قصة هيرالال ابن الزعيم غاندي
هو ابن الزعيم الهندي (المهاتما غاندي) الذي انشغل بالنضال من أجل استقلال بلاده، وتعمَّق هيرالال غاندي Hiralal Gandhi في بادئ الأمر في دراسة الديانة الهندوسية وطائفتها البراهمية، التي تُعَدُّ من أرقى الطوائف الهندية.
قصة إسلام هيرالال غاندي
لم يكن هيرالال غاندي في بادئ الأمر يُلقي بالاً للتناقضات التي تزخر بها الديانة الهندوسية، واندمج في دراسته حتى تخرَّج محاميًا، وتزوَّج وكوَّن أسرة، وشغف بالمحاماة والأدب.
وقد أتاح له عمله بالمحاماة فرصة التعرُّف على الظروف الاجتماعية السيئة التي يحياها الناس في بلاده، ومدى الظلم الذي مارسه الهندوس ضد غيرهم من الطوائف، بل مع أبناء طائفتهم ذاتها، ممن يُطلقون عليهم اسم (المنبوذين)، الذين يقومون بخدمة البراهمة، ومن دون هذه الخدمة ليس لهم أجر أو ثواب.
كان هذا الظلم الاجتماعي من الأسباب التي دفعت هيرالال غاندي إلى البحث عن الحقيقة، وكان يعلم الكثير عن الدين الإسلامي، من جرَّاء اطلاعاته على ما كُتب عنه؛ ولذلك أحسَّ أن شيئًا من الحقِّ يسطع أمامه، وأنه قد وجد بداية طريقه نحو الحقيقة التي يبحث عنها؛ ولذلك عزم على إشهار إسلامه بعد أن قرأ قوله تعالى: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الخَاسِرِينَ} [آل عمران: 85]. بعد ذلك أعلن هيرالال غاندي إسلامه، وتسمَّى بـ"عبد الله غاندي"
إسهامات هيرالال غاندي
قام هيرالال غاندي بالدفاع عن الدين الإسلامي بعد إسلامه؛ فبعد أن أشهر إسلامه تناقلت الصحف هذا الخبر، وقامت بالكثير من حملات التشهير عليه، وانهالت حملات المهاتما غاندي على ولده، كما هاجمته الجمعيات والصحف الوثنية.
وقد دافع هيرالال غاندي عن الإسلام وقال: "لست بنادمٍ ولا متأسِّف لاعتناقي الدين الإسلامي الحنيف كما يقولون ويُشيعون، والله يعلم ويشهد أني ما فعلت أكثر من تلبيتي نداء الحقِّ، ونداء ضميري، ورضوخي واستسلامي إلى الضالَّة المنشودة، والحلقة المفقودة التي كانت ضائعة مني، قد وجدتها أمامي أخيرًا متمثِّلة في كتاب الله تعالى الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وفي سيرة رسوله الأعظم صلوات الله عليه".
ودافع هيرالال غاندي عن الإسلام، وطالب كلَّ مَنْ يهاجمه أن يحاول أن يفهم الدين الإسلامي ويعرف حقيقته قبل أن يُهاجمه، فيخاطب الهندوس قائلاً:
"خيرٌ لهؤلاء القوم إذا رغبوا في التخلُّص من حياتهم المريرة هذه، أن يُلقوا نظرة بسيطة خالية من التعصب، ويدرسوا حقيقة الإخاء الإسلامي -وإن لم يعتنقوا الإسلام- ثم لينصفوا بعد ذلك من تلقاء أنفسهم، وليعلنوا النتيجة لنا ولأمة المهاتما غاندي، ثم إلى العالم الشرقي والغربي"
نلاحظ هنا أن هيرالال غاندي يدعو الناس أولاً إلى معرفة الدين الإسلامي والقراءة عنه قبل مهاجمته والتعصُّب ضده، ونلاحظ -أيضًا- كيف حوَّل الإسلام هيرالال غاندي وجعله يدافع عن هذا الدين بكل ما يملك من قوَّة بعد أن اقتنع أن هذا الدين هو الدين الحقُّ.