفوان: "وماذا أصنع بعمير؟ والله ما جاء إلا يريد قتلي". فهو قد دخل في الإسلام وقد ظاهر محمدًا عليَّ، ولحق عمير بن وهب بصفوان بن أمية، فقال له: "يا عمير، ما كفاك ما صنعت بي؟ حملتني دينك وعيالك، ثم جئت تريد قتلي".

فقال: "أبا وهب، جعلت فداك، قد جئتك من عند أبر الناس، وأوصل الناس".

فعندما رأى عمير بن وهب صفوان قد هرب من مكة المكرمة، أسرع إلى رسول الله ، وتذكَّر صديقه القديم، وتذكر الذكريات التي كانت بينه وبين صفوان بن أمية، فخاف عليه، وخشي عليه، وأحب له الإسلام، وأحب له أن يدخل فيما دخل فيه؛ فبدأ يحاول مع الرسول أن يطلب له الأمان، فقال عمير بن وهب: يا رسول الله، سيد قومي خرج هاربًا ليقذف نفسه في البحر، وخاف ألاّ تُؤَمِّنه، فأمِّنْهُ فداك أبي وأمي.

فقال الرسول : "قَدْ أَمَّنْتُهُ"[4].

فهل روى لنا التاريخ أخلاقًا مثل أخلاق رسول الله ، فهو بحقٍّ كما قال البُوصِيرِيُّ في بُرْدَتِهِ:

مُحَمَّدٌ أَشْرَفُ الأَعْرَابِ وَالْعَجَمِ *** مُحَمَّدٌ خَيْرُ مَنْ يَمْشِي عَلَى قَدَمِ

مُحَمَّدٌ بَاسِطُ الْمَعْرُوفِ جَامِعُهُ *** مُحَمَّدٌ صَاحِبُ الإِحْسَانِ وَالْكَرَمِ

صفوان بن أمية يعلن إسلامه
وصل عمير بن وهب إلى صفوان بن أمية، وقال له: إن رسول الله قد أمَّنَك. فخاف صفوان، وقال: لا والله لا أرجع معك حتى تأتيني بعلامةٍ أعرفها.

فرجع عمير بن وهب إلى الرسول ، وقد بذل مجهودًا كبيرًا من البحر الأحمر إلى مكة المكرمة، ما يقرب من ثمانين كيلو مترًا ذهابًا، ثم يقطعها بعد ذلك عودة، وقال عمير: يا رسول الله، جئتُ صفوان هاربًا يريد أن يقتل نفسه، فأخبرته بما أمنته، فقال: لا أرجع حتى تأتيني بعلامة أعرفها.

فقال الرسول : "خُذْ عِمَامَتِي إِلَيْهِ".

والرسول يحاول قدر المستطاع أن يأتي بكل إنسان إلى الإسلام، فأخذ عمير العمامة وذهب إلى صفوان بن أمية، حتى وصل إلى صفوان بن أمية، وأظهر له العمامة وقال له: يا أبا وهب، جئتك من عند خير الناس، وأوصل الناس، وأبر الناس، وأحلم الناس، مجده مجدك، وعزه عزك، وملكه ملكك، ابن أمك وأبيك، أُذَكِّرك الله في نفسك.

فقال له صفوان في منتهى الخوف: أخاف أن أُقتل.

قال: قد دعاك إلى أن تدخل في الإسلام، فإن رضيتَ وإلا سَيَّرك شهرين.

ولننظر إلى الكرم من رسول الله ، فإن أسلمت الآن انتهت القضية ولك ما للمسلمين، وعليك ما على المسلمين، وإن أردت أن تأخذ شهرين كاملين تفكر فيهما، فأنت في أمان. فرجع صفوان بن أمية مع عمير بن وهب إلى رسول الله ، ودخل الحرم، والرسول يصلي بالناس صلاة العصر، فوقفا معًا حتى ينتهي الرسول من الصلاة، فقال صفوان لعمير بن وهب: كم تصلون في اليوم والليلة؟

قال: خمس صلوات.

قال: يصلي بهم محمد؟

قال: نعم.

فلما سلم الرسول وانتهى من صلاته، صاح صفوان يخاطب الرسول : "يا محمد" من بعيد، حتى تكون عنده فرصة للهرب. "يا محمد، إن عمير بن وهب جاءني بعمامتك، وزعم أنك دعوتني إلى القدوم عليك، فإن رضيت أمرًا وإلا سيرتني شهرين".

فقال في ليونة وسهولة: "انْزِلْ أَبَا وَهْبٍ".

فقال صفوان: لا والله حتى تبين لي.

فقال الرسول : "بَلْ تَسِيرُ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ"[5].

تفكر أربعة أشهر كاملة. وبالفعل أطلق الرسول صفوان بن أمية أربعة أشهر كاملة ليفكر، ولم يأخذ صفوان بن أمية هذه الشهور الأربعة كاملة للتفكير، ولكن صفوان دخل الإسلام بهذه المعاملة الحسنة من الرسول .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://help.forumcanada.org
 
إسلام سهيل بن عمرو وصفوان بن أمية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أمية رسول الله
» سماحة الرسول مع سهيل بن عمرو
» سماحة الرسول مع صفوان بن أمية
» إسلام عمرو بن عبسة
»  إسلام الطفيل بن عمرو الدوسي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
همس الحياه :: المنتدى : الإسلامى العام :: قسم : السيرة النبوية الشريفة-
انتقل الى: