حكم قراءة القرآن بأجرة للميت
حافظ القرآن يصلي بالناس أو يقرأ للميت بأجرة يستوفيها قبل القراءة فهل يجوز ذلك ؟
تلاوة القرآن من أفضل العبادات ، والأصل في العبادات أن تكون خالصة لوجه الله لا يقصد بها سواه من دنيا يصيبها أو وجاهة يحظى بها ، إنما يرجي بها الله ويخشى عذابه قال الله تعالى { فاعبد الله مخلصا له الدين ألا الله الدين الخالص } سورة الزمر ، وقال { وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء } سورة لابينة ، وفي الحديث عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال سمعت رسول الله ، - صلى الله عليه وسلم - ، يقول { إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل إمرئ ما نوى ، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو إمرأة ينكحها ، فهجرته إلى ما هاجر إليه } ، رواه البخاري ومسلم ، فلا يجوز لقارئ القرآن أن يأخذ على قراءته أجرا يستوفيه قبل القراءة أو بعدها سواء أكانت هذه القراءة في الصلاة أم كانت على الميت ، ولذا لم يرخص أحد من العلماء في الاستئجار على تلاوة القرآن وليس من هذا أخذ أثمة المساجد والمؤذنين أجراً من بيت مال المسلمين فإنه ليس على التلاوة ولا على نفس الصلاة ، إنما يأخذه مقابل تفرغه عن شغله الخاص بواجب كفائي عن المسلمين، ونظيره أخذ خليفة المسلمين من بيت المال لاشتغاله بواجب أعمال الخلافة الإسلامية عن عمله الخاص الذي يكسب منه لنفسه ، وكان عمر رضي الله عنه يعطي المجاهدين ومن لهم قدم صدق في الإسلام من بين المال كل على قدر سابقته وما قدمه لجماعة المسملين من نفع عميم ، وآكد من هذا أن الله جعل للعاملين على الزكاة الجابين لها نصيباً في الزكاة ولو كانوا أغنياء لقيامهم بواجب إسلامي للجماعة غنيهم وفقيرهم واشتغالهم بهذا مدة عن الكسب لأنفسهم .
والله الموفق .