العنكبوت
وقد جاء ذكر العنكبوت في قوله تعالى:
مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَآء كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكبُوتِ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُون
الآية 41 من سورة العنكبوت. يشبه الله الذين اتخذوا من دون الله نصراء في الاعتماد على ما لا يصح الاعتماد عليه كمثل العنكبوت اتخذت لنفسها بيتا وهو من الوهن والضعف بحيث لا يحتمل أن يلمس بالإصبع لو كانوا يعلمون ذلك ولكنهم يجهلونه. إن الله يعلم ما يدعون من دونه شيئا بل خيالا وهو العزيز الحكيم، وهذه الأمثال يضربها للناس وما يعقلها ويفهم مراميها إلا العلماء الذين يتدبرون الأشياء ويرونها على حقيقتها. ولقد استخدم الله عز وجل العنكبوت كأحد جنوده لحماية رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عند خروجه من مكة مهاجرا، عندما اختبأ في غار ثور ونسج العنكبوت بيته على فتحة الغار مما صرف المشركين عن البحث فيه.
والعنكبوت يتبع مفصليات الأرجل، وله فكوك مفصلية تحتوي على غدد للسم، وعدد قليل من أنواع العناكب لها سم قوي المفعول ويمكن أن يؤذي الإنسان إذا عضته، ولكن الأغلبية العظمى منها عديم الضرر، إما لأن فكوكها ضعيفة وصغيرة وإما لأن سمها ضعيف المفعول.