إسحاق عليه السلام
نبذة:
هو ولد سيدنا إبراهيم من زوجته سارة، وقد كانت البشارة بمولده من الملائكة لإبراهيم وسارة لما مروا بهم مجتازين ذاهبين إلى مدائن قوم لوط ليدمروها عليهم لكفرهم وفجورهم، ذكره الله في القرآن بأنه "غلام عليم" جعله الله نبيا يهدي الناس إلى فعل الخيرات، جاء من نسله سيدنا يعقوب
سيرته:
لا يذكر القرآن الكريم غير ومضات سريعة عن قصة إسحاق.. كان ميلاده حدثا خارقا، بشرت به الملائكة، وورد في البشرى اسم ابنه يعقوب.. وقد جاء ميلاده بعد سنوات من ولادة أخيه إسماعيل.. ولقد قر قلب سارة بمولد إسحق ومولد ابنه يعقوب، عليهما الصلاة والسلام.. غير أننا لا نعرف كيف كانت حياة إسحق، ولا نعرف بماذا أجابه قومه.. كل ما نعرفه أن الله أثنى عليه كنبي من الصالحين
في المسيحية واليهودية
اسحق هو ابن ووريث إبراهيم وهو أبو يعقوب وعيسو كما هو مكتوب في سفر التكوين من كتاب التوراة[1].
سٌميَ اسحق لأن أمه سارة ضحكت عندما سمعت بأنها حامل بولد بينما كانت طاعنة جداً بالسن[2].
بعض المعلقين يعتقدون بأن في كتاب عاموس "العهد القديم" ذكر لاسم " إسرائيل " والذي يقترحونه على أنه الاسم الآخر الذي اٌعطي لاسحق[3]. مع ذلك نرى في الكتاب المقدس بأن اسم "إسرائيل" قد أٌ عطيَ لاحقاً لإبن اسحق الذي هو يعقوب[4].
اسحق في التوراة
اسحق هو ابن إبراهيم من زوجته سارة, وكان الطفل الوحيد الذي رٌزقا به لوحدهما. وكان إبراهيم طاعناً بالسن[5]. وقد خَتَنَ إبراهيم ابنه اسحق عندما أصبح عمره ثمانية أيام فقط[6]. وقد أقام إبراهيم وليمة كبيرة عندما فٌطمَ اسحق.
اختارت له سارة اسم "اسحق" لأن الملاك وعدها بأنها ستصبح أٌماً. كانت سارة آنذاك طاعنة بالسن, ولا تستطيع الإنجاب, لذلك ضحكت عندما سمعت بذلك، وعندما وٌلد الطفل قالت سارة: " لَقَدْ أَضْحَكَنِي الرَّبُّ. كُلُّ مَنْ يَسْمَعُ هَذَا الأَمْرَ يَضْحَكُ مَعِي ". وأرضَعَت سارة ابنها اسحق ولم تدع إسماعيل يكون الوريث لإبراهيم مع ابنها اسحق، لذلك طلبت من إبراهيم أن يٌخرج هاجر وابنها إسماعيل من بيته.
عندما وصل اسحق الأربعين من العمر، أرسل إبراهيم خادمَهٌ إلى بلاد ما بين النهرين ليختار لابنه اسحق زوجة من لابان الذي هو من عائلة زوجته سارة. تم إرسال رفقة لتكون زوجة لاسحق، لكنها كانت عاقرا، لذلك صلى اسحق لكي يمنَ الله رفقة نعمة الحمل، فحمَلَت رفقة بتوأم, عيسو ويعقوب، ففضل اسحق عيسو، ولكن رفقة فَضَلَت يعقوب.
وبعد عدة سنين، حدث جوع في البلاد, فرحل اسحق إلى مدينة جَرَارَ، حيث أبيمالك كان ملكاً. وقد ادعى اسحق بأن رفقة هي أخته، ولكن أبيمالك كَشَفَ خدعة اسحق.
أصبح اسحق غنيا جداً, وكانت قطعانه تزداد أكثر وأكثر، وكان شعب مدينة جَرَارَ حسودين، حيث ردموا جميع الآبار التي حفرها عبيد أبيه إبراهيم في أيامه.
فأنصرف اسحق من هناك ووضع خيامه في وادي جرار, وأقام هناك, وأعاد اسحق حفر آبار المياه التي كان قد تم حفرَها أيام إبراهيم, وتم ردمها، وقد واجه اسحق مشاكل وصعوبات أخرى. بعدها ذهب اسحق إلى بئر سبع وثبت مسكنَهٌ هناك. وفي هذا المكان ظهر الله لاسحق وجدد العهد معه بأنه سيبارك نسلهٌ، وأيضاً جاء أبيمالك إلى اسحق ليعقد الصلح معه.
تقدم اسحق بالسن, وبلغ 137 سنة, وضعف بصره، لذلك دعى ابنه الأكبر عيسو, وأمَرَهٌ أن يجهز لهٌ طعاما من لحم الغزال، لكن بينما كان عيسو يصطاد، تسلل يعقوب ليأخذ البركة من أبيه أولاً, وبذلك يترك لأخيه البركة الثانية.
عاش اسحق قليلا بعد ذلك, وقد تم إرسال يعقوب إلى بلاد ما بين النهرين ليأخذ لنفسه زوجة من عائلته.
إسحاق هو ابن النبي إبراهيم من زوجته سارة، وقد كانت البشارة بمولده من الملائكة لإبراهيم وسارة، لما مروا بهم ذاهبين إلى مدائن قوم لوط، ليدمروها عليهم لكفرهم وفجورهم، ذكره الله في القرآن بأنه غلام عليم وانه من المصطفين الأخيار وانه من أولي الأيدي والأبصار وانه من الأمة الذين يهدون بأمر الله وانه من أنبياء الله الصالحين وجعله الله رسولاً نبياً ومن نسله يعقوب، ومن يعقوب جاء يوسف والأسباط.
سيرته[عدل]
لا يذكر القرآن غير ومضات سريعة عن إسحاق. كان ميلاده معجزة، وبشارة وفرحة لأبيه إبراهيم وسارة كبيرين في السِّن فبشرتهم به الملائكة،فعمت الفرحة والسرور في بيت إبراهيم وسجد إبراهيم شاكرا لربه ، وورد في البشرى اسم ابنه يعقوب (لأنه كان ممسكا بعقب أخيه التوأم عيسو). وقد جاء ميلاده بعد سنوات من ولادة أخيه إسماعيل من زوجة إبراهيم الثانية هاجر. ولقد قر قلبا إبراهيم و سارة بمولد إسحاق ومولد ابنه يعقوب، عليهما الصلاة والسلام. وأثنى الله عليه كنبي من الصالحين.
ذكر اسحاق في القرآن باسمه في ثمانية مواضع هي:
وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ كُلاًّ هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ سورة الأنعام، الآية 84[7].
وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ سورة هود، الآية 71[8].
فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا سورة مريم، الآية 49[9].
وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلًّا جَعَلْنَا صَالِحِينَ سورة الأنبياء، الآية 72[10].
وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ وَآَتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآَخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ سورة العنكبوت، الآية 27[11].
وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَاقَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِنَفْسِهِ مُبِينٌ سورة الصافات، الآية 113[12].
وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آَبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ سورة يوسف، الآية 38[13]. وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَن نُّشْرِكَ بِاللَّهِ مِن شَيْءٍ ذَلِكَ مِن فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ، سورة يوسف 38
أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَـهَكَ وَإِلَـهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ إِلَـهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ سورة البقرة، الآية 133[14].
قال ابن كثير في تفسيره: يخبر تعالى أنه وهب لإبراهيم إسحاق، بعد أن طَعَن في السن، وأيس هو وامرأته "سارة" من الولد، فجاءته الملائكة وهم ذاهبون إلى قوم لوط، فبشروهما بإسحاق، فتعجبت المرأة من ذلك، وقالت: قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ سورة هود، الآيتين 72 و 73[15]، وبشروه مع وجوده بنبوته، وبأن له نسلا وعَقِبا، كما قال: وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ سورة الصافات، الآية 112[16]، وهذا أكمل في البشارة، وأعظم في النعمة، وقال: وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ سورة هود، الآية 71[8] أي: ويولد لهذا المولود ولد في حياتكما، فتقر أعينكما به كما قرت بوالده، فإن الفرح بولد الولد شديد لبقاء النسل والعقب، ولما كان ولد الشيخ والشيخة قد يتوهم أنه لا يَعْقب لضعفه، وقعت البشارة به وبولده باسم "يعقوب"، الذي فيه اشتقاق العقب والذرية، وكان هذا مجازاة لإبراهيم عليه السلام، حين اعتزل قومه وتركهم، ونزح عنهم وهاجر من بلادهم ذاهبا إلى عبادة الله في الأرض، فعوضه الله عَزَّ وجل، عن قومه وعشيرته بأولاد صالحين من صلبه على دينه، لتقر بهم عينه، كما قال تعالى: Ra فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا سورة مريم، الآية 49[9]، وقال هاهنا: وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ كُلاًّ هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ سورة الأنعام، الآية 84[7][17].