همس الحياه
همس الحياه
همس الحياه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

همس الحياه

موقع اسلامى و ترفيهى
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالمنشوراتالتسجيلدخول

 

 جامع عقبة بن نافع بالقيروان

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو شنب
المدير العام
المدير العام
ابو شنب


عدد المساهمات : 10023
نقاط : 26544
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 08/12/2015

جامع عقبة بن نافع بالقيروان Empty
مُساهمةموضوع: جامع عقبة بن نافع بالقيروان   جامع عقبة بن نافع بالقيروان Emptyالجمعة أبريل 01, 2016 9:25 am

جامع عقبة بن نافع بالقيروان
نشأت مدينة القيروان -التي تبعد مسافة 155 كم عن العاصمة التونسية- في عهد الخليفة الأموي الأول الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، علي يد والي إفريقيا الصحابي الجليل عقبة بن نافع رضي الله عنه، سنة (56هـ)، الموافق 675م. وقد اختار لها موقعًا يبتعد عن شاطئ البحر المتوسط بقدر ما يقترب من الصحراء، فكانت قيروانا [1] لجيش الفتح الإسلامي في بلاد المغرب وخُططت هذه المدينة حول نواة جامع من الطين والحجر، وفي أقل من قرن أصبحت بوابة المغرب الإسلامي، الذي سرعان ما شمل بلاد الأندلس، ومن بعدها جزيرة صقلية المجاورة.

وقد رسمت ملامح المدينة العمرانية بدقة وإتقان، وكرست أعمال العلماء والأدباء ومهارة الحرفيين عهدًا ذهبيًا من الثقافة القيروانية التي لم ينطفي بريقها إلى يومنا هذا في هذه المدينة التونسية العريقة التي كانت وما زالت سوقًا للمعرفة، يغترف من مناهلها الواردون على أحواضها، والمتعطشون لمعارفها؛ فذاعت شهرتها في الآفاق، وعَمَّ ذكرها أرجاء العالم الإسلامي، فلا غرابة بعد ذلك أن يقول فيها بانيها: فأرى لكم يا معشر المسلمين أن تتخذوا بها مدينة تكون عزًا للإسلام والمسلمين.

قال الشاعر أبو القاسم الغزاري:

فهل للقيروان وساكنيها *** عديل حين يفتخر الفخور
بلاد حشوها علم وحلــم *** وإسلام ومعـروف وخيــر

بعد أن بدأ القائد المجاهد والي بلاد إفريقيا عقبة بن نافع الفهري يخطط لبناء مدينة القيروان، جعل الجامع ودار الإمارة أساسًا ومركزًا للتخطيط، وبدأ ببناء أقدم مساجد إفريقيا الذي بات يعرف فيما بعد بأسمه.

قال خليفة بن خياط: وفي سنة خمسين اختطَّ عقبة القيروان، وأقام بها ثلاث سنين"وعندما عَزَمَ عقبة ومن معه على وضع محراب المسجد الجامع فكروا كثيرًا في متجه القبلة، وراقبوا طلوع الشمس وغروبها عدة أيام، وقال له أصحابه: إنَّ أهل المغرب يضعون قبلتهم على قبلة هذا المسجد فأجهد نفسك في تقويمه، واجتهد عقبة، وكان موفقًا في اجتهاده، وأصبح محراب القيروان أسوة وقدوة لبقية مساجد المغرب الإسلامي.بدأ بناء المسجد بسيطًا صغير المساحة، تستند أسقفه على الأعمدة مباشرة، دون عقود تصل بين الأعمدة والسقف، وشكله الخارجي يوحي للناظر أنه حصن ضخم إذ إن جدران المسجد سميكة ومرتفعة، وشُدت بدعامات واضحة وحافظ الذين جددوا بناءه فيما بعد على هيئته العامة، وقبلته ومحرابه، وقد تمت زيادة مساحته كثيرًا، ولقي اهتمام الأمراء والخلفاء والعلماء، في جميع مراحل التاريخ الإسلامي حتى أصبح مَعلما تاريخيًّا بارزًا ومُهمًا.

تجديد جامع عقبة بن نافع
بعد مضي أكثر من عشرين عامًا على بناء الجامع علي يد القائد عقبة بن نافع، قام حسان بن النعمان الغساني بهدمه كله ما عدا محرابه، وأعاد بناءه وقواه بعد أن زاد فيه ووسعه.ثم قام الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك بتجديد الجامع عن طريق واليه على القيروان بشر بن صفوان عام (105هـ)، فزاد في بنائه ووسعه، وأمر بشراء الأرض المحاذية للمسجد من جهته الشمالية وضمها إليه، وأضاف لحصن المسجد مكانًا للوضوء، وبنى مئذنة للمسجد في منتصف جداره الشمالي عند بئر تسمى بئر الجنان.

وبعدها بخمسين عامًا قام يزيد بن حاتم والي أبي جعفر المنصور على إفريقيا بإصلاح وترميم وزخرفة المسجد.وفي عام (221هـ) قام الأمير زيادة الله بن الأغلب بهدم أجزاء من الجامع لتوسيعه، ورفع سقفه، وبني قبة مزخرفة بلوحات رخامية علي اسطوانة المحراب.

أراد الأمير زيادة الله هدم المحراب وتجديده، إلا أن فقهاء القيروان عارضوه وقالوا له: "إن من تقدمك توقفوا عن ذلك، لما كان واضعه عقبة بن نافع ومن كان معه"وقال له بعض المعماريين: "أنا أدخله بين حائطين فيبقي دون أن يظهر في الجامع أثر لغيرك"؛ فأخذ بهذا الرأي وأمر ببناء محراب جديد بالرخام الأبيض المخرم الذي يطل منه الناظر على محراب عقبة الأساسي.

في عام (248هـ) قام أحمد بن محمد الأغلبي بتزيين المنبر وجدار المحراب بلوحات رخامية وقرميد خزفي، ثم قام فيما بعد بتوسعة الجامع، وبني قبة باب البهو، وأقام مجنبات تدور حول الصحن. أما المقصورة الخشبية الموجودة بجانب المحراب إلى يومنا هذا، فهي من حسنات المعز بن باديس، حيث قام بتجديد المسجد في عام (441هـ).

وفي سنة (449هـ) غزت القبائل الهلالية الهمجية القيروان، وعاثوا فيها فسادًا، وأجلوا أهلها عنها، فاندس عمرانها، وعمت الفوضى سائر البلاد وطوقها البدو من كل جانب وحولوا الأراضي المحيطة بها إلى مراع لمواشيهم، وغلب أهل القيروان على أمرهم وأصبحوا يشكون الفقر والفاقة، وتحولت المدينة على حد قول الشريف الإدريسي (ت560هـ) إلى أطلال دراسة وأثار طامسة.

وبعد انتهاء هذه الهجمة الشرسة قام الحفصيون بتجديد الجامع وخدموه، مع محافظتهم على مقاييسه الأولى التي كان عليها أيام إبراهيم بن أحمد الأغلبى.تبلغ مساحة الجامع الإجمالية (9700) متر، بطول بلغ (126) مترا، وعرض (38) مترا، ولهذا الصحن مجنبات، عرض كل منها نحو ستة أمتار وربع المتر، ويغطي بيت الصلاة نصف مساحة المسجد تقريبًا.

أما مئذنة الجامع التي تقع في الجدار المواجه للقبلة فهي من أجمل المأذن التي بناها المسلمون في العالم، فهي تتكون من ثلاث طبقات مربعة الشكل، تتدرج بحجمها، وفوق الطبقات الثلاث قبة مفصصة.يصل ارتفاع المئذنة إلى (31.5) مترا، يصعد إليها بدرج ضيق بداخلها.

كما يتميز المسجد بأبوابه التسعة الضخمة، وقبابه الست: (قبة المحراب، وقبة باب البهو، وقبتان في الشرق والغرب، وقبة تعلو المجنبة الغربية للمسجد وقبة في أعلي المئذنة). أما زخارف المحراب والمنبر فهي من أروع زخارف الجامع حيث تعد من تحف الفن الإسلامي النادرة، وآية في الإبداع والجمال.

التاريخ العلمي لجامع عقبة بن نافع

كانت مدينة القيروان تقوم بدورين مهمين في آن واحد، هما:
الجهاد والدعوة، فبينما كانت الجيوش تخرج منها للغزو والتوسعات، كان الفقهاء يخرجون منها لينتشروا بين البلاد يعلمون العربية وينشرون الإسلام.

وكانت القيروان أولى المراكز العلمية في المغرب العربي، تليها قرطبة في الأندلس ثم فاس في المغرب الأقصى، وقد قصدها أبناء المغرب وغيرها من البلاد المجاورة، وكانت حلقات التدريس في جميع العلوم تعقد في مسجد عقبة، الجامع الذي كان له دور كبير في نشر الدين وتعليمه، وكان مذهب أبي حنيفة رحمه الله أظهر المذاهب، حتى جاء الملك المعز بن باديس (ت454هـ) وحمل جميع أهل المغرب علي التمسك بمذهب الإمام مالك بن أنس، رحمه الله، وحسم مادة الخلاف في المذاهب واستمر الحال علي ذلك.وقد أسست المدارس التي تم إلحاقها بالجامع وبغيره، وكان يطلق عليها اسم "بيت الحكمة" حيث تعقد فيها مجالس العلم وكان يحضر هذه المجالس العلماء البارزون من فقهاء المالكية والحنفية وغيرهم، ومن هذا البيت (بيت الحكمة) تسربت علوم الحكمة والمعرفة إلى العالم كله.

وقد أمَّ الجامع وزاره ووفد إليه ودرس ودرس في مدارسه وفي مدارس القيروان كوكبة عظيمة من علماء الصحابة والتابعين ومن بعدهم على مر العصور، ومن أشهرهم:

1- الصحابي الجليل عبد الله بن عمر بن الخطاب (ت73هـ) توفي رضي الله عنه بمكة وهو آخر من مات بها من الصحابة.

2- الإمام التابعي إسماعيل بن عبيد الله الأنصاري (ت107هـ) وكان يعرف بـ: تاجر الله، وقد انتفع أهل القيروان بعلمه كثيرًا.

3- أبو عبد الله أسد بن الفرات بن سنان (ت213هـ)، فاتح صقلية، الإمام المجاهد، والقاضي الفقيه المالكي، كاتب على أبي حنيفة، وراوي الموطأ، والجامع لفقه الأحناف والمالكية وأعلم الناس بهما في المغرب.

4- الفقيه القاضي سحنون بن سعيد بن حبيب التتوخي، (ت241هـ)، صاحب المدونة، إليه انتهت رئاسة العلم في المغرب، وعنه انتشر علم مالك فيها، وحصل له من أصحاب مالك ما لم يحصل لأحد، ولما توفي رحمه الله تصدر للتدريس بعده في مجلسه بجامع
القيروان عبد العزيز بن يحيى المدني القيرواني.

5- مالك الصغير ابن أبي زيد أبو محمد عبد الله القيرواني المالكي، (ت386هـ)، الإمام العلامة، القدوة، الفقيه عالم أهل المغرب، "رائد المدرسة الفقهية المالكية ".

6- أبو علي الحسن بن رشيق القيرواني (ت456هـ)، له كتاب " العمدة في معرفة صناعة الشعر ونقده وعيوبه، الذي قال عنه ابن خلدون: هو الكتاب الذي انفرد في صناعة الشعر وأعطاها حقها، ولم يكتب فيها أحد قبله ولا بعده مثله ".

7- الشاعر الأديب تميم ين المعز (ت501هـ)، الذي أبقي على ديوان ضخم ينبض وجدانًا ومرارة.

8- أبو زيد عبد الرحمن بن محمد علي الأنصاري، (ت799هـ).

9- أبو إسحاق إبراهيم بن عبد السلام بن عبد الغالب المسراتى، (ت704هـ) خطيب جامع القيروان، وعلي يده انقطع الخمر من القيروان، بعدما كان يبعها إشهارًا جهارًا.

10- القاضي قاسم بن محمد نعيسي، (ت804هـ)، المعروف بـ "ابن نعيسة "، هذا ولا يتسع المقام لذكر جماهير العلماء والأدباء الذين وفدوا ودرسوا في المسجد، حيث كونوا مع بقية علماء القيروان مدارس متنوعة العطاء ومتكاملة الجهود.

وهكذا أصبحت مدينة القيروان مركزًا للعلم في المغرب الإسلامي حتى كانت مفخرة المغرب ومركز السلطان، وأحد الأركان، ومنها خرجت علوم المذهب المالكي، وقد شهد مسجدها الجامع أنواعا من حلقات العلم في جميع فروعه، من علماء التابعين ولكنه لم يقتصر علي علوم الفقه واللغة العربية وأدابها، فقد اشتغل علماؤه وطلابه فيما بعد بعلوم الفلك والطب والنبات والهندسة والرياضيات وعلي الأخص في عهد الصنهاجيين والأغالبة وما بعدهما.

وكانت الكتب الفقهية التي ألفها علماء القيروان ابتداء من كتاب المدونة لصاحبه الفقيه الكبير "سحنون" والذي أصبح رجعا دينيًّا لرجال القيروان، إلى رسالة ابن أبي زيد ونوادره وزياداته إلى تهذيب أبي سعيد البراذعي.

كانت هذه الكتب وأمثالها عمدة الدارسين والشراح والمعلقين. لا يعرفون غيرها إلى المائة السابعة من التاريخ الهجري، عندما ابتدأت كتب المشارقة تأتي إلى المغرب، مثل "مختصر ابن الحاجب" و"مختصر خليل" فيما بعد ويتواصل اليوم إشعاع الجامع القيرواني، ليبقي المنارة التي حملت وأشاعت حضارة ديننا الحنيف، وساهمت في تواصل هذه الحضارة خالدة شامخة شموخ الإسلام ورسالته النبيلة، وازدادت هذه المنارة بريقا عندما احتفل العالم الإسلامي بتتويج القيروان عاصمة الثقافة الإسلامية لعام (1430هـ،2009م).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://help.forumcanada.org
 
جامع عقبة بن نافع بالقيروان
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» جامع أيا صوفيا .. أعجوبة الإسلام
» جامع السلطان أيوب
» جامع الكتبية في مراكش
» جامع عمرو بن العاص بدمياط
» جامع ومدرسة السلطان حسن في القاهرة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
همس الحياه :: المنتدى : للسياحة والتاريخ :: قسم : الحضارة الإسلامية-
انتقل الى: