من بدع الصيام والقيام في رمضان
سليم بن عيد الهلالي
صيام شهر رمضان له المنزلة الفضلى والمكانة العُظمى في الإسلام، ولمن صامه إيماناً واحتساباً ما يعلمه الله وحده من الفضل والأجر والإنعام، ولكن ذلك يَختلف ريادةً أو نقصاً بنسبة قُربه أو بعده من سنَّة سيد الأنام -عليه الصلاة والسَّلام-.
ولذلك لا بد من تذكير الإخوة الصائمين بأمور ليست من هدي سيد المرسلين، لأنها بدع ومحدثات؛ فهي بالرد قمين، وسأذكرها على ترتيب يوم الصائم وبالله وحده أستعين:
أولاً: من بدع السَّحور والأذان:
1- تعجيل السّحور.
2- الإمساك عن الأكل والشرب عند الأذان الأوَّل الذي يسمونه «أذان الإمساك».
3- إخراج الطعام والشراب من الفم إذا سمع الأذان.
4- تقديم الأذان عن موعد الفجر الصادق -زعموا- احتياطاً.
5- التلفظ بالنيَّة عند السّحور.
ثانياً: من بدع الإفطار وغيره:
1- تأخير الإفطار بدعوى تمكين الوقت.
2- صيام النساء وهنَّ حيَّض طول النهار في رمضان، وقبيل الغروب يَجرحن صيامهنّ -كما يقلن- على لقمة أو جرعة ماء!
3- توحيش الخطباء على المنابر في آخر رمضان، حيث يقولون: لا أوحش الله منك يا رمضان، لا أوحش الله منك يا شهر القرآن.
4- نشيد توديع رمضان، وهو يشبه التوحيش حيث ينشدون في العشر الأواخر:
لا أوحش الله منك يا رمضان . . . . يا شهر الهدى والقرآن
قد كان شهراً طيباً ومباركاً . . . . ومبشراً بالخير من مولانا
هكذا يقول المنشد، ويرد عليه الحاضرون: لا أوحش الله منك يا رمضان.
5- الإمساك عن التَّسوك بعد الزَّوال.
6- السفر في رمضان من أجل الإفطار.
ثالثاً: من بدع قيام رمضان (صلاة التراويح):
1- نقر صلاة التراويح كنقر الغراب، فإنّ بعض الأئمة يصلّون التراويح ثلاثاً وعشرين ركعة في أقل من ثلث ساعة.
2- الاقتصار على سورة معيَّنة في صلاة القيام، فبعض الأئمة يقرأ في التراويح بسورة الفجر، أو الأعلى، أو ربع سورة الرحمن.
ومن الغرائب؛ أن هناك بعض الطرق الصوفيّة، يعلِّمون أتباعهم قراءة سورة البروج في صلاة التراويح حيث يقرأ الإمام في كل ركعة بآية.
3- الفصل بين كل ركعتين بقراءة سورة الإخلاص والمعوذتين، ثم الصلاة والسَّلام على رسول الله.
4- قولهم بعد الأربع ركعات الأولى: شيخ التحقيق أبو بكر الصديق ترضُّوا عنه.
وبعد ثمان ركعات: شهيد المحراب عمر بن الخطاب ترضُّوا عنه.
وبعد اثنتي عشرة ركعة: ذو النورين عثمان بن عفان ترضُّوا عنه.
وبعد ستَّ عشرة ركعة: الإمام علي بن أبي طالب ترضُّوا عنه.
وفي ذلك كله يقول المُّصلون -بصوت جماعي مرتفع، وعلى نغمة واحدة-: رضي الله عنه.
رابعاً: بدع صلاة التسابيح في رمضان:
1- تَخصيصها في رمضان.
2- صلاتها جماعة.
3- تَخصيص صلاتها ليلة القدر.
خامساً: صلوات مبتدعة في رمضان(1):
1- صلاة ليلة القدر المسمَّاة صلاة القدر.
2- صلاة الجمعة اليتيمة، وهي آخر جمعة في رمضان، ويصلِّيها أهل كل بلد في مسجد مخصوص، فأهل مصر يصلّونها في جامع عمرو، وأهل فلسطين يُصلّونها في المسجد الإبراهيمي أو المسجد الأقصى.
3- صلاة المكتوبات الخمس عقب صلاة الجمعة اليتيمة، زاعمين أنَّها تُكفِّر الذُّنوب، أو تُكفِّر الصلوات المتروكة.
4- بدعة حفيظة رمضان، وهي:
«لا آلاء إلا ألاؤك سميع محيط، كعسلهون(2)، وبالحقِّ أنزلناه وبالحقِّ نزل».
زعموا أنها إذا كُتبت في آخر جُمعة في رمضان والخطيب على المنبر حفظت من الحرق والغرق والسَّرقة والآفات.
* وسائر هذه البدع موجودة في معظم البلاد، وبعضُها يُوجد في بعض البلاد دون بعض، ولو استقصينا ذكر البدع في جميع البلاد لخرج هذا المقال عن مقصوده ومُراده، وإنَّما المراد التَّنبيه والتَّذكير.