هل أشار النبي إلى علاج ظاهرة البدانة؟
يؤكد الباحثون أن الإفراط في الأكل يعطل شبكات كاملة من الجينات بالجسم فيسبب ليس فقط البدانة ولكن البول السكري وأمراض القلب. وإن أفضل طريقة لعلاج الكثير من الأمراض هي الاعتدال في الطعام والشراب وعدم الإسراف.
في زمن الجاهلية وقبل مجيء الإسلام كان الاعتقاد السائد أن كثرة الأكل هي أمر جيد، بل تجدهم يأكلون بشراهة ويتبارون أيهم يأكل أكثر. ولكن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقرّهم على هذه العادة السيئة، بل قال: (ما ملأ آدمي وعاء شراً من بطن!) [السلسلة الصحيحة للألباني 2265]. هذا الحديث الشريف هو قاعدة أساسية في علم التغذية، والأطباء اليوم ينصحون بذلك، وانظروا معي إلى البلاغة النبوية: (ما ملأ آدمي وعاء شراً من بطن) فهذا تأكيد من النبي أنك عندما تملأ بطنك طعاماً وشراباً فإن هذا شرّ لك، وبالفعل هذا ما يؤكده الأطباء اليوم!
والسؤال من جديد: هذه قضية طبية دقيقة جداً ولا تؤثر على دعوة النبي، فلماذا يتحدث عن ضرورة عدم الإسراف في الطعام والشراب، وماذا سيستفيد من ذلك؟ ومن الذي نبّهه لضرورة التحذير من الوزن الزائد؟ إن التفسير المنطقي أن هذه التعليمات ليست من عند النبي الكريم، بل هي من عند الله، ومهمة النبي صلى الله عليه وسلم هي نقل هذه التعاليم للأمة بأمانة. وهذا يشهد على أنه رسول الله.