هل "تقامر" السعودية بخفض أسعار النفط
آخر تحديث : 20/01/2016
في صحف اليوم: تساؤلات حول إمكانية عقد مؤتمر جنيف حول سوريا، في ظل الاختلاف حول قائمة المعارضة التي ستشارك في المؤتمر، وفي صحف اليوم كذلك رحلة الرئيس الصيني إلى بعض بلدان الخليج والشرق الأوسط والتي بدأها من السعودية. وتمسك السعودية بخفض أسعار النفط، هذا إضافة إلى الانتقادات التي تطال المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل حول سياستها في تدبير ملف الهجرة.
بداية هذه الجولة عبر الصحف بالملف السوري واقتراب موعد انعقاد مؤتمر جنيف 3 برعاية من الأمم المتحدة لمحاولة إيجاد حل للأزمة السورية. صحيفة الحياة تكتب أن مصادر دبلوماسية في نيويورك حملت روسيا مسؤولية إقامة عراقيل في وجه انعقاد مؤتمر جنيف يوم الاثنين المقبل، من خلال فرض أسماء تريدها في وفد المعارضة. وتقول الصحيفة إن السعودية ترفض فرض أي طرف على المعارضة السورية الوفد الذي سيمثلها في المفاوضات، ما يعني في نظر الصحيفة استمرار الجدل، وتهديد انعقاد مؤتمر جنيف.
الضربات الجوية الروسية المستمرة في سوريا منذ ثلاثة أشهر ونصف تمكنت مؤخرا من تحقيق إنجازات على الأرض تكتب صحيفة ذي واشنطن بوست، التي تشدد على أن هذه الإنجازات تبقى صغيرة وتمكن الطيران الروسي من تحقيقها بصعوبة بالغة. كما تشدد الصحيفة على أن القصف الروسي يستهدف المعارضة المعتدلة المدعومة من الغرب. تستبعد ذي واشنطن بوست إمكانية إسقاط نظام الرئيس الأسد في ظل الوضع الجديد في سوريا، كما تشكك الصحيفة في إمكانية عقد مشاورات جادة لإنهاء الأزمة السورية في وقت يبدو فيه الأسد وحلفاؤه مقتنعون من أنهم سيربحون الحرب.
في المقابل تشترط صحيفة الثورة السورية المقربة من النظام السوري، تشترط في هذا المقال بقلم علي نصر الله أن تكون قائمة المعارضة المشاركة في جنيف خالية من الإرهابيين لانعقاد المؤتمر. وترى الصحيفة أن مؤتمر جنيف سواء انعقد أم لم ينعقد فهذا لن يغير شيئا من موقف سوريا ومن قناعتها بضرورة القضاء على الإرهاب. هذا الإرهاب الخارج من عباءة كل من قطر والسعودية وتركيا تقول الصحيفة، وتتهم الولايات المتحدة بالمراوغة وبدعم المرتزقة الإرهابيين باستخدام أدوات رخيصة.
تعلق الصحف اليوم كذلك على الزيارة التي بدأها الرئيس الصيني يوم أمس للسعودية والتي تقوده فيما بعد إلى إيران ومصر. صحيفة تشاينا دايلي تعنون غلافها تشي جينبينغ يوطد علاقاته مع السعوديين، هذا فيما تعنون صحيفة ذي وال ستريت جورنال الأمريكية: وسط المنافسة على أسعار بيع النفط، تشي جينبينغ يزور الشرق الأوسط. هذه الزيارة تقول الصحيفة تضع الصين في مركز الصراع بين السعودية وإيران حول أسعار بيع النفط الخام، وهي القضية المحورية اليوم في اقتصاد الشرق الأوسط. أما ذي تايمز البريطانية فتقول في أحد المقالات إن الرياض مصرة على إفلاس منافسيها في قطاع النفط.. مهما كانت الاضرار التي ستطرأ على العالم. هذه المقامرة تقول التايمز ستكلفنا الكثير.
نعود إلى صحيفة ذي وال ستريت جورنال التي تتطرق كذلك إلى مخاوف السلطات السعودية وحلفائها من أن تجد إيران المجال مفتوحا للتدخل في الشؤون العربية بعد رفع العقوبات عليها، وخشية هذه الدول كذلك من أن تقلص الولايات المتحدة علاقاتها معها. صحيفة ذي وال ستريت جورنال تقول: صحيح أن الحلفاء المقربين من السعودية قد انضموا إليها في عملية لي ذراع دبلوماسية ضد إيران، لكن مساعي السعودية في تشكيل كتلة أوسع ضد إيران ووجهت بالمقاومة من بعض الدول الحليفة لها مما يسلط الضوء على محدودية نفوذها في العالم الإسلامي. وتقول الصحيفة إن الملك سلمان بعد وصوله إلى سدة الحكم في السعودية تمكن من تشكيل التحالف العربي في اليمن ضد الحوثيين وقيادة هذا التحالف، لكن المبادرات السعودية في الحقيقة قليلا ما تلقى الدعم من قبل الدول الحليفة.
تساءل كتاب مقالات الرأي في العديد من الصحف عن إيران ما بعد رفع العقوبات. في صحيفة لو فيغارو الفرنسية نقرأ في مقال لجورج ما بغينو أن إيران ستبقى حليفا مزعجا للغرب. هذا فيما يكتب وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في مطلع مقاله في صحيفة الوطن السعودية أنه في الوقت الذي يقف فيه العالم مراقبا إيران بحثا عن أي مؤشرات تدل على وجود تغيير، لتتحول من كونها دولة مارقة وثورية إلى عضو محترم في المجتمع الدولي، تلجأ إيران إلى تعتيم سياساتها الطائفية والتوسعية الخطيرة، ويدعو وزير الخارجية السعودي إيران إلى تغيير سياساتها للعمل على معالجة المشاكل بشكل يمكن الشعوب من العيش بسلام
في مواضيع أخرى، تتناول الصحف موضوع الهجرة في ألمانيا. صحيفة لو فيغارو تكتب المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل تواجه تحدي معارضيها من داخل حزبها الاتحاد الديموقراطي المسيحي، وتفيد الصحيفة أن حوالي أربعين نائبا من هذا الحزب يدعون المستشارة الألمانية إلى التراجع عن سياستها في الهجرة وإيجاد حل سريع لأزمة الهجرة التي تهز ألمانيا لتجنب أزمة سياسية. وتقول الصحيفة إن التحذيرات الموجهة لأنغيلا ميركل تتوالى في الآونة الأخيرة حتى إن إغلاق الحدود لم يعد مستبعدا.
ننهي بهذا الرسم للرسام السويسري باتريك شابات من صحيفة نيو يورك تايمز يعكس فيه رفع العقوبات الغربية على إيران. حيث نرى في الرسم بعض رجال السياسة المحافظين الإيرانيين يقول أحدهم إنه حصل على آخر هاتف ذكي في الأسواق.