همس الحياه
همس الحياه
همس الحياه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

همس الحياه

موقع اسلامى و ترفيهى
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالمنشوراتالتسجيلدخول

 

 نهاية يوم أحد

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو شنب
المدير العام
المدير العام
ابو شنب


عدد المساهمات : 10023
نقاط : 26544
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 08/12/2015

نهاية يوم أحد Empty
مُساهمةموضوع: نهاية يوم أحد   نهاية يوم أحد Emptyالجمعة فبراير 26, 2016 7:11 pm

نهاية يوم أحد
شماتة المشركين في المسلمين
غزوة أحدو جاء أبو سفيان ليشمت في المسلمين، وقد عرف أن هناك مجموعة من المسلمين قد هربت في الجبل، فجاء هو ومن معه من المشركين ليخاطب رسول الله إن كان حيًّا أو ليطمئن هل قتل أم لا؟ فنادى أبو سفيان وقال: "أفيكم محمد؟" فأشار النبي إلى أصحابه لا تجيبوه لئلا يعرف مكانهم. فقال: "أفيكم ابن أبي قحافة؟" فأشار النبي لا تجيبوه، فلم يجبه أحد. فقال: "أفيكم عمر بن الخطاب؟" فهو يعرف أهم الشخصيات بين المسلمين، ومن هو الوزير الأول، ومن هو الوزير الثاني، فأشار النبي لا تجيبوه، فسَعِد أبو سفيان وقال: "أما هؤلاء الثلاثة فقد كفيتموهم، ولو كانوا أحياءً لأجابوا".

فلم يملك عمر بن الخطاب نفسه، وقام فقال: "أيْ عدو الله، إن الذين ذكرت هم أحياء، وقد أبقى الله ما يسوءُك". وكانت نفس أبي سفيان قد مُلئت غيظًا، وأراد أن يغيظ المسلمين فقال: "قد كانت فيكم مثلة لم آمر بها ولم تسؤني". ثم قال: "اُعْلُ هُبَلْ". وسكت الصحابة، فقال النبي : "أَلاَ تُجِيبُونَه؟"

فقالوا: "ما نقول؟"

فقال: "قُولُوا: اللَّهُ أَعْلَى وَأَجَلُّ".

فقال الصحابة: "الله أعلى وأجل".

فقال أبو سفيان: "لنا العزى ولا عزَّى لكم".

فقال النبي: "أَلاَ تُجِيبُونَهُ؟" فقالوا: ما نقول يا رسول الله؟ فقال: "قُولُوا: اللَّهُ مَوْلاَنَا وَلاَ مَوْلَى لَكُمْ".

فقال أبو سفيان: "يوم بيوم بدر، والحرب سجال".

فأجاب عمر : "لا سواء، قتلانا في الجنة، وقتلاكم في النار". وفي روايةٍ أن الذي قال هذا الكلام هو النبي .

فقال أبو سفيان: "هلُمَّ إليَّ يا عمر". فقال له النبي : "ائْتِهِ، فَانْظُرْ مَا شَأْنُهُ؟"

فقال له أبو سفيان: "أنشدك الله يا عمر، أقتلنا محمدًا؟" فقال عمر: "اللهم لا، وإنه ليسمع كلامك الآن".

فقال أبو سفيان كلامًا يدل على احترام المشركين للمسلمين، قال: "أنت أصدق عندي من ابن قمئة وأبرُّ"[1].

وهذا الأمر عند كل المشركين، فهم يحاربون المسلمين لكن في أعماق نفوسهم يكنون الاحترام لكل المسلمين؛ لقيمتهم ولدفاعهم عن مبادئهم ولتضحيتهم في سبيل دينهم وفي سبيل فكرتهم؛ فأبو سفيان يصدق عمر عدوه في هذه اللحظة، ولا يصدق ابن قمئة أحد جنوده. وانسحب أبو سفيان ولم يفكر في صعود الجبل مرة أخرى، واكتفى بما فعل وعاد بالمشركين تجاه مكة، وانتهت معركة أُحُد بذلك.

شهداء المسلمين في غزوة أحد
نزل النبي من فوق الجبل ليتفقد الشهداء وكان موقفًا مريعًا؛ فسبعون من أفاضل المسلمين على أرض المعركة، وكان فيهم حمزة بن عبد المطلب، وعمرو بن الجموح، وعبد الله بن حرام، ومصعب بن عمير، وعبد الله بن جحش، وحنظلة بن أبي عامر، وخيثمة؛ كثير من المسلمين سقطوا شهداء في يوم أُحُد. ونظر النبي إلى الشهداء وقال: "اللَّهُمَّ إِنِّي شَهِيدٌ عَلَى هَؤُلاَءِ، إِنَّهُ مَا مِنْ جَرِيحٍ يُجْرَحُ فِي اللَّهِ إِلاَّ وَيَبْعَثُهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَدْمَى جُرْحُهُ، اللَّوْنُ لَوْنُ الدَّمِ وَالرِّيحُ رِيحُ الْمِسْكِ"[2].

وكان بعض الصحابة قد أخذوا بعض الشهداء ليدفنوهم في المدينة، فأمر النبي بردهم ليدفنوا في أرض أُحُد، وألا يغسلوا وألا يكفنوا، بل يدفنوا في ثيابهم بعد أن تنزع الدروع والجلود من على أجسادهم، وكان يدفن الاثنين والثلاثة في القبر الواحد، ويجمع بين الرجلين أحيانًا في ثوب واحد ويقول: "أَيُّهُمَا أَكْثَرُ أَخْذًا لِلْقُرْآنِ؟" فيدفنه أولاً، وقال: "أَنَا شَهِيدٌ عَلَى هَؤُلاَءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ". قالها مرة ثانية وقالها مرارًا في ذلك اليوم. وكان إذا علم أن بين اثنين محبة كبيرة دفنهما معًا، فقد دفن عبد الله بن عمرو بن حرام مع عمرو بن الجموح[3]، رضي الله عنهما وعن الصحابة أجمعين.

ولما رأى ما فُعِل بحمزة اشتد حزنه ، وبكى بكاءً شديدًا، وانتحب حتى نَشَع[4] من البكاء .

ويقول ابن مسعود : "ما رأينا النبي باكيًا قَطُّ أشد من بكائه على حمزة بن عبد المطلب".

بل وضعه النبي في القبلة، وصلى عليه مع كل شهيد، رضي الله عنهم أجمعين وأرضاهم.

وكان مصعب بن عمير ممن قتل شهيدًا في هذه المعركة، وكفن في ثياب بسيطة جدًّا، كما يقول عبد الرحمن بن عوف: "قتل مصعب بن عمير وهو خير مني، وكُفِّن في بردة إن غُطِّي رأسه بدت رجلاه، وإن غطِّي رجلاه بدا رأسه". وذكروا ذلك للرسول ، فقال رسول الله : "غَطُّوا بِهَا رَأْسَهُ، وَاجْعَلُوا عَلَى رِجْلَيْهِ مِنَ الإِذْخَرِ"[5]. كان هذا هو الحال مع الشهداء، وكان موقفًا مؤلمًا.

شكر النبي لله
ورغم ما ألم بالمسلمين جمع النبي من معه وقال: "اسْتَوُوا حَتَّى أُثْنِي عَلَى رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ". ففي كل مواقفه حمدٌ لله ، ولا بد أن هناك خيرًا ما وراء هذه المصيبة، فصار المسلمون خلفه صفوفًا، فوقف يدعو والمسلمون يؤمِّنون على دعائه:

"اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ كُلُّهُ، اللَّهُمَّ لاَ قَابِضَ لِمَا بَسَطْتَ، وَلاَ بَاسِطَ لِمَا قَبَضْتَ، وَلاَ هَادِيَ لِمَنْ أَضْلَلْتَ، وَلاَ مُضِلَّ لِمَنْ هَدَيْتَ، وَلاَ مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، وَلاَ مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلاَ مُقَرِّبَ لِمَا بَاعَدْتَ، وَلاَ مُبْعِدَ لِمَا قَرَّبْتَ، اللَّهُمَّ ابْسُطْ عَلَيْنَا مِنْ بَرَكَاتِكَ وَرَحْمَتِكَ وَفَضْلِكَ وَرِزْقِكَ.

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ النَّعِيمَ الْمُقِيمَ الَّذِي لاَ يَحُولُ وَلاَ يَزُولُ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَوْنَ يَوْمَ الْعِيلَةِ وَالأَمْنَ يَوْمَ الْخَوْفِ. اللَّهُمَّ إِنِّي عَائِذٌ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا أَعْطَيْتَنَا، وَشَرِّ مَا مَنَعْتَنَا. اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا الإِيمَانَ وَزَيِّنْهُ فِي قُلُوبِنَا، وَكَرِّهْ إِلَيْنَا الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ، وَاجْعَلْنَا مِنَ الرَّاشِدِينَ. اللَّهُمَّ تَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ، وَأَحْيِنَا مُسْلِمِينَ، وَأَلْحِقْنَا بِالصَّالِحِينَ، غَيْرَ خَزَايَا وَلاَ مَفْتُونِينَ.

اللَّهُمَّ قَاتِلِ الْكَفَرَةَ الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ رُسُلَكَ، وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِكَ، وَاجْعَلْ عَلَيْهِمْ رِجْزَكَ وَعَذَابَكَ. اللَّهُمَّ قَاتِلِ الْكَفَرَةَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ، إِلَهَ الْحَقِّ"[6].

دعاء فيه الشكر الدائم لله في كل الظروف، حتى ولو كان بعد مصيبة أُحُد. هذا الدعاء فيه إعلان أن كل شيء بين يدي الله .

إن الله قادر على منع الهزيمة، لكنه أوقع المصيبة لحكم كثيرة يعلمها، قال I: {وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ التَقَى الجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللهِ} [آل عمران: 166].

هذا الدعاء فيه معنى تعظيم الآخرة، وخاصةً في هذا الموقف؛ ليعلم الصحابة أن الجزاء الأوفى يوم القيامة، وذلك عندما قال : "اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ النَّعِيمَ الْمُقِيمَ الَّذِي لاَ يَحُولُ وَلاَ يَزُولُ". حتى ولو ضاعت كل الدنيا، وأخذنا الجنة فنحن الفائزون.

دعاء فيه وضوح الرؤية، حرب كل من صد عن سبيل الله، يدعو الله أن يمكِّنهم من حرب كل من صد عن سبيله، سواءٌ أكان من المشركين الكفرة أو من كفرة أهل الكتاب الذين قاتلوا المسلمين، فكان دعاءً جامعًا وشاملاً يعبِّر عن فهم دقيق للنبي .

رجوع النبي إلى المدينة
رجع النبي إلى المدينة المنورة واستُقْبل في حزن شديد جدًّا، فكل بيت تقريبًا فيه شهيد، وقابلته في الطريق حَمْنَة بنت جحش رضي الله عنها، ونَعَى إليها أخاها عبد الله بن جحش، فاسترجعت واستغفرت له الله ، ثم نعى لها خالها حمزة بن عبد المطلب فاسترجعت واستغفرت له الله ، ثم نعى لها زوجها مصعب بن عمير، فصاحت وولولت، فقال : "إِنَّ زَوْجَ الْمَرْأَةِ مِنْهَا لَبِمَكَانٍ".

ومرت به امرأة من بني دينار، وهذه المرأة أصيب زوجها وأخوها وأبوها في أُحُد نُعوا إليها جميعًا، فقالت: "ما فعل رسول الله ؟" فقالوا: "خيرًا يا أم فلان، هو بحمد الله كما تحبين". قالت: "أرونيه حتى أنظر إليه". فأشاروا إليه، فقالت: "كل مصيبة بعدك جَلَلٌ"[7]، أي صغيرة. فكانت مشاعر الحب للنبي كبيرة رغم المصاب الفادح الذي أصيب به الجميع.



[1] ابن هشام: السيرة النبوية، القسم الثاني (الجزء الثالث والرابع) ص93، 94.

[2] ابن هشام: السيرة النبوية، القسم الثاني (الجزء الثالث والرابع) ص98.

[3] السابق نفسه، الصفحة نفسها.

[4] النشع: الشهيق.

[5] المباركفوري: الرحيق المختوم ص251.

[6] ابن كثير: السيرة النبوية 3/77.

[7] ابن كثير: السيرة النبوية 3/93.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://help.forumcanada.org
 
نهاية يوم أحد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
همس الحياه :: المنتدى : الإسلامى العام :: قسم : السيرة النبوية الشريفة-
انتقل الى: