هل فعلا إيران "صانعة الإرهاب" في المنطقة
ما زالت الصحف تتناول الأزمة بين إيران والسعودية وتداعياتها على ملفات المنطقة وعلى منظمة الدول المصدرة للبترول. تتناول الصحف اليوم كذلك عملية حزب الله ضد الجيش الإسرائيلي على الحدود مع إسرائيل والإجراءات التي سيعلن عنها أوباما للحد من انتشار الأسلحة النارية.
بداية هذه الجولة عبر الصحف بالتصعيد بين إيران والسعودية على خلفية إعدام رجل الدين الشيعي السعودي نمر النمر. هذا التصعيد عكسته الصحف الإيرانية والسعودية التي ذهبت أحيانا إلى حد تبادل الاتهامات والقذف.. نعطي كمثال هذا المقال من صحيفة كيهان الإيرانية الناطقة بالعربية. والمقال يصف آل سعود بالعائلة البدوية التي بنت سلطتها على جبل من جماجم أبناء الجزيرة العربية. وتقارن الصحيفة بين تنظيم الدولة الإسلامية والعائلة المالكة في السعودية قائلة إن داعش تنتهج نفس أساليب بني سعود دون زيادة او نقصان.
في الجهة الأخرى تتهم بعض الصحف السعودية إيران بالإرهاب. في صحيفة الوطن يعنون حسن الحارثي مقاله: جمهورية إيران الإرهابية ويصف الكاتب إيران بالدولة التي انشغلت بالمكائد وبث الفرقة والأحقاد بين المسلمين، عربهم وعجمهم، بنفسها الطائفي القذر... ويواصل الكاتب بالقول إن إيران صانعة الإرهاب في المنطقة. تخلق الفتن وتدعم عصابات القتل سنتهم وشيعتهم. ويعتبر الكاتب قطع العلاقات مع إيران انتصارا للسلام وللإنسانية. بل يدعو إلى وجوب رفع السلاح في وجه هذا النظام الإرهابي والقضاء عليه، كما يقول.
تتناول الصحف كذلك تداعيات هذه الأزمة على بعض ملفات الشرق الأوسط، وعلى العلاقات داخل منظمة الدول المصدرة للبترول أوبك. في صحيفة لو ريون لوجور اللبنانية نقرأ أن التصعيد بين الرياض وطهران يقوض المحاولات الهشة أصلا لإيجاد حلول للأزمة السورية. وتشير الصحيفة إلى مشاورات جنيف التي من المرتقب إجراؤها برعاية من الأمم المتحدة بين ممثلين عن النظام والمعارضة نهاية الشهر الحالي. وترى الصحيفة أن هذه المشاورات تبدو صعبة اليوم ما دام الصراع السعودي الإيراني يزيد من صلابة مواقف الطرفين.
هذه الأزمة الدبلوماسية بين إيران والسعودية تمثل اختبارا جديدا لمنظمة أوبك في وقت تواجه فيه هذه الدول تحدي انخفاض أسعار النفط تكتب صحيفة ذي وال ستريت جورنال الأمريكية وتقول الصحيفة إن هذه الأزمة وما أثارته من غضب طائفي قد تتسبب في تدهور العلاقات بين أعضاء المنظمة المكونة من ثلاثة عشر بلدا من بينها السعودية وإيران والتي تسيطر على أكثر من ثلث إمدادات النفط في العالم.
ننتقل إلى خبر استهداف حزب الله اللبناني لجنود إسرائيليين يوم أمس قرب الحدود مع لبنان. الصحف الإسرائيلية واللبنانية تعلق. في يديعوت أحرونوت اليمينية الإسرائيلية يرى المعلق العسكري رون بن يشاي أن حزب الله انتقم لمقتل عضوه سمير القنطار لكنه فعل ذلك بحذر. ويقول الكاتب إن الغرض من حقل الألغام الذي زرعه حزب الله على الحدود مع إسرائيل هو استهداف الدوريات الإسرائيلية والانتقام لمقتل سمير القنطار، لكن نوعية الهجوم الذي اختاره حزب الله، وهو زرع الألغام، لم يكن صدفة لأن الحزب يسعى إلى الانتقام من إسرائيل لكن دون إلحاق أضرار كبيرة بالجيش الإسرائيلي قد تؤدي إلى التصعيد مع إسرائيل.
على الجهة الأخرى تعتبر صحيفة السفير اللبنانية عملية حزب الله ليوم أمس عملية نوعية لم تنفع معها كل الإجراءات الأمنية التي اتخذها الجيش الإسرائيلي على طول الحدود الشمالية مع لبنان... وتقول الصحيفة إن المقاومة انتقمت للقنطار في عمق مزراع شبعا، لكنها لم تقفل الحساب. هذا فيما تشير صحيفة الأخبار اللبنانية المقربة من حزب الله إلى الحذر الذي يسود الأوساط الإسرائيلية بعد العملية قائلة إن السؤال المركزي الإسرائيلي تحول من "هل سيرد حزب الله على اغتيال سمير القنطار" إلى "هل يكتفي حزب الله بهذه العملية؟"
بعض الصحف المختصة في الشؤون الاقتصادية كصحيفتي ذي وال ستريت جورنال الأمريكية أو ليزيكو الفرنسية تعنون على التراجع الحاد في أسهم البورصات العالمية بسبب المخاوف من بطء النمو في الصين. صحيفة ليزيكو تقول إن العام الجديد يبدأ بنبرة مقلقة بعد ظهور شبح الانهيار الصيني. وتضيف الصحيفة أن المؤشرات الاقتصادية تؤكد سيناريو بطء العملاق الأسيوي.
الصحف الأمريكية تهتم بالإجراءات التي من المقرر أن يعلن عنها الرئيس الأمريكي باراك اوباما اليوم للحد من انتشار الأسلحة في الولايات المتحدة. صحيفة ذي واشنطن بوست ترى على صفحتها الأولى أن الهدف من هذه الإجراءات هو تقليص العنف الناجم عن انتشار السلاح الناري وتحقيق بعض التقدم في واحد من المجالات السياسية والذي شكل إحباطا للرئيس أوباما خلال ولايته الرئاسية
صحيفة نيويورك تايمز تكتب في افتتاحيتها إن البيت الأبيض أعلن عن حزمة من الإجراءات المتواضعة والمحدودة للحد من انتشار السلاح، وذلك أملا في الحد من المستويات غير المسموح بها للعنف الناتج عن الترخيص باستعمال السلاح الناري في الولايات المتحدة. وتقول الصحيفة إن غالبية الإجراءات ترمي إلى جعل حيازة السلاح أكثر صعوبة بالنسبة للمجرمين وللأشخاص الخطيرين. وتنتقد الصحيفة موقف مرشحي الحزب الجمهوري للرئاسيات الأمريكية والذين وصف بعضهم الرئيس أوباما بالديكتاتور أو الطفل الشقي الذي يسعى إلى تمرير إجراءات غير قانونية.
