همس الحياه
همس الحياه
همس الحياه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

همس الحياه

موقع اسلامى و ترفيهى
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالمنشوراتالتسجيلدخول

 

 الشجاعة في حياة رسول الله

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو شنب
المدير العام
المدير العام
ابو شنب


عدد المساهمات : 10023
نقاط : 26544
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 08/12/2015

الشجاعة في حياة رسول الله Empty
مُساهمةموضوع: الشجاعة في حياة رسول الله   الشجاعة في حياة رسول الله Emptyالأحد فبراير 21, 2016 3:15 pm

الشجاعة في حياة رسول الله
لقد ربَّى القرآنُ الكريم المؤمنين على الشجاعة، فكانت آياته المنبع الذي شربت منه الأُمَّة معنى وقيمة الشجاعة، فقال الله مخاطبًا الأُمَّة ورسولها : {فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآَخِرَةِ وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} [النساء: 74].

الشجاعة في حياة الرسول
إنّ حياة رسول الله القوليَّة والعمليَّة كانت نموذجًا عاليًا في الشجاعة، فعند التأمُّل في سيرة رسول الله نجد رسول الله يتعامل مع كل المواقف والمصاعب بقلب ثابت، وإيمان راسخ، وشجاعة نادرة؛ لذلك خاطبه الله I قائلاً: {فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ} [النساء: 84].

وقد كانت هذه الشجاعة خُلقًا فطريًّا مزروعًا في قلب رسول الله منذ نشأته الأولى ؛ فها هو ذا يشارك أعمامه في (حرب الْفِجَار) وهو لم يبلغ الخامسة عشرة من عمره[1]. كما أنه غار حراء وسط الصحراء[2]؛ لذلك لم يكن غريبًا أن تظهر الشجاعة في كل ملمح من لمحات حياة رسول الله بعد بعثته. ولم يكن هذا كلامًا نظريًّا دون تطبيق، بل مارس الرسول الشجاعة دون تردُّد أو جبن أو خور؛ فنجد رسول الله في أوَّل أيام دعوته يُواجه المشركين بأمر تُنكره عقولهم، ولا تدركه في أوَّل الأمر تصوُّراتهم، ولم يمنعه من الجهر بالدعوة الخوفُ من مواجهتهم، فضرب بذلك لأُمَّته أروع الأمثلة في الجهر بالحقِّ أمام أهل الباطل، وإن تحزَّبوا ضدَّ الحقِّ، وجنَّدوا لحربه كل ما في وسعهم. كان يعتكف وحده في

مواقف من شجاعة رسول الله
مواقف من شجاعة رسول الله وتتجلَّى شجاعة رسول الله في مواقف عديدة من أهمها اعتراضه على الظلم، ووقوفه في وجه الظالم دون تردُّد أو خوف، فها هو ذا رسول الله يقف بجوار المظلوم ويأخذ حقَّه من الظالم؛ فيروي ابن هشام أن رجلاً من إراشٍ[3] قدم مكة بإبل له، فابتاعها منه أبو جهل فمطله بأثمانها، فأقبل الإراشي حتى وقف على نادٍ من قريشٍ، ورسول الله في ناحية المسجد جالسٌ، فقال: يا معشر قريشٍ، من رجلٌ يؤدِّيني[4] على أبي الحكم بن هشام؛ فإني رجل غريب ابن سبيل، وقد غلبني على حقِّي؟

قال: فقال له أهل ذلك المجلس: أترى ذلك الرجل الجالس -لرسول الله وهم يهزءون به لما يعلمون بينه وبين أبي جهلٍ من العداوة- اذهب إليه فإنه يؤدِّيك عليه. فأقبل الإراشي حتى وقف على رسول الله فقال: يا عبد الله، إن أبا الحكم بن هشامٍ قد غلبني على حقٍّ لي قِبَلَه، وأنا رجل غريب ابن سبيل، وقد سألتُ هؤلاء القوم عن رجلٍ يؤدِّيني عليه، يأخذ لي حقِّي منه، فأشاروا لي إليك، فخذ لي حقِّي منه يرحمك الله.

قال: "انْطَلِقْ إلَيْهِ". وقام معه رسول الله فلمَّا رأوه قام معه، قالوا لرجل ممَّن معهم: اتبعه فانظر ماذا يصنع. قال: وخرج رسول الله حتى جاءه فضرب عليه بابه، فقال: من هذا؟ قال: "مُحَمَّدٌ، فَاخْرُجْ إِلَيَّ". فخرج إليه وما في وجهه من رائحةٍ[5]، قد انتُقِع[6] لونه، فقال: "أَعْطِ هَذَا الرَّجُلَ حَقّهُ". قال: نعم، لا تبرح حتى أعطيه الذي له. قال: فدخل فخرج إليه بحقِّه فدفعه إليه. قال: ثم انصرف رسول الله ، وقال للإراشي: "الْحَقْ بِشَأْنِكَ". فأقبل الإراشي حتى وقف على ذلك المجلس فقال: جزاه الله خيرًا، فقد -والله- أخذ لي حقِّي.

قال: وجاء الرجل الذي بعثوا معه، فقالوا: ويحك ماذا رأيتَ؟ قال: عجبًا من العجب، والله ما هو إلاَّ أن ضرب عليه بابه، فخرج إليه وما معه رُوحه، فقال له: "أَعْطِ هَذَا حَقَّهُ". فقال: نعم، لا تبرح حتى أُخْرِج إليه حقَّه. فدخل فخرج إليه بحقِّه، فأعطاه إيَّاه. قال: ثم لم يلبث أبو جهل أن جاء، فقالوا له: ويلك ما لك؟ والله ما رأينا مثل ما صنعتَ قطُّ. قال: ويحكم والله ما هو إلاَّ أن ضرب عَلَيَّ بابي، وسمعتُ صوته فملئت رعبًا، ثم خرجتُ إليه وإنَّ فوق رأسه لفحلاً من الإبل ما رأيت مثل هامَته[7]، ولا قَصْرَته[8]، ولا أنيابه لفحل قطُّ، والله لو أَبَيْتُ لأَكَلَنِي[9].

كما تظهر شجاعته واضحة جليلة عندما يتعرَّض أهله وصحابته لخطر ما، فها هو ذا أنس بن مالك يصف شجاعة النبي بقوله: كَانَ النَّبِيُّ أَحْسَنَ النَّاسِ، وَأَجْوَدَ النَّاسِ، وَأَشْجَعَ النَّاسِ. قال: وَقَدْ فَزِعَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ لَيْلَةً؛ سَمِعُوا صَوْتًا. قال: فَتَلَقَّاهُمُ النَّبِيُّ عَلَى فَرَسٍ لأَبِي طَلْحَةَ عُرْيٍ[10]، وَهُوَ مُتَقَلِّدٌ سَيْفَهُ، فَقَالَ: "لَمْ تُرَاعُوا، لَمْ تُرَاعُوا". ثم قال رسول الله : "وَجَدْتُهُ بَحْرًا[11]". يعني الفرس[12].

شجاعته في ميدان القتال
الجهاد في سبيل الله ويضرب رسول الله المثل والقدوة في ميدان القتال فكانت شجاعته النبراس الذي سار عليه الصحابة فيما بعدُ، فيُروى عن علي بن أبي طالب أنه قال: "كُنَّا إِذَا احْمَرَّ الْبَأْسُ[13]، وَلَقِيَ الْقَوْمُ الْقَوْمَ، اتَّقَيْنَا بِرَسُولِ اللهِ فَمَا يَكُونُ مِنَّا أَحَدٌ أَدْنَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْهُ"[14].

شجاعته في غزوة أحد
وفي أحلك لحظات المسلمين شدَّة وانهزامهم أمام عدوِّهم في غزوة أُحُد نراه متماسكًا شجاعًا، مقاتلاً لزعماء الشرك، فقد أدركه أُبَيُّ بن خلف وهو يقول: أي محمد، لا نجوتُ إن نجوتَ. فقال القوم: يا رسول الله، أيعطف عليه رجل منَّا؟ فقال رسول الله: "دَعُوهُ". فلمَّا دنا، تناول رسول الله الحربة من الحارث بن الصِّمَّة، فلمَّا أخذها رسول الله منه انتفض بها انتفاضة تطايرنا عنه تطاير الشَعْراءَ[15] عن ظهر البعير إذا انتفض بها، ثم استقبله فطعنه في عنقه طعنة تدأدأ[16] منها عن فرسه مرارًا، فمات وهُمْ راجعون به إلى مكة[17].

ولذلك يقول المقداد بن عمرو عن ثبات رسول الله وشجاعته في غزوة أُحُد، قوله: "لا والذي بعثه بالحقِّ إن زال رسول الله شبرًا واحدًا، إنه لفي وجه العدوِّ، وتثوب إليه طائفة من أصحابه مرَّة، وتُصرف عنه مرَّة، فربما رأيته قائمًا يرمي على قوسيه، ويرمي بالحجر، حتى تحاجزوا، وثبت رسول الله كما هو في عصابة[18] صبروا معه"[19].

شجاعته يوم حنين
أمَّا يوم حنين فقد ضرب رسول الله أروع مَثَلٍ عرفته البشريَّة في الشجاعة ؛ وذلك حينما فرَّ الجيش من ساحة القتال، فنزل النبي من على بغلته ودعا واستنصر، وهو يُرَدِّد: "أَنَا النَّبِيُّ لاَ كَذِب... أَنَا ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِب، اللَّهُمَّ نَزِّلْ نَصْرَكَ"[20]. فما رُئِي أَحد يومئذ كان أثبت منه، ولا أقرب للعدوِّ[21]، فقد وقف في وجههم أجمعين متحدِّيًا لهم، وأخذ كفًّا من حصًى وضرب وجوههم، وقال : "شَاهَتِ الْوُجُوهُ"[22]. فما استطاع أحد أن يمسَّه بسوء[23].

رسول الله يعلم أمته الشجاعة
إننا نجد رسول الله يُعَلِّم أُمَّته الاستعاذة من أي خور وجبن؛ لأن الآجال والأرزاق وكل الكون بيد الله I يصرفها كيف يشاء، فقال : "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْجُبْنِ وَالْبُخْلِ..."[24].

ويستمرُّ في تعليم أُمَّته الشجاعة في كل الميادين، بداية من ميدان الكلمة وانتهاء بميدان الجهاد في سبيل الله، ومن أعظم هذه الميادين التي يُؤَكِّد عليها النبي ميدان مواجهة الظلم، فيقول : "أَفْضَلُ الْجِهَادِ كَلِمَةُ عَدْلٍ عِنْدَ سُلْطَانٍ جَائِرٍ"[25]. وهو القائل أيضًا في فضل الجهاد والإقدام بالنفس والمال: "لَغَدْوَةٌ فِي سَبِيلِ اللهِ أَوْ رَوْحَةٌ[26] خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا"[27].

وصف شجاعة رسول الله
شجاعة مضبوطة بالعقل

ومع هذه الشجاعة التي كان يتحلَّى بها رسول الله إلاَّ أنها لم تكن شجاعة تهوُّر، إنما كانت مضبوطة بالعقل؛ فلننظر إلى حصاره لحصن الطائف الذي استمرَّ أكثر من أربعين يومًا، عَلِمَ -خلالها- أن الطعام والشراب اللذين بداخل حصن الطائف يكفيانه سنة على الأقلِّ أو عدَّة سنوات، وعندها وازن القائدُ الشجاع بين مضارِّ الحصار وفوائده، فوجد أن بقاءه في هذه البقعة -أكثر من ذلك- سيوقع الدولة الإسلاميَّة في مشاكل ضخمة؛ لأن القوَّات الإسلامية ليست مجرَّد فرقة من الجيش الإسلامي، بل هي المجتمع المسلم بكامله.

كما أن النبي لم يترك في المدينة إلاَّ القليل من الرجال لحراسة الديار والنساء، فهي إذن معرَّضة للمهاجمة من المشركين واليهود؛ لذلك أخذ قراره الشجاع بفكِّ الحصار[28].

شجاعة مضبوطة بالرحمة

وهذه الشجاعة أيضًا كانت مضبوطة بالرحمة؛ فلذلك لم يستعملها إلاَّ في مواطن الجهاد؛ لإعلاء كلمة الله خفَّاقة، ومن ثَمَّ لم ينتقم رسول الله لنفسه، ولم يضرب بيده إلاَّ في سبيل الله، فقالت عائشة -رضي الله عنها-: "مَا ضَرَبَ رَسُولُ اللهِ شَيْئًا قَطُّ بِيَدِهِ، وَلاَ امْرَأَةً، وَلاَ خَادِمًا، إِلاَّ أَنْ يُجَاهِدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَمَا نِيلَ مِنْهُ شَيْءٌ قَطُّ فَيَنْتَقِمَ مِنْ صَاحِبِهِ إِلاَّ أَنْ يُنْتَهَكَ شَيْءٌ مِنْ مَحَارِمِ اللَّهِ فَيَنْتَقِمَ لِلَّهِ "[29].

هكذا كانت شجاعة النبي شجاعة قائمة على يقين وثبات وأخلاق ومبادئ؛ لذلك كانت مضرب الأمثال للأجيال على مرِّ العصور.. فما أروعها من شجاعة!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://help.forumcanada.org
 
الشجاعة في حياة رسول الله
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الرحمة في حياة رسول الله
» نقاء حياة رسول الله
» الصدق في حياة رسول الله
» الكرم في حياة رسول الله
» العدل في حياة رسول الله

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
همس الحياه :: المنتدى : الإسلامى العام :: قسم : السيرة النبوية الشريفة-
انتقل الى: