همس الحياه
همس الحياه
همس الحياه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

همس الحياه

موقع اسلامى و ترفيهى
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالمنشوراتالتسجيلدخول

 

 اليهود في القرآن الكريم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو شنب
المدير العام
المدير العام
ابو شنب


عدد المساهمات : 10023
نقاط : 26544
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 08/12/2015

اليهود في القرآن الكريم Empty
مُساهمةموضوع: اليهود في القرآن الكريم   اليهود في القرآن الكريم Emptyالجمعة فبراير 26, 2016 4:32 pm

اليهود في القرآن الكريم
تحدثنا عن الظروف التي بدأ فيها رسول الله في إنشاء دولته، وتحدثنا عن علاقته بالطوائف المختلفة، سواء كانوا من المسلمين أوسهم وخزرجهم ومهاجريهم أو من المشركين.

وتحدثنا عن مشركي قريش وكيف كادوا للإسلام، وكيف خرج الرسول من هذه الأزمة بنجاح وبتدبير متقن معروف، وترك لنا تشريعًا يستطيع المسلمون بتطبيقه الوصول لحل كل مشكلة مشابهة.

الآن حديثنا مع أمر في غاية الأهمية والخطورة، وهو موقف الرسول من اليهود الذين كانوا في المدينة.

اليهود في المدينة

كما نعرف فإن في داخل المدينة تعيش ثلاث قبائل كبرى لليهود: بنو قينقاع وبنو النضير وبنو قريظة، وفي شمال المدينة المنورة ووادي القرى توجد مجموعة ضخمة أخرى من اليهود متجمعة في الأساس في منطقة (خيبر)، فكيف تعامل رسول الله مع هذه القبائل المختلفة من اليهود؟ لكي نفهم تفاعل الرسول مع اليهود لا بد أن تكون لدينا خلفية عن طبيعة اليهود، وخلفية أخرى عن إستراتيجية اليهود في التعامل مع المسلمين، أي فكر اليهود في التعامل مع المسلمين.

اليهود في القرآن

إن خلفية الفكر اليهودي في تعامله مع المسلمين تتلخص في قول الله : {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا اليَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا} [المائدة: 82]. وانتبه إلى أنه رغم ما عرفناه من مكائد قريش الكافرة في حربها ضد رسول الله إلا أن حرب اليهود أشد، وعداوة اليهود أشد، ومكر اليهود أشد، لذلك بدأ رب العالمين بهم: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا اليَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا} [المائدة: 82].

نريد أن نعرف كيف تعامل المنهج الإسلامي مع اليهود؟

وكيف تناول التشريع الإسلامي قضية اليهود؟

لقد كان هناك طوال العهد المكي إعداد نفسي للصحابة لتجهيزهم للمكان والبيئة التي سيهاجرون إليها بعد ذلك بكل ما فيها من عناصر، رغم أن الصحابة طوال العهد المكي لم يكونوا يعرفون أنهم سيهاجرون إلى المدينة المنورة حيث التجمعات الضخمة لليهود، لكن هذا الإعجاز ظاهر في كتاب الله ، فهناك كمٌّ هائلٌ من الآيات عن اليهود ذكرت في كتاب ربنا I في فترة مكة، وإن الآيات المكية التي تحدثت عن اليهود أكثر من أن تحُصى.

إن هذا المنهج الرباني عظيم جدًّا ويجب أن نقف عنده وقفة، فالله I أراد أن يوسع أفق المسلمين لما سيحدث لهم بعد ذلك، فقَبْل أن يعرفوا أنهم ستكون لهم دولة، وأنهم سيتعايشون مع اليهود يحيطهم علمًا بما يجري في الأرض من حولهم.

تجد في القرآن المكي آياتٍ يستغربها المحلِّل لها إلا أن يفقه المنهج الإسلامي الرفيع الذي أوحى به رب العزة I إلى النبي الكريم؛ تقرأ حديثًا في القرآن المكيِّ عن الروم ،وتجد حديثًا في القرآن المكي عن اليهود، تجد الرسول يحدث الصحابة عن ملوك العجم، فيكلمهم عن قيصر وعن كسرى وعن المقوقس، فهو على دراية بزعماء العالم في زمانه مع أن المسلمين كانوا في فترة مكة مضطهدين ومشردين وليست لهم دولة ولا حتى شوكة، وكانوا مأمورين بالكفِّ عن المشركين، أي أن احتمالية بناء دولة كانت بعيدة جدًّا في الحسابات المادية، ومع ذلك فإن رب العالمين I كان يعلمهم كيف يدور العالم من حولهم، وهذا منهج يجب أن نعمل به فلا ننصرف عن دراسة أحوال العالم من حولنا بدعوى أننا دول إسلامية صغيرة ضعيفة، أو بدعوى أننا مجموعة من الملتزمين البسطاء.

إنني أحزن كثيرًا عندما أجد الكثير من الشباب لا يعرفون شيئًا من أحوال الدنيا من حولهم، فتراهم لا يدرون بما يحدث في فلسطين أو في الشيشان، أو العراق أو السودان، ولا يدرون بما يحدث بين أمريكا وروسيا، أو بين أمريكا والصين، أو بين الهند وباكستان، وكل العلاقات الدولية المتشابكة التي تنسج خيوطها حول العالم، والتي لا بد أن يفقهها المسلمون حتى يتمكنوا من الاستفادة منها يومًا ما؛ فستنهار قُوًى وتنهض قوى أخرى، وربما سيؤثر ذلك سلبًا على المسلمين أو بالتأكيد سيكون ذا أثرٍ.

انطباعات القرآن المكي عن اليهود

تحدث القرآن المكي كثيرًا عن بني إسرائيل قبل أن يعرف المسلمون أنهم سيذهبون إلى المدينة المنورة، فماذا قال القرآن المكي عنهم؟

لقد ترك القرآن المكي انطباعات إيجابية كثيرة جدًّا عن اليهود، فلم يذكر القرآن المكي عندما كان يتحدث عن بني إسرائيل كلمة اليهود أبدًا، وكلمة اليهود هذه استحدثت في بني إسرائيل بعد أن خالفوا الأنبياء كثيرًا، لكن الفترة التي كانت قبل المخالفة والتي كانوا فيها أتباعًا للأنبياء: موسى ومن بعده من أنبياء، كان يُطلق عليهم في القرآن الكريم (بنو إسرائيل)، وإسرائيل - لا شك - هو نبي الله يعقوب ، ونسبة هؤلاء إلى النبي شرف لهم وتعظيم؛ فترتفع قيمة بني إسرائيل في قلوب المسلمين. إذن القرآن المكي كله يتكلم عن بني إسرائيل بهذا اللفظ، ولم تذكر كلمة يهود ولا مرة في القرآن المكي، وذكرت كلمة أهل الكتاب في القرآن ثلاثين مرة، منها مرة واحدة فقط في القرآن المكي، وجاءت في قوله تعالى: {وَلاَ تُجَادِلُوا أَهْلَ الكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [العنكبوت: 46]. أي إنه عندما جاء ذكر اليهود مندرجًا تحت مصطلح أهل الكتاب الذي يضم اليهود والنصارى جاء فيها الأمر بالمخاطبة بالتي هي أحسن، وتحدث رب العالمين في كثير من الآيات عن موسى ، وجاء ذكره في القرآن 136 مرة، منها 122 مرة في القرآن المكي، فهو تركيز كبير جدًّا على قصة موسى ، وقد جاء معظم الكلام عن قصة نبي الله موسى مع فرعون وليس عن مخالفات بني إسرائيل الكثيرة، وإن كان ذلك موجودًا على سبيل الإجمال.

وقد ذكر رب العالمين أنه أعطى بني إسرائيل الكثير، حتى قال I في القرآن المكي أيضًا: {وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ} [الدخان: 32]. ووصف رب العالمين I بني إسرائيل بأنهم صبروا، قال تعالى: {وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ} [الأعراف: 137].

إذن لدينا ذكر بني إسرائيل بهذا اللفظ فقط، والتركيز على قصة موسى مع فرعون، والتحدث عن صبر بني إسرائيل، وخطاب الأمر للمسلمين بالتعامل مع أهل الكتاب بالتي هي أحسن: {وَلاَ تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [العنكبوت: 46].

هذه الأمور أعطت انطباعًا إيجابيًّا للمسلمين عن اليهود، وفي النهاية فاليهود أهل كتاب، ويؤمنون بالإله الواحد، ويؤمنون بالرسل، ويؤمنون بالكتب السماوية، ويتوقعون ظهور نبيٍّ؛ لذا فمن الطبيعي جدًّا بالأسباب المادية أن يؤمن اليهود عندما يسمعون عن رسول الله ؛ لذا ترك الله هذه الانطباعات الإيجابية لدى المسلمين حتى يعطيهم الفرصة لكي يتحاوروا ويتناقشوا ويتجادلوا بالتي هي أحسن، فيكسبوا قلوب اليهود إلى دولة الإسلام، ولا شكَّ أن في هذا نصرًا كبيرًا للدعوة، واستنقاذًا لعدد كبير من البشر من النار.

لكن في الوقت نفسه ذكر الله I أيضًا في القرآن المكي بعض الأمور التي تركت انطباعًا آخر عند المسلمين عن اليهود، فمثلاً يتحدث القرآن عن اتخاذ قوم موسى العجل من دون الله {وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ} [الأعراف: 148]. فعرف الصحابة أن هؤلاء القوم، أو على الأقل أجداد هؤلاء الذين يعيشون في المدينة- قبلوا أن يسجدوا للعجل من دون الله لما تأخر عنهم موسى مدة ثلاثين أو أربعين يومًا، ولقد مكث الصحابة ثلاث عشرة سنةً في مكة، وما فكروا في أي صورة من صور الأعمال الشركية، فبمجرد أن فهموا العبودية لله I جعلوا حياتهم كلها مستقيمة له، فكان بالنسبة لهم تصور غريب جدًّا أن يكون هناك أناس مؤمنون برسول ويؤمنون بإله، ثم يتعاملون مع قضية العبودية بهذه الصورة. وكما قرأنا في القرآن المكي: {قَالُوا أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا} [الأعراف: 129].

كيف يكون سوء الأدب مع موسى الذي يجلّه الصحابة وما رأوه! وغير هذا كثير جدًّا من الآيات الكريمة، وراجع القرآن المكي وستجد قصة بني إسرائيل: ستجد قصة القرية التي كانت حاضرة البحر، وستقرأ قوله تعالى: {وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آَلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ} [الأعراف: 138]. وستجد: {وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا} [الإسراء: 4].

إذن هم قوم يُحدِثون فسادًا في الأرض، نَعَمْ قال رب العالمين: {مَرَّتَيْنِ}، ولكن ربنا وهو العليم بهم قال: {وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا} [الإسراء: 8].

أي من الممكن أن يعودوا للإفساد، فهل سيعودون للإفساد في المدينة مرة أخرى أم لا؟ قضية تحتاج إلى إجابة.

بهذه المشاعر دخل الصحابة الكرام، ومعهم رسولنا الكريم المدينة المنورة، اليهود أهل كتاب مثلنا، وأتباع نبي مثلنا، ويؤمنون بإله واحد مثلنا، ومع ذلك فَهُمْ على حذر منهم. لماذا؟ لأنهم قوم يسيئون الأدب مع الأنبياء، متمردون على طاعة الله، متحايلون على الشرع، مختلفون بعد العلم، ناكرون للجميل، كافرون بالنعمة، وهكذا يصبح هناك انطباعات إيجابية وأخرى سلبية عن اليهود عند المسلمين. توجد نظرة متوازنة: عندهم أمل كبير في إسلام اليهود، ولكن في الوقت نفسه يعيشون على حذر تام من مكرهم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://help.forumcanada.org
 
اليهود في القرآن الكريم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الإعجاز الغيبي في القرآن الكريم
» الإعجاز التاريخي في القرآن الكريم
» الإعجاز العلمي في القرآن الكريم
» الإعجاز التشريعي في القرآن الكريم
» كيف عالج القرآن الكريم مصيبة أحد؟

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
همس الحياه :: المنتدى : الإسلامى العام :: قسم : السيرة النبوية الشريفة-
انتقل الى: