همس الحياه
همس الحياه
همس الحياه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

همس الحياه

موقع اسلامى و ترفيهى
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالمنشوراتالتسجيلدخول

 

 الحكم من مصيبة يوم أحد

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو شنب
المدير العام
المدير العام
ابو شنب


عدد المساهمات : 10023
نقاط : 26544
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 08/12/2015

الحكم من مصيبة يوم أحد Empty
مُساهمةموضوع: الحكم من مصيبة يوم أحد   الحكم من مصيبة يوم أحد Emptyالجمعة فبراير 26, 2016 7:14 pm

الحكم من مصيبة يوم أحد
محنة المسلمين يوم أحد
يوم أحدلقد تحدث الحق تبارك وتعالى عن محنة أُحُد، وجاء الوصف الرباني مصورًا ما حدث في هذه الغزوة في سورة آل عمران، قال الله تعالى: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [آل عمران: 165].

والمصيبة لم تكن في استشهاد سبعين من أفاضل الصحابة رضوان الله عليهم، فالشهادة شرف يسعى إليه المسلمون، ولكن المصيبة كانت تكمن في عدة أشياء:

أولاً: معصية الصحابة لرسول الله مع وضوح ذلك الأمر، والأمر لم يكن اجتهاد من الصحابة، ولكن كان بسبب حب الدنيا.

ثانيًا: استشهاد سبعين من الصحابة -وهذا شرف لهم كما ذكرنا- ولكن ما يعنينا أن هذا الأمر قد حدث بسبب خطأ من الرماة لمسارعتهم للنيل من الغنائم.

ثالثًا: الإحباط الذي أصاب المسلمين في هذا اليوم من القعود عن القتال، وعدم الثقة في النصر، وعدم التحرك لتحقيقه.

رابعًا: كبيرة من الكبائر وهي الفرار من الزحف، وهذا الفرار تم حتى بعد سماع أمر الرسول : "إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ، إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ"[1]. فمنهم من فرَّ إلى الجبال، ومنهم من خرج إلى المدينة المنورة، ولم يكن تحرفًا لقتال، أو تحيزًا إلى فئة، ولكن كان فرارًا من القتال، ومخالفة شرعية واضحة.

لأجل هذه الأشياء أخبر الله عنها أنها مصيبةٌ على جيش المسلمين.

الحكم من مصيبة غزوة أحد
لقد كان بداخل هذه المصيبة الخير، ومن الخير في هذا اليوم العصيب، ومن الحكمة في مصيبة أُحد:

الحكمة الأولى
التصفية والتنقية

{وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ التَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللهِ} [آل عمران: 166]، أي فراركم بين يدي عدوكم وقتلهم لجماعة منكم وجراحتهم لآخرين، كان بقضاء الله وقدره، وله الحكمة في ذلك. {وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ (166) وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَوِ ادْفَعُوا قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالاً لاَتَّبَعْنَاكُمْ} [آل عمران: 166، 167].

فالابتلاء هو الذي يبين للمسلمين من يثبت على دينه ممن يظهر نفاقه.

فلو كانت حياة المسلمين كلها انتصارات لتمسك بالإسلام كل الناس الصالح والطالح، ولكن هذا الابتلاء يعلم به المسلمون من يثبت على دينه ممن يتمسح بهذا الدين في وقت الرخاء، أما في وقت الشدة فلا تراه؛ فمن الخير في أُحُد أنها كشفت شأن المنافقين، فهذا المنافق عبد الله بن أُبي بن سلول رأس النفاق يعود بثلاثمائة من المنافقين، وفي هذا خير؛ لأن الله يقول: {لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً وَلَأَوْضَعُوا خِلاَلَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ} [التوبة: 47].

فمن كان يخفي النفاق في قلبه قد أظهره، وأعلن به، فكلما مرت ضائقة بالأمة الإسلامية ظهر النفاق، كما يقول الرواة عما ظهر بعد أُحُد: "ونَجَم النفاقُ[2] بالمدينة وغيرها"[3].

والرسول كان يعلم هؤلاء المنافقين، ولكن الله يريد أن يعلمنا كيف نعرف المنافقين إلى يوم القيامة؛ لأن الوحي سوف ينقطع عنا إلى يوم القيامة، فعلامة معرفة المنافقين هو ظهورهم عندما يتعرض المسلمون للأزمات، وتحل بهم النكبات، فعند ذلك يظهر المنافقون، ويعلنون عن حقدهم للإسلام. فهذه طريقة تعرفنا نوعية المسلمين في داخل الدولة الإسلامية؛ حتى لا نستعين بهؤلاء المنافقين في أيِّ عمل، ولا نسر بأمر خطير لهم؛ لأنهم من معاول الهدم، ويؤتى المسلمون من قِبلهم.

الحكمة الثانية
أن يعلم المسلمون شؤم المعصية، وعقوبة المعصية

يقول الله : {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [النساء: 65].

نَعَمْ هذه الآية نزلت في موقف معين ولكن لفظها عام، يشمل كل الأحداث، فلا بد من تحكيم الرسول في كل أحداث حياتنا؛ لأن أوامر النبي فيها منفعة المسلمين ومصلحتهم وخيرهم، وإذا لم نتبع أمر النبي فإننا سوف نُصاب بما أصيب به المسلمون يوم أُحد.

إن مشكلة المسلمين يوم أُحد أن مجموعة من الصحابة خالفوا أمر النبي مع علمهم به، فإذا أَمَرَ الرسول فلا خِيرة لنا {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً مُبِينًا} [الأحزاب: 36].

وإذا لم نختر أمر النبي ، فسوف يحدث لنا مثلما حدث في أُحد، يقول الله تعالى: {وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً مُبِينًا} [الأحزاب: 36].

وأُحُد تتكرر كثيرًا في حياتنا، فقد أمرنا الله بترك الربا، والفواحش وعدم الإباحية، ومع ذلك فإن كثيرًا من المسلمين يفعلون ذلك، ومخالفة أمر النبي تؤدي إلى مصائب، حتى ولو كان المخالفون هم صحابة رسول الله .

الحكمة الثالثة
لفت أنظار المسلمين إلى الزهد في الدنيا وعدم الإقبال عليها

هناك أحاديث كثيرة تدعو المسلمين إلى ذم الدنيا وعدم الركون إليها، والرسول لا يترك فرصة إلا ويحذر المسلمين من أمر الدنيا؛ ولذلك نجد باب ذم الدنيا كبيرًا في أبواب كتب الصحاح والسنن؛ ففي صحيح مسلم عن أبي سعيد الخدري ، قال: قال رسول الله : "إِنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ، وَإِنَّ اللَّهَ مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا، فَنَاظِرٌ مَاذَا تَعْمَلُونَ، فَاتَّقُوا الدُّنْيَا وَاتَّقُوا النِّسَاءَ، فَإِنَّ أَوَّلَ فِتْنَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَتْ فِي النِّسَاءِ"[4].

وقد رأينا مصيبة الدنيا في أُحد، عندما قالوا: "الغنيمة الغنيمة"[5].

الحكمة الرابعة
إعلام المسلمين أن خطأ بعض المسلمين يعم على كل المسلمين

فقد خالف أربعون من الرماة ونزلوا من فوق الجبل فأثر ذلك على الجيش بأكمله؛ فلذلك تأتي أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في داخل الصف المسلم، لا بد للمسلمين كأمة تريد أن تقود العالم من معالجة أماكن الأمراض التي توجد بداخلها، فكل ما يدور بالمجتمع من أمراض يؤثر على الفرد؛ فلذلك لا بد للإنسان المسلم أن يصلح من شأن إخوته وأبنائه وجيرانه ووالديه إن كانوا أحياء ما استطاع إلى ذلك سبيلاً.

روى البخاري في صحيحه عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: "مَثَلُ الْقَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللَّهِ وَالْوَاقِعِ فِيهَا كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ، فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلاَهَا وَبَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا، فَكَانَ الَّذِينَ فِي أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا مِنَ الْمَاءِ مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ، فَقَالُوا: لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا فِي نَصِيبِنَا خَرْقًا، وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا. فَإِنْ يَتْرُكُوهُمْ وَمَا أَرَادُوا هَلَكُوا جَمِيعًا، وَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ نَجَوْا وَنَجَوْا جَمِيعًا"[6].

فهم -من وجهة نظرهم- يريدون الخير، ولكنهم يجهلون الطريقة الصحيحة للوصول إلى الخير؛ فلو كان هناك أمر بالمعروف ونهي عن المنكر تكون النجاة، أما لو تقاعس المسلمون، ولم يكن هناك أمر بالمعروف ونهي عن المنكر فسوف تكون الهزيمة المنكرة، فلا بد أن يأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر حتى تنجو السفينة.

الحكمة الخامسة
بقاء قادة الكفر أحياء فيسلمون ويحسن إسلامهم

لننظر إلى جيش مكة فقائد جيش مكة هو أبو سفيان بن حرب، ومن القواد أيضًا خالد بن الوليد وعكرمة بن أبي جهل وصفوان بن أمية، ومن نساء المشركين في هذه المعركة هند بنت عتبة، التي كانت تحمس الجيش للقتال، ولاكت كبد أسد الله حمزة بن عبد المطلب، إن هؤلاء المشركين سوف يسلمون، بل وسوف يكونون قادة في معركة اليرموك، ويقدِّمون للإسلام الكثير من البطولات؛ فهذا خالد بن الوليد سوف يطلق الرسول عليه سيف الله المسلول، وعكرمة سوف يلقى ربه شهيدًا في معركة اليرموك، وأبو سفيان وهند بنت عتبة يقدمان بطولات نادرة في يوم اليرموك. فسبحان الله الذي استبقاهم وحفظ دماءهم لحكمة يعلمها هو !

الحكمة السادسة
التدليل على قيمة الشهادة في سبيل الله

ليس هناك ما يعادل الشهادة في سبيل الله، فقد انتقى الله بعض المسلمين شهداء، يقول تعالى: {إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [التوبة: 111].

والجهاد في سبيل الله يكون بالنفس والمال، ليس بالمال فقط ولكن الجهاد بالنفس له أهمية كبيرة؛ فالشهادة في سبيل الله ليست بالشيء اليسير، فالشهيد يضحي بنفسه وماله في سبيل الله، يقول تعالى: {لاَ يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآَخِرِ أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَاللهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ} [التوبة: 44].

فعندما يوجد المسلم الذي يهوى الموت في سبيل الله فهذا شيء عظيم، وأن تصبح الشهادة هي أسمى ما يتمنى فهذا شيء أعظم.

من فضائل الشهادة في سبيل الله
روى الإمام أحمد، عن معاذ بن جبل قال: كنت مع النبي في سفر فأصبحت يومًا قريبًا منه ونحن نسير، فقلت: يا نبي الله، أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار. قال: "لَقَدْ سَأَلْتَ عَنْ عَظِيمٍ، وَإِنَّهُ لَيَسِيرٌ عَلَى مَنْ يَسَرَّهُ اللَّهُ عَلَيْهِ؛ تَعْبُدُ اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكْ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمُ الصَّلاَةَ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ، وَتَحُجُّ الْبَيْتَ". ثُمَّ قَالَ: "أَلاَ أَدُلُّكَ عَلَى أَبْوَابِ الْخَيْرِ؛ الصُّومُ جُنَّةٌ، وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ، وَصَلاَةُ الرَّجُلِ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ". ثم قرأ قوله تعالى: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} حتى بلغ: {أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلاً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [السجدة: 16- 19] ثم قال: "أَلاَ أُخْبِرُكُ بِرَأْسِ الأَمْرِ وَعَمُودِهِ وَذِرْوَةِ سِنَامِهِ؟" فقلت: بلى يا رسول الله. قال: "رَأْسُ الأَمْرِ وَعَمُودُهُ الصَّلاَةُ، وَذِرْوَةُ سِنَامِهِ الْجِهَادُ". ثم قال: "أَلاَ أُخْبِرُكُ بِمِلاَكِ ذَلِكَ كُلِّهِ؟" فقلت له: بلى يا نبي الله. فأخذ بلسانه فقال: "كُفَّ عَلَيْكَ هَذَا". فقلت: يا رسول الله، وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ؟ فقال: "ثَكِلَتْكَ أُمُّكُ يَا مُعَاذُ، وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ عَلَى وُجُوهِهِمْ فِي النَّارِ -أو قال: عَلَى مَنَاخِرِهِمْ- إِلاَّ حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ"[7].

فالمسلم كي يصلَ إلى الشهادة في سبيل الله فهذا طريق طويل؛ فمعاذ يسأل الرسول ويبدأ معه الرسول بدرجة الفرائض، فلا يوجد شهيد لا يأتي بالفرائض، من صلاة وصيام وزكاة وحج، ثم انتقل معه بعد ذلك إلى بعض النوافل التي تدل على تمكُّن الإيمان من قلب المسلم من صيام النفل والصدقة وقيام الليل، بهذه الأشياء السابقة يصبح المسلم مهيأً للجهاد؛ فقد تدرج معه بعد ذلك حتى وصل به إلى الغاية المطلوبة، وهي الجهاد في سبيل الله، فلن يصل إلى مرتبة الجهاد في سبيل الله إلا من يطلبه بصدق، والرسول كان يحبِّب الصحابة - رضوان الله عليهم - في الجهاد في سبيل الله، ولا بد أن يكون خالصًا لوجه الله، أما الجهاد من أجل القومية والوطنية ومثل هذه الأشياء فلن يصل بك إلى درجة الشهادة.

روى البخاري عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله يقول: "لَوَدِدْتُ أَنِّي أُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ أَحْيَا، ثُمَّ أُقْتَلُ ثُمَّ أَحْيَا، ثُمَّ أُقْتَلُ ثُمَّ أَحْيَا، ثُمَّ أُقْتَلُ"[8]. والرسول يفسر لنا هذه الرغبة المتكررة في نيل درجة الشهادة في سبيل الله.

روى البخاري عن أنس بن مالك ، عن النبي قال: "مَا أَحَدٌ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ يُحِبُّ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا وَلَهُ مَا عَلَى الأَرْضِ مِنْ شَيْءٍ، إِلاَّ الشَّهِيدُ يَتَمَنَّى أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا، فَيُقْتَلَ عَشْرَ مَرَّاتٍ لِمَا يَرَى مِنَ الْكَرَامَةِ"[9].

عندما يدخل الجنة يرى أشياء عظيمة مقابل شهادته؛ فيتمنى أن يعود إلى الدنيا.

روى ابن ماجه في سننه، قال رسول الله : "إِنَّ لِلشَّهِيدِ عِنْدَ اللَّهِ سَبْعَ خِصَالٍ: يُغْفَرُ لَهُ فِي أَوَّلِ دَفْعَةٍ مِنْ دَمِهِ، وَيَرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الْجَنَّةِ، وَيُجَارُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَيَأْمَنُ مِنَ الْفَزَعِ الأَكْبَرِ، وَيُحَلَّى حُلَّةَ الإِيمَانِ، وَيُزَوَّجُ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ، وَيُشَفَّعُ فِي سَبْعِينَ إِنْسَانًا مِنْ أَقَارِبِهِ"[10]. كل هذا مُعدٌّ للشهيد في سبيل الله، فكان الصحابة -رضوان الله عليهم- عندما يسمعون هذه الأشياء الجميلة عن الشهداء تتوق نفوسهم للشهادة في سبيل الله.

[1] ابن كثير: السيرة النبوية، تحقيق مصطفى عبد الواحد، دار المعرفة، بيروت، 1971م، 3/ 44

[2] نجم النفاق: ظهر وطلع.

[3] ابن كثير: السيرة النبوية 2/482.

[4] مسلم: كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب أكثر أهل الجنة الفقراء وأكثر أهل النار النساء وبيان الفتنة بالنساء (2742)، ترقيم عبد الباقي.

[5] ابن كثير: السيرة النبوية 3/48.

[6] البخاري: كتاب الشركة، باب هل يقرع في القسمة والاستهام فيه (2361)، ترقيم مصطفى البغا.

[7] رواه أحمد (22069) طبعة مؤسسة قرطبة، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (5136).

[8] البخاري: كتاب الجهاد والسير، باب تمني الشهادة (2644).

[9] البخاري: كتاب الجهاد والسير، باب تمني المجاهد أن يرجع إلى الدنيا (2662).

[10] رواه ابن ماجه في كتاب الجهاد (2799)، ترقيم عبد الباقي. وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (5182).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://help.forumcanada.org
 
الحكم من مصيبة يوم أحد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مصيبة المسلمين يوم أحد
» كيف عالج القرآن الكريم مصيبة أحد؟
» أهل الذمة في ظل الحكم الإسلامي
» من صور عدل الرسول مع غير المسلمين .. الحكم بالبينة
» إسهامات المسلمين النظرية في نظام الحكم والإدارة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
همس الحياه :: المنتدى : الإسلامى العام :: قسم : السيرة النبوية الشريفة-
انتقل الى: