حكم من حفظ القرآن ثم نسيه
هل يأثم من حفظ القرآن ثم نسيه بعد ذلك لانشغاله بأمور حياته ؟
الصحيح أنه لا يأثم بذلك ولكن يشرع بعد للمسلم العناية بمحفوظة من القرآن وتعاهده حتى لا ينساه عملا قول النبي ، - صلى الله عليه وسلم - ، { تعاهدوا هذا القرآن فوالذي نفسي بيده إنه لأشد تفلتا من الإبل في عقلها } .
وإنما المهم الأعظم العناية بتدبر معانيه والعمل به .
فمن عمل به فهو حجة له ومن ضيعه فهو حاجة عليه لقول النبي ، - صلى الله عليه وسلم - ، { والقرآن حجة لك أو عليك } رواه مسلم ، في صحيحه من حديث الحارث الأشعري في حديث طويل .
الشيخ ابن باز
سمعت حديثا عن الرسول ، - صلى الله عليه وسلم - ، ما معناه أن من حفظ سورة القرآن أو آية من القرآن الكريم ونسي بعد ذل فقد ارتكب ذنبا ، ما مدى صحة هذا الحديث ؟
هذا الحديث روي عليه الصلاة والسلام ، من الوعيد الشديد على من حفظ آية من كتاب الله - عز وجل ثم نسيها وهذا الحديث إن صح فالمراد به من نسي الآية تهاونا وإعراضا عن كتاب الله - عز وجل - وعدم مبالاة به ، وأما من نسيها بمقتضى الطبيعة أو بانشغاله بما يجب عليه من شؤون حياته وحياة أهله فإنه لا إثم عليه .
وقد ثبت أنه عليه الصلاة والسلام سمع رجلا يقرأ فقال رحم الله فلانا لقد أذكرني آية كنت أنسيتها والنسيان من طبيعة البشر فقد قال النبي ، - صلى الله عليه وسلم - ، { إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون } .
والعجيب أن بعض الناس لتهيبه من عقوبة الله - عز وجل - يذهب به الهوى حتى يقول لن أحفظ شيئا من كتاب الله أخشى أن أحفظ شيئا فأنساه ، فمنع نفسه من الخير بهذه الحجة التي لا أساس لها من الصحة .
ونحن نقول احفظ كتاب الله - عز وجل - وتعاهده ما استطعت كما أمر بذلك النبي ، - صلى الله عليه وسلم - ، فإنه أمر بتعهد القرآن وقال { إنه أشد تفلتا من الإبل في عقلها } .
فأنت احفظ القرآن وتعهده وإذا نسيت شيئا بمقتضى الطبيعة لا للإعراض عن كتاب الله ولا للتهاون به فإن ذلك لا يضرك وليس عليك إثم .
الشيخ ابن عثيمين