قصة إسلام محمد مجدي مرجان
نشأ الدكتور محمد مجدي مرجان في أسرة نصرانية في مصر تنظر إلى الإسلام على أنه دخيل، ليست له جذور عميقة في هذا البلد صاحب الحضارة القديمة، تنتظر يوم الخلاص من كل ما هو إسلامي، أو يمتُّ إلى الإسلام بصلة.
التحق بمدرسة الثالوث شمَّاسًا في إحدى الكاتدرائيات؛ ليكون أحد دعاة هذه العقيدة، يقول عن ذلك: "تم إلحاقي تلميذًا في مدرسة الثالوث شمّاسًا في إحدى الكاتدرائيات، حيث تم إعدادي وتوجيهي، فأصبحت داعيًا لله (الثالوث)، منافحًا لنشر طقوسه وتعاليمه".
قصة إسلام محمد مجدي مرجان
أتاحت له نشأته فرصة الدراسة والبحث والاطلاع على كثير من المعارف الدينية والأسرار اللاهوتية، فكان يبذل الكثير من الوقت لكي يصل إلى الحقائق، ساعده على ذلك ميله الفطري إلى التأمل والبحث والتدقيق، وظلَّ في حيرةٍ من أمره، يقول في ذلك: "لا، لا يكفي للإيمان الحقيقي وراثة العقيدة وتقليد الآباء والأسلاف والعمات والجدات، فلم يكن الدين في يوم من الأيام إقرارًا لوضع قائم، وإنما كان الدين دعوة إلى الحق، وثورة على الباطل، ولو كانت العقيدة إرثًا أو انصياعًا، لما انتقل الناس من باطل إلى حقٍّ، ولبقي العالم اليوم كما كان منذ آلاف السنين يسبح في الأباطيل والأوهام"
ظل مجدي مرجان يبحث عن الحقيقة في محاولة للوصول إليها؛ لذلك فهو يدعو غيره من النصارى وأصحاب الديانات للعودة إلى الإيمان الصادق عن طريق البحث والتنقيب، قائلاً:
"فَلْنَبْحَثْ عقائدنا، وأصول إيماننا وغذاء أرواحنا؛ لنصل إلى الحقيقة التي تحجبها الأهواء والأغراض والميول والنزعات، فلننتزع عنا هذه وتلك، ولنَسْتَقْبل الحقيقة؛ فترتاح العقول، وتسكن القلوب، وتهدأ النفوس، وتستقر الأرواح".
وبعد رحلة البحث الشاقة عن الحقيقة هداه الله إلى الإسلام، فأعلن إسلامه عن علم وقناعة ويقين، وها هو يقول:
"وُلدتُ لأعبد المسيح، وأرفعه فوق الآلهة، فلمَّا شببت شككت، فبحثت عن الحقيقة، ونقبت فعرفت، وناداني المسيح: يا عبد الله، أنا بشر مثلك، فلا تشرك بالخالق وتعبد المخلوق، ولكن اقتدِ بي واعبده معي، ودعنا نبتهل معًا: (ربنا وإلهنا حمدك وسبحانك رب العالمين، وإياك نعبد وإياك نستعين). يا عبد الله، أنا وأنت وباقي الناس عبيد الرحمن. فآمنت بالله، وصدقت المسيح، وكفرت بالآلهة المصنوعة".
وصدق الحق إذ يقول: {فَمَنْ يُرِدِ اللهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ} [الأنعام: 125].
وقد أهدى هذا المسلم الصادق (محمد مجدي مرجان) للمكتبة الإسلامية عددًا من الكتب التي تخدم الإسلام والمسلمين