همس الحياه
همس الحياه
همس الحياه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

همس الحياه

موقع اسلامى و ترفيهى
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالمنشوراتالتسجيلدخول

 

 آثار ونتائج غزوة بدر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو شنب
المدير العام
المدير العام
ابو شنب


عدد المساهمات : 10023
نقاط : 26544
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 08/12/2015

آثار ونتائج غزوة بدر Empty
مُساهمةموضوع: آثار ونتائج غزوة بدر   آثار ونتائج غزوة بدر Emptyالجمعة فبراير 26, 2016 6:57 pm

آثار ونتائج غزوة بدر
يوم الفرقان
كانت غزوة بدر من أعظم الغزوات في تاريخ المسلمين، وهي كما سماها رب العالمين I يوم الفرقان، وإذا سمَّى الله غزوة أو يومًا بهذا الاسم، فما من شك أنها فصلت بالفعل، وفرَّقت بين مرحلتين مهمَّتين من مراحل الدعوة الإسلامية والأمة الإسلامية.

وإذا نظرت إلى حال الأمة الإسلامية قبل وبعد غزوة بدر، فإنك تلاحظ الفارق الهائل بين الحالين، فقد كان لغزوة بدر أثرٌ كبيرٌ، ليس فقط على المدينة المنورة أو مكة المكرمة، بل على الجزيرة العربية كلها وعلى العالم بصفة عامة، وما زال لغزوة بدر آثارٌ إلى يومنا هذا، وسيكون لها الأثر إلى يوم القيامة.

آثار غزوة بدر على المسلمين
الأثر الأول: الميلاد الحقيقي للدولة الإسلامية

هذا هو الأثر الأول والأعظم لهذه الغزوة العظيمة؛ الميلاد الحقيقي للأمة الإسلامية والدولة الإسلامية بقيادة الرسول ، وعلى أكتاف الجيش الإسلامي الذي ولد في هذه الغزوة قامت دولة الإسلام، وقد عرف صحابة النبي صفات الأمة المنتصرة وصفات الجيش المنتصر، ودرسوها جيدًا وطبَّقوها في كل المعارك التي انتصر فيها المسلمون، وإذا خالف المسلمون نقطة أو بعض النقاط من هذه الصفات تأتي الهزيمة والمصائب.

ومن هنا كانت غزوة بدر مقياسًا ومعيارًا يجب أن يقيس عليه المسلمون أحوالهم، فإن كانوا يطابقون هذه الصفات وهذه الأحوال فلله الحمد والمنّة والفضل؛ وإن كانوا غير ذلك فلا بد أن يعدِّلوا مسارهم؛ ليعودوا إلى الطريقة التي سار عليها أهل بدر أجمعين.

إن أمة الإسلام ولدت بعد غزوة بدر وأصبح لها هَيْبَة في الجزيرة العربية بكاملها، وبدأ أهل الجزيرة العربية جميعًا يتساءلون عن الإسلام وعن المسلمين، فقد كانوا قبل ذلك يعتقدون أن الأمر مجرد اختلاف داخلي في مكة، فهو مجرد رجل ظهر في مكة بينه وبين قومه خلاف وظهر لهذا الرجل أتباع، وهؤلاء الأتباع لهم أعداء، فكانت الحرب الداخلية الأهلية في داخل مكة المكرمة، ثم كانت الهجرة التي لفتت أنظار العرب، لكن اللفت الحقيقي للأنظار كان بعد غزوة بدر؛ فكان الانتصار الضخم الهائل الذي حققه المسلمون كفيلاً بأن يسأل كثيرٌ من الناس عن الإسلام وعن المسلمين. ولا شك أن هذا الأمر فتح للإسلام قلوبًا كثيرة، فكان هذا الأثر هو أول الآثار وأعظمها، وبدأ الرسول ينظم دولته كدولة مستقلة، لها كيانها ولها احترامها ولها مكانتها العظيمة في داخل الجزيرة العربية.

الأثر الثاني: الأثر الإيجابي على المسلمين في المدينة ممن لم يشهدوا الغزوة
لما وصلت أخبار هذه الغزوة إلى المدينة المنورة اختلطت بعض المشاعر في قلوب المؤمنين؛ مشاعر الفرح والسرور بهذا النصر العظيم بمشاعر الندم لعدم المشاركة في هذا النصر العظيم، فقد كان نصرًا كبيرًا وعظيمًا، والتفّ المسلمون حول البشير الذي جاء بالخبر، وكان زيد بن حارثة ، يطمئِنُّون على النبي الذي لم يرجع مباشرةً من بدر، فقد مكث في أرض بدر ثلاثة أيام كعادة الجيوش المنتصرة، وبعد ذلك رجع إلى المدينة المنورة؛ فكان خبر النصر سابقًا لرجوع النبي ، واستقبلت وفود التهنئة الرسول بمنتهى الترحاب والفرح والسرور، وفي الوقت نفسه جاء الكثير من الأنصار يعتذرون من عدم مشاركتهم في هذه الغزوة مع رغبتهم الأكيدة في الجهاد في سبيل الله، وهم لم يكونوا يعرفون أن هناك قتالاً، ومن بينهم أُسيد بن حضير الذي جاء إلى النبي وقال: "يا رسول الله، الحمد لله الذي أظفرك وأقرَّ عينك، والله يا رسول الله ما كان تخلفي عن بدر وأنا أظن أنك تلقى عدوًّا، ولكن ظننت أنها عيرٌ، ولو ظننت أنه عدو ما تخلّفت". فقال له : "صَدَقْتَ"[1].

فمشاعر الندم هذه التي كانت في قلوب الأنصار والمهاجرين الذين لم يشاركوا في غزوة بدر، سيكون لها أثرٌ إيجابيٌّ وواضحٌ في مقدمات غزوة أُحد كما سيتبيَّن لنا، فكان لغزوة بدر أثرٌ إيجابيٌّ كبير على الجيش المسلم، وأثرٌ إيجابي أيضًا على الذين لم يشاركوا، قامت الدولة الإسلامية على أكتاف هؤلاء وهؤلاء.

آثار غزوة بدر على المشركين
مكانة قريش بين العرب بعد بدر

في الوقت الذي كان لغزوة بدر آثارها الإيجابية على المسلمين كان هناك أثرٌ سلبيٌّ على المشركين في مكة الذين فجعوا بهذا الحدث الضخم، فكانت بدر ضربة قاسمة هائلة لقريش، وهزة عظيمة جدًّا لكبرياء وكرامة وعزة قريش؛ فقد كانت أمنع قبيلة في العرب وأعز قبيلة، وصاحبة التاريخ المجيد، وكانت تحظى باحترام كل القبائل العربية، ولكن بعد (بدر) اهتزَّت مكانتها واختلف وضعها كثيرًا عن ذي قبل، فقد قُتل سبعون من المشركين ممن شاركوا في بدر، وأُسر سبعون آخرون، وهو عدد هائل وكبير بالمقارنة مع (سرية نخلة) التي قامت لها قريش ولم تقعد، وأشعلت حربًا إعلامية كبيرة ضد المسلمين، مع أنه لم يُقتل في هذه السرية غير واحد، ولم يؤسر غير اثنين. ووقعت قريش كلها في مأساة عظيمة بعد هذه الغزوة، والذين قتلوا من المشركين هم عمالقة الكفر وقادة الضلال وأئمة الفساد في الأرض، فمنهم فرعون هذه الأمة أبو جهل عليه لعنة الله، ومنهم الوليد بن المغيرة، وعتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، والنضر بن الحارث، وعقبة بن أبي مُعَيْط، وأمية بن خلف، وأسماء ضخمة جدًّا ومشهورة من هؤلاء السبعين الذين قُتلوا، وكان قتلهم جميعًا في يوم واحد[2].

وتخيَّل هذا الخبر عندما يصل إلى أسماع أهل مكة! وتعالَوْا نرى الْحَيْسُمان بن عبد الله الخزاعي، وهو مَنْ أبلغ الخبر إلى أهل مكة.

قالوا: "ما وراءك؟"

قال: "قُتل عتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، وأبو الحكم بن هشام، وأمية بن خلف، في رجال من الزعماء سماهم". أي أنه ظل يذكر لهم زعماء ورجالات قريش الذين قُتلوا.

فلما قال ذلك، قالصفوان بن أمية بن خلف -وهو من قادة الكفر حينئذٍ-: "والله إن يعقل هذا -أي أنَّ هذا الرجل لا يعقل- فاسألوه عني".

فقالوا: ما فعل صفوان بن أمية؟ وهو لم يشارك في بدر.

فقال: "ها هو ذا جالسًا في الحِجْر، قد والله رأيت أباه وأخاه حين قُتلا".

ووقع الخبر كالصاعقة على أهل قريش، ولم يصدِّقوا ما قال لهم الحَيْسُمان، وانتظروا رسولاً آخر يخبرهم بالخبر اليقين، فلا يُعقل أن يُقتل كل هؤلاء وفي يوم واحد. ثم جاء أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، ابن عم الرسول ، فأول من رآه أبو لهب -وهو لم يخرج في غزوة بدر- فقال أبو لهب لأبي سفيان: "هلم إليَّ؛ فعندك لعمري الخبر".

فجلس إليه والناس قيام عليهما، فقال أبو سفيان: "ما هو إلا أن لقينا القوم فمنحناهم أكتافنا، يقتلوننا كيف شاءوا، ويأسروننا كيف شاءوا". ثم يقول كلمة عجيبة: "وايم الله مع ذلك ما لُمْتُ الناس، لقِيَنَا رجالاً بيضًا على خيل بَلْق (أي بيضاء) بين السماء والأرض، والله ما تُليق شيئًا (أي: ما تترك أمامها شيئًا)، ولا يقوم لها شيء"[3]. وأبو سفيان يصرِّح بهذه الكلمات أمام المشركين، وهم يسمعون ولا يصدقون ولا يؤمنون.

وكان ممن حضر هذا الموقف من المسلمين الذين يخفون إسلامهم، أبو رافع ، وهو غلام العباس بن عبد المطلب وقد أُسر العباس في بدر، قال أبو رافع: "تلك والله الملائكة ". يقول أبو رافع: "فرفع أبو لهب يده فضرب وجهي ضربة شديدة، فثاورْتُه[4]، فاحتملني فضرب بي الأرض ثم برك عليَّ يضربني، وكنت رجلاً ضعيفًا، فقامت أم الفضل -وهي زوج العباس رضي الله عنها وكانت تكتم إسلامها- إلى عمود من عمد الحجرة، فأخذته فضربته به ضربةً فلقت في رأسه شجَّةً منكرة، وقالت: تستضعفه أنْ غاب عنه سيده؛ فقام مولِّيًا ذليلاً، فوالله ما عاش إلا سبع ليال، حتى رماه الله بالعَدَسة[5] فقتلته، فلقد تركه ابناه ليلتين أو ثلاثًا ما يدفنانه حتى أنتن في بيته، وكانت قريش تتقي العدسة وعدواها كما يتقي الناس الطاعون، حتى قال لهما رجل من قريش: ويحكما! ألا تستحيان؟! إن أباكما قد أنتن في بيته لا تغيبانه. قالا: إنا نخشى هذه القرحة. قال: انطلقا، فأنا معكما. فما غسلوه إلا قذفًا بالماء عليه من بعيد ما يمسونه، ثم احتملوه فدفنوه بأعلى مكة إلى جدار، وقذفوا عليه الحجارة حتى واروه"[6].

وهذه النهاية لأبي لهب كانت بعد سبع ليال فقط من غزوة بدر، وفَقَد المشركون قائدًا آخر من كبار قوادهم بعد أن فقدوا هذا العدد من زعمائهم في بدر، وكانت نهايته في منتهى الخزي والعار والذلة والمهانة، مع أنه كبير بني هاشم، وكان من المفترض أن تكون هناك جنازة مهيبة لهذا القائد، وتَقْدُم وفود العرب لتعزّي في وفاته، لكن لم يحدث هذا؛ لأن العرب تتشاءم من المرض الذي مات به أبو لهب.

وكما نرى ترتَّب على انتصار المسلمين في بدر أزمات كثيرة للمشركين في مكة:

أولاً: أزمة سياسية: فقد فَقَدت قريش مكانتها بين العرب واهتزت هيبتها تمامًا.

ثانيًا: أزمة اجتماعية: فما من بيت في قريش إلا وقد أصيب منه واحد أو اثنان.

ثالثًا: الأزمة الكبيرة جدًّا والخطيرة أيضًا، وهي المشكلة الاقتصادية، حيث كانت قريش تعتمد على التجارة في رحلة الصيف ورحلة الشتاء، وتمر إحدى الرحلتين على المدينة في طريقها إلى الشام، ووجود دولة في المدينة المنورة بهذه القوة بحيث إنها تسيطر على المداخل والمخارج المؤدية إلى الشام، هذه القوة -لا شك- ستمنع التجارة إلى الشام، ولو مُنعت التجارة مع الشام سقطت التجارة كُلِّيَّة في مكة، وستتأثر كذلك تجارة اليمن؛ لأنهم كانوا يأتون من الشام بما يبيعونه في اليمن، ومن اليمن بما يبيعونه في الشام، وهكذا.

فهي مأساة اقتصادية حقيقية لأهل مكة المكرمة، مع العلم أن قريشًا ما زالت متأثرة بأحداثسرية نخلة التي فقدت فيها قريش قافلة ثرية جدًّا، ثم نجت العير في بدر بصعوبة بالغة، ومن المستحيل أن تستمر التجارة مع الشام في ظل هذه الأجواء.

كان هذا هو حال مكة بعد بدر، ولا شك أن أهل الكفر لن يسكتوا على هذا الحادث، وهذا المصاب العظيم الذي أصابهم في بدر.

أثر غزوة بدر على الأعراب حول المدينة
كانت حياة الأعراب تقوم أساسًا على السلب والنهب، فكانوا لصوصًا وقطَّاع طرقٍ، وقيامُ دعوةٍ أخلاقيةٍ داخل المدينة المنورة ودولة قوية مثل دولة الإسلام، لا شك أن هذا الأمر سوف يحجِّم من السرقات وقطع الطريق الذي يقوم به الأعراب. وبعد أن انتصر الرسول في غزوة بدر، بدأ الأعراب يفكرون في محاولةٍ لجمع أنفسهم للقيام بغزو المدينة المنورة؛ لمنع هذه القوة من التنامي.

جمعت بنو سُليم الأعداد وأعدَّت نفسها لتغزو المدينة، وقد عَلِم النبي هذا الأمر، فجمع صحابته وانطلق إلى بني سُليم، وبمجرد أن رآه بنو سُليم فرُّوا في الجبال، وتركوا كل شيء، ورجع من بني سليم بمجموعة كبيرة من الغنائم ما يقرب من خمسمائة بعير، وقد تمَّ تقسيمها على جيش المدينة المنورة. كان هذا الأمر بعد بدر بسبعة أيام فقط، وازدادت رهبة المدينة المنورة والدولة الإسلامية الناشئة في الجزيرة العربية كلها.

وعلى غرار بني سليم كان هناك أكثر من غزوة في السنة التي تلت غزوة بدر.

ظهور طائفة المنافقين

قبل بدر كان تقسيم الطوائف السكانية داخل المدينة المنورة: مسلمين ومشركين ويهود، لكن الآن وبعد بدر تغيُّر الوضع كثيرًا، فأصبحت الطوائف مسلمين ويهود، وتغيّرت شريحة المشركين فأصبحوا إما مسلمين عن اقتناعٍ بالإسلام، وإما منافقين.

إذن ظهرت طائفة جديدة لم تكن موجودة قبل ذلك في كل مراحل الدعوة النبوية، وهي طائفة المنافقين، وهم لا يظهرون إلا إذا قويت شوكة الإسلام والمسلمين، فكثرة المنافقين إنما هي علامة صحِّيَّة تشير إلى قوة دولة الإسلام، ومن ثَمَّ تُنَافق هذه القوة، لكن عندما كانت ضعيفة لم يفكر أحد من المشركين أن ينافقها. وعلى رأس هذه الطائفة من المنافقين كان الرجل الذي يكره رسول الله كراهية شديدة، وهو عبد الله بن أُبيّ بن سلول؛ فبعد أن كان زعيمًا لمشركي المدينة أصبح زعيمًا للمنافقين في المدينة المنورة، وقد جاء هؤلاء المنافقون جميعًا بعد بدر يعلنون إسلامهم ظاهرًا وهم يبطنون الكفر في داخلهم، ولا شك أنه سيكون لهم الأثر السيئ على المسلمين في المدينة المنورة.

السيطرة العسكرية للمسلمين على الجزيرة العربية
استطاع المسلمون أن يصلوا إلى أماكن كثيرة من الجزيرة العربية، يظهر ذلك في سرية زيد بن حارثة، ولهذه السرية قصة رائعة ينبغي أن نقف عندها.

لما سيطر المسلمون سيطرة كاملة على شمال مكة المكرمة والطريق إلى الشام، بدأت قريش تفكر فيما ينبغي أن يفعلوا، والأمر جدّ خطير، فقد وقفت التجارة إلى الشام، وهذا عصب حياة أهل مكة، فاجتمعوا اجتماعًا كبيرًا وقال صفوان بن أمية لقريش -وكان قائدًا للحملة التي ينبغي أن تذهب إلى الشام في هذا العام-: "إن محمدًا وصحبه عوَّرُوا علينا متجرنا، فما ندري كيف نفعل بأصحابه، وهم لا يبرحون الساحل (ساحل البحر الأحمر)؟! وأهل الساحل قد وادعهم، ودخل عامَّتهم معهم، فما ندري أين نسلك؟ وإن أقمنا في دارنا هذه أكلنا رءوس أموالنا، فلم يكن لها من بقاء، وإنما حياتنا بمكة على التجارة إلى الشام في الصيف، وإلى الحبشة في الشتاء".

فقام الأسود بن عبد المطلب وقال لصفوان ولمن معه من المشركين: "فَنَكِّبْ[7] عن الساحل وخُذْ طريقَ العراق"[8].

هذا الطريق طويل جدًّا يخترق نجد إلى الشام، ويمرُّ هذا الطريق شرق المدينة، لكنه على بُعدٍ كبير جدًّا منها، ولم تكن قريش تعرف هذا الطريق، وإن أرادت أن تسير فيه فلا بد من دليل ماهر لكي يمر بها من هذا الطريق الوعر والصعب جدًّا، حتى يصلوا إلى الشام. وبالفعل اختارت قريش هذا الطريق، وكان دليلهم فرات بن حيان من بني بكر بن وائل.

وخرجت عيرُ قريش بقيادة صفوان بن أمية، منطلقة في الطريق الجديد، وعلى الفور نقلت المخابرات الإسلامية أخبار هذه القافلة، وجهَّز رسول الله سريعًا سرية بقيادة زيد بن حارثة ، وكان قوام هذه السرية مائة راكب، وانطلقت السرية مسرعة لقطع طريق هذه القافلة. وبالفعل نجحوا في الإمساك بالقافلة، وفرَّ صفوان بن أمية ومن معه، وبقي فرات بن حيان دليلُ القافلة، وأخذ المسلمون القافلة بكاملها وأُخذ فرات بن حيان أسيرًا، فكانت غنيمة كبيرة جدًّا من الأواني والفضة التي كانت تحملها القافلة للتجارة بالشام، وقد قُدِّرت قيمة هذه القافلة بمائة ألف دينار، قُسِّمت على أفراد السرية بعد أن أخذ منها النبي الخُمْس، وأسلم الأسير فرات بن حيان بعد ذلك، فكانت هذه ضربة في منتهى القوة لقريش، ومأساة شديدة ونكبة كبيرة أصابت قريشًا بعد بدر.

[1] ابن كثير: السيرة النبوية، تحقيق مصطفى عبد الواحد، دار المعرفة، بيروت، 1971م، 2/ 472.
[2] ابن هشام: السيرة النبوية، تحقيق مصطفى السقا وآخرين، دار إحياء التراث العربي، بيروت، بدون تاريخ، القسم الأول (الجزء الأول والثاني) ص708- 710.
[3] ابن هشام: السيرة النبوية، القسم الأول (الجزء الأول والثاني) ص646، 647.
[4] ثاورته: ثبت إليه.
[5] العدسة: قرحة قاتلة كالطاعون. وقد عدس الرجل: إذا أصابه ذلك.
[6] ابن كثير: السيرة النبوية، تحقيق مصطفى عبد الواحد، دار المعرفة، بيروت، 1971م، 2/479.
[7] أي: اعتزل هذا الطريق واتركه.
[8] الواقدي: المغازي 1/197.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://help.forumcanada.org
 
آثار ونتائج غزوة بدر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
همس الحياه :: المنتدى : الإسلامى العام :: قسم : السيرة النبوية الشريفة-
انتقل الى: