مُثبِّطات استرداد السيروتونين الانتقائيَّة
تُعَدُّ مثبِّطاتُ استرداد السيروتونين الانتقائيَّة selective serotonin reuptake inhibitors (SSRIs) النوعَ الأكثر استعمالاً من الأدوية المضادَّة للاكتئاب.
وهي تُوصَف بشكلٍ رئيسي لعلاج الاكتئاب، وخصوصاً الحالات الشديدة أو المزمنة، وهي تُستَعملُ غالباً بالتزامن مع المعالجة التخاطبيَّة talking therapy كالعلاج السلوكي المعرفي cognitive behavioural therapy (CBT).
يكون استعمالُ مثبِّطات استرداد السيروتونين الانتقائيَّة الخيارَ العلاجيَّ الأوَّل للاكتئاب عادةً، لأنَّ آثارَها الجانبيَّة تكون أقلَّ من معظم الأنواع الأخرى لمضادَّات الاكتئاب بشكلٍ عام.
كما يمكن استعمالُها في علاج عددٍ من الحالات الصحيَّة النفسيَّة الأخرى غير الاكتئاب، مثل:
اضطراب القلق المُعمَّم generalised anxiety disorder (GAD).
الاضطراب الوسواسي القهري obsessive compulsive disorder (OCD).
اضطراب الهلع panic disorder.
حالات الرُّهاب الشديدة، مثل رُهاب الميادين agoraphobia ورُهاب المُجتمع social phobia.
النُّهام (فرط الأكل) bulimia.
اضطراب ما بعد الصدمة post-traumatic stress disorder (PTSD).
يمكن استعمالُ أدوية هذه الزمرة الدوائيَّة في علاج حالاتٍ أخرى أيضاً، مثل سرعة القذف premature ejaculation والمتلازمة السابقة للطمث premenstrual syndrome (PMS) والألم العضلي الليفي fibromyalgia ومتلازمة القولون المُتهيِّج irritable bowel syndrome (IBS). كما يمكن وصفُها أحياناً لتسكين الألم أيضاً.
آليَّة عمل مثبِّطات استرداد السيروتونين الانتقائيَّة
يُعتَقدُ أنَّ مثبِّطاتِ استرداد السيروتونين الانتقائيَّة تعملُ من خلال مساهمتها في رفع مستويات السيروتونين في الدماغ.
السيروتونين هو ناقل عصبيّ neurotransmitter (مادة كيميائيَّة تنقل الإشارات بين الخلايا العصبيَّة في الدماغ). ويُعتَقدُ أنَّ لها تأثيراً جيِّداً في الحالة المزاجيَّة والمشاعر والنوم.
يعاد امتصاصُ السيروتونين بعدَ نقله للرسالة من قِبَل الخلايا العصبيَّة عادةً (يُعرَفُ ذلك بالاسترداد reuptake). وتعملُ مثبِّطات استرداد السيروتونين الانتقائيَّة من خلال حجبها (أو تثبيطها) لهذا الاسترداد، ممَّا يعني توفُّر كميَّة إضافيَّة من السيروتونين الذي يقوم بتمرير المزيد من الرسائل بين الخلايا العصبيَّة المتجاورة.
لذلك، من السهل الاستنتاجُ بأنَّ الاكتئابَ والحالات الصحيَّة النفسيَّة المرتبطة به تنجمُ عن انخفاض مستويات السيروتونين، ولكنَّ ارتفاعَ مستويات السيروتونين قد يُحسِّنُ الأعراضَ، ويجعل الأشخاصَ أكثرَ استجابةً للأنواع الأخرى من العلاج، كالعلاج السلوكي المعرفي.
الاحتياطات والتداخلات
لا يمكن استعمالُ مثبِّطات استرداد السيروتونين الانتقائيَّة عند جميع الأشخاص. فقد تتسبَّبُ بحدوث مشاكل عندما يستعملها شخصٌ يُعاني من حالاتٍ صحيَّةٍ أخرى، أو إذا استُعمِلَت بالتزامن مع أدويةٍ أخرى.
وفيما يلي بعض الأشياء التي ينبغي مراعاتها عند استعمال مثبِّطات استرداد السيروتونين الانتقائيَّة:
المشاكل الصحيَّة
قد لا يكون استعمالُ مثبِّطات استرداد السيروتونين الانتقائيَّة مناسباً للأشخاص المُصابين بإحدى الحالات التالية:
الأشخاص المُصابون بالاضطراب ثنائي القطب bipolar disorder ويمُرُّون بمرحلة الهوس manic phase (فترة من المزاج المُهيَّج لأقصى درجة)، رغم أنَّها قد تكون مُفيدةً لعلاج مراحل الاكتئاب.
الاضطرابات النزفية، كالناعور hemophilia.
النوع 1 والنوع 2 من داء السُّكَّري.
الصرَع: ينبغي أن يقتصرَ استعمال مثبِّطات استرداد السيروتونين الانتقائيَّة على الأشخاص الذين ضُبِطَت عندهم حالة الصرع، ويجب إيقاف استعمالها عندَ تفاقم هذه الحالة.
الزرَق (ارتفاع ضغط العين) ضيِّق الزاوية narrow angle glaucoma.
مشاكل خطيرة في الكُلى أو الكبد أو القلب.
قد يكون من الضروري استعمالُ مثبِّطات استرداد السيروتونين الانتقائيَّة بحذرٍ أو الامتناع عن استعمالها عندَ الإصابة بإحدى الحالات السابقة، لأنَّ هذه الأدويةَ قد تزيد من فرص حدوث آثارٍ جانبيَّةٍ خطيرة.
الحمل
يُنصَحُ بعدم استعمال مثبِّطات استرداد السيروتونين الانتقائيَّة خلال فترة الحمل عادةً، وذلك كإجراءٍ وقائي، وخصوصاً خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل (الثلث الأوَّل)، لأنَّها قد تُشكِّلُ خطراً على الجنين.
لكن، يمكن استثناءُ الحالات التي يكون فيها الخطر الذي يُشكِّله الاكتئاب (أو حالة صحيَّة نفسيَّة أخرى) يفوق المخاطرَ المُحتملة لاستعمال العلاج.
ينطوي الخطرُ المُحتمل لاستعمال مثبِّطات استرداد السيروتونين الانتقائيَّة خلال فترة الحمل على ما يلي:
الإجهاض.
أمراض قلبيَّة خِلقيَّة.
ولادة طفلٍ مُصابٍ بحالةٍ نادرة تُسمَّى ارتفاع ضغط الدم الرئوي المستديم عند حديثي الولادة persistent pulmonary hypertension in the newborn (PPHN)، ينجم عنها حدوثُ مشاكل في التنفُّس والدورة الدمويَّة.
إلاَّ أنَّه ما زال من غير المؤكَّد ما إذا كانت مثبِّطاتُ استرداد السيروتونين الانتقائيَّة هي من يتسبَّبُ بحدوث هذه المضاعفات. يعتقد معظمُ الباحثين أنَّ استعمالَ هذه المُثبِّطات يزيدُ من مخاطر حدوث هذه المضاعفات خلال فترة الحمل ، إلاَّ أنَّ هذه الزيادةَ قد تكون صغيرة.
يجب على المرأة الحامل التي تعتقدُ أنَّها مُصابة بالاكتئاب مناقشة مخاطر وفوائد استعمال أدوية هذه الزمرة مع الطبيب. وعندَ الاضطرار إلى استعمالها، فينبغي أن يقومَ الطبيبُ بوصف فلوكسيتين fluoxetine أو سيتالوبرام citalopram أو سيرترالين sertraline، وذلك للاعتقاد بأنَّ استعمالَ هذه الأدوية آمنٌ نسبيَّاً.
كذلك ينبغي استشارةُ الطبيب عمَّا يتوجَّب فعلُه عندَ حدوث حملٍ، خلال فترة استعمال هذه الأدوية.
الإرضاع الطبيعي
ينبغي على الأمُّ التي تُرضعُ طفلها رضاعةً طبيعيَّةً عدمُ استعمال مثبِّطات استرداد السيروتونين الانتقائيَّة كإجراءٍ وقائي، وذلك لأنَّ الدواءَ قد يصل إلى الرضيع من خلال حليبها.
لكنَّ هذه المُثبِّطات قد تُستَعملُ عند الاعتقاد بأنَّ فوائدَ العلاج وفوائد الإرضاع الطبيعي تفوقُ المخاطرَ المُحتملة.
وعندَ الحاجة إلى استعمال أحد أدوية هذه الزمرة الدوائيَّة، خلال فترة الإرضاع الطبيعي، يُستَعملُ باروكسيتين أو سيرترالين عادةً.
الأطفال والشباب
لا يُوصى باستعمال مثبِّطات استرداد السيروتونين الانتقائيَّة عند الأطفال والشباب الذين لم تتجاوز أعمارهم 18 عاماً، وذلك لوجود ما يُثبتُ ارتفاعَ مخاطر إيذائهم لأنفسهم وتفكيرهم بالانتحار خلال هذه المرحلة العمريَّة.
كما توجد مخاوفُ من أنَّ استعمالَ هذه المُثبِّطات قد يؤثِّرُ في تطوُّر الدماغ عندَ الأطفال والشباب.
لكن، يمكن استعمالُ مثبِّطات استرداد السيروتونين الانتقائيَّة عندَ الأطفال والشباب الذين لم تتجاوز أعمارهم 18 عاماً، إذا فشلت المعالجةُ التخاطبيَّة (كالعلاج السلوكي المعرفي) وحدَها في التدبير. وفي مثل هذه الحالات، تُوصَفُ هذه المثبِّطاتُ بالتزامن مع استعمال المعالجة التخاطبيَّة، وينبغي أن يكونَ العلاج تحت إشراف طبيبٍ نفسي.
عندَ الاضطرار إلى استعمال مُثبِّطات استرداد السيروتونين الانتقائيَّة، يكون فلوكسيتين هو الخيارَ العلاجي الأوَّل عادةً.
قيادة المركبات وتشغيل الآلات
قد يُسبِّبُ استعمالُ بعض مُثبِّطات استرداد السيروتونين الانتقائيَّة شعوراً بالدَّوخة والنعاس وتشوُّش الرؤية، وخصوصاً في بداية استعمالها.
وعندَ ظهور هذه المشاكل، ينبغي تفادي قيادة المركبات أو استعمال الأدوات والآلات الثقيلة.
التداخلات الدوائيَّة
قد تحدث تفاعلاتٌ غير مُتوقَّعة بين مثبِّطات استرداد السيروتونين الانتقائيَّة وأدوية مُعيَّنة أخرى (تُعرَفُ بالتداخل interacting)، يمكن أن تؤدِّي إلى زيادة خطر ظهور الآثار الجانبيَّة، مثل حدوث نزف أو مشكلة تُعرَف بمتلازمة السيروتونين serotonin syndrome.
وفيما يلي بعض الأدوية التي قد تتفاعل مع بعض مثبِّطات استرداد السيروتونين الانتقائيَّة:
مضادَّات الالتهاب غير الستيرويديَّة non-steroidal anti-inflammatory drugs (NSAIDs): وهي نوعٌ شائعٌ من المُسكِّنات التي تشتملُ على إيبوبروفين أو ديكلوفيناك أو نابروكسين.
· مضادَّات الصُّفيحات antiplatelets: أحدُ أنواع الأدوية المُستَعملة للوقاية من تشكُّل الجلطات الدمويَّة، كالأسبرين منخفض الجرعة low-dose aspirin وكلوبيدوغريل clopidogrel.
· ثيوفيلين theophylline: دواء يُستَعمل في علاج الربو.
· كلوزَبِّين clozapine وبيموزيد pimozide: وهما من الأدوية التي تُستَعمل في علاج الفصام schizophrenia والذهان psychosis.
· الليثيوم lithium: وهو دواءٌ يُستَعمل في علاج حالات الاكتئاب الشديدة والاضطراب ثنائي القطب bipolar disorder.
· التريبتانات triptans: وهو من الأنواع الدوائيَّة التي تُستَعمل في علاج الشقيقة migraines، مثل ناراتريبتان naratriptan وسوماتريبتان sumatriptan وزولميتريبتان zolmitriptan.
· مضادَّات الاكتئاب الأخرى، وتتضمَّن مضادَّات الاكتئاب ثلاثيَّة الحلقات tricyclic antidepressants (TCAs) ومُثبِّطات الأكسيداز أحادي الأمين monoamine oxidase inhibitors (MAOIs) ومثبِّطات استرداد السيروتونين والنورإيبنفيرين serotonin-norepinephrine reuptake inhibitors (SNRIs).
لكنَّ هذه القائمةَ لا تتضمَّن جميعَ الأدوية التي يمكن أن تتفاعلَ مع مثبِّطات استرداد السيروتونين الانتقائيَّة، كما لا يمكن لجميع هذه التفاعلات أن تحدثَ مع جميع تلك المثبطات.
ينبغي قراءةُ نشرة المعلومات المرافقة للأدوية المُثبِّطة لاسترداد السيروتونين الانتقائيَّة دائماً لمعرفة الأدوية التي يجب تجنُّب استعمالها. وعند الاشتباه، يقوم الطبيبُ أو الصيدلاني بتقديم الإرشادات اللازمة للمريض.
التداخلات مع الأطعمة والأشربة
قد يؤدِّي تناولُ الكحول، خلال فترة استعمال مثبِّطات استرداد السيروتونين الانتقائيَّة، إلى زيادة درجة النعاس التي قد يُعاني منها الشخص، وقد يؤدِّي إلى تفاقم الشعور بالاكتئاب.
أمَّا فلوفوكسامين fluvoxamine، وهو أحد مثبِّطات استرداد السيروتونين الانتقائيَّة، والمعروف أيضاً بقدرته على تعزيز تأثير الكافيين، فينبغي ألاَّ يستعملَه الأشخاصُ الذين يشربون كميَّاتٍ كبيرةً من الكافيين، لأنَّهم قد يُعانون من أعراضٍ مزعجة، كالخفقان والشعور بالتوعُّك والتململ restlessness والأرق.
لذلك، ينبغي تجنُّبُ شرب كميَّات كبيرة من المشروبات المحتوية على الكافيين، كالشاي والقهوة ومشروبات الطاقة والكولا خلال فترة استعمال فلوفوكسامين.
نبتة حشيشة القلب
نبتةُ حشيشة القلب St John’s wort علاجٌ عشبيٌّ شائع يُعزِّزُ معالجةَ الاكتئاب.
تتوفَّر بعضُ الأدلَّة على أنَّ نبتة حشيشة القلب قد تُفيد في علاج الحالات الخفيفة إلى المتوسِّطة من الاكتئاب، إلاَّ أن الكثيرَ من العلماء ينصحون بعدم استعمالها، لأنَّ كميَّة المادَّة الفعَّالة قد تختلف كثيراً، ولن يستطيع الشخص أن يتأكَّدَ من درجة التأثير الذي سيُصيبه عندَ استعمالها.
كما أنَّ استعمالَ نبتة حشيشية القلب إلى جانب مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائيَّة قد يُسبِّبَ مشاكلَ صحيَّةً خطيرة أيضاً.
جرعات الأدوية المثبطة لاسترداد السيروتونين الانتقائيَّة
يختار الطبيبُ، عندَ وصفه لمثبطات استرداد السيروتونين الانتقائيَّة، استعمالَ أقلَّ جرعةٍ يَعتقدُ أنَّها كافيةٌ لتحسين الأعراض عادةً.
ويهدف هذا الأسلوبُ إلى تقليل مخاطر الآثار الجانبيَّة. وعند التأكُّد من عدم فعاليَّة الجرعة الموصوفة، يمكن زيادتها تدريجيَّاً.
تُستَعملُ مثبِّطاتُ استرداد السيروتونين الانتقائيَّة على شكل أقراصٍ عادةً. ووفقاً لنوع المُثبِّط الموصوف وشدَّة الاكتئاب، تتراوح كميَّةُ الدواء اليوميَّة بين 1-3 أقراص.
يُستَعملُ الدواءُ لمدَّة 2-4 أسابيع قبل بدء ملاحظة تأثيراته. وينبغي مراجعةُ الطبيب بانتظام عندَ البدء باستعماله للمرَّة الأولى، إعلامُه عندَ عدم ملاحظة حدوث أيِّ تحسُّنٍ بعدَ استعمال الدواء لمدَّة تتراوح بين 4-6 أسابيع، فقد يوصي بزيادة الجرعة أو محاولة استعمال مضادّ اكتئاب آخر.
يُوصَى باستعمال مثبِّطات استرداد السيروتونين الانتقائيَّة لمدَّة 6 أشهر على الأقلّ عادةً، وذلك لمنع عودة الإصابة بالحالة عندَ إيقاف استعمالها. ولكن، إذا كان الشخصُ قد عانى من نوباتٍ سابقة من الاكتئاب، فقد يُوصي الطبيبُ باستعمال الدواء لمدَّة عامين، كما قد يُنصَحُ بعضُ الأشخاص الذين عانوا من مشاكل عودة الحالة بالاستمرار في استعمال الدواء إلى أجلٍ غير مُسمَّى.
الجرعات الفائتة أو الزائدة
يجب عدمُ تفويت أيَّة جرعةٍ من الدواء، لأنَّ ذلك قد يُقلِّل من فعاليَّة العلاج.
إذا فات الشخص استعمال إحدى الجرعات، فعليه أخذها فورَ تذكُّرها، ما لم يكن قد اقترب موعدُ الجرعة التالية، ويجب في هذه الحالة الاقتصار على تجاوز الجرعة الفائتة. كما ينبغي عدمُ استعمال جرعةٍ مضاعفةٍ للتعويض عن الجرعة الفائتة.
أمَّا إذا أخذ الشخصُ جرعةً زائدةً من الدواء، فعليه الاتصال بالطبيب بأسرع وقتٍ ممكن للحصول على إرشاداته.
ومن غير المحتمل أن يكونَ استعمال جرعةٍ مضاعفةٍ مؤذياً، ولكن ينبغي القيامُ بذلك فقط بعدَ الحصول على إرشادات الطبيب.
إيقاف مثبِّطات استرداد السيروتونين الانتقائيَّة
ينبغي عدمُ التَّوقُّف عن استعمال مثبِّطات استرداد السيروتونين الانتقائيَّة فجأةً، حتى عند تحسُّن الحالة؛ فالتوقُّفُ المفاجئ قد يؤدي إلى ظهور أعراض الانسحاب (أو الامتناع) withdrawal symptoms، والتي تنطوي على:
الشعور بانزعاجٍ في المعدة.
ظهور أعراض تشبه أعراض الأنفلونزا.
• القلق.
الدوخة.
الإحساس في الجسم بما يشبه الصدمات الكهربائيَّة.
النوبات الاختلاجية.
إذا قرَّر الطبيبُ إيقافَ استعمال الدواء، ينبغي تخفيفُ الجرعة تدريجيَّاً خلال بضعة أسابيع.
أمورٌ ينبغي مراعاتها
استعمالُ مثبِّطات استرداد السيروتونين الانتقائيَّة غير ممكنٍ عند جميع الأشخاص، حيث لا يوصى باستعمالها عادةً عندَ الحوامل أو الأمَّهات اللواتي تُرضعنَ أطفالهنَّ رضاعةً طبيعيَّة، أو عندَ الأشخاص الذين لم تبلغ أعمارهم 18 عاماً، وذلك لزيادة احتمال الآثار الجانبيَّة الخطيرة، إلاَّ أنَّه يمكن استعمالها بشكلٍ استثنائي عندَ الاعتقاد بأنَّ فوائد استعمالها تفوق مخاطرها.
ومن الضروري استعمالُ هذه المثبطات بحذرٍ عند الأشخاص الذين يُعانون من مشاكلَ صحيَّةٍ كامنة، مثل داء السُّكري والصَرَع والأمراض الكلويَّة.
قد يحدث تفاعلٌ غير متوقَّع بين مثبِّطات استرداد السيروتونين الانتقائيَّة وأدويةٍ أخرى، ومن ضمنها بعضُ المُسكِّنات التي تُستعمل من دون وصفةٍ طبيَّة والعلاجات العُشبيَّة كنبتة حشيشة القلب. لذلك، ينبغي دائماً قراءة نشرة المعلومات المرافقة لهذه الأدوية، للتَّحرِّي عن الأدوية التي يُوصَى بتجنُّب استعمالها.
الآثار الجانبيَّة لمثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية
قد تكون الاثارُ الجانبيَّة لمثبطات استرداد السيروتونين الانتقائيَّة مزعجةً عند بداية استعمالها، ولكنَّ معظمها يزول بمرور الوقت.
تُعَدُّ الآثارُ الجانبيَّة لهذه الزمرة الدوائيَّة الأفضل تحمُّلاً من بين باقي أنواع مضادَّات الاكتئاب الأخرى بشكلٍ عام، حيث تقتصر معاناة الغالبيَّة العظمى من الأشخاص على الشعور ببعض الآثار الجانبيَّة الخفيفة عندَ استعمالها.
من الضروري الاستمرارُ في استعمال العلاج، حتى لو أُصيبَ الشخص بالآثار الجانبيَّة، ذلك أنَّه ينبغي استعمالُ العلاج لعدَّة أسابيع قبل أن تبدأ فوائده بالظهور. وسوف يجد الشخصُ بمرور الوقت أنَّ فوائدَ استعمال العلاج يفوقُ أيَّةَ مشاكل ناجمة عن الآثار الجانبيَّة.
كما ينبغي الاستمرارُ في مراجعة الطبيب كلَّ بضعة أسابيع عندَ بداية استعمال مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائيَّة، وذلك لتقييم عمل الدواء. ولكن، يمكن الاتصالُ بالطبيب في أيِّ وقتٍ عند ظهور آثار جانبيَّة مزعجة أو مستمرَّة.
الآثار الجانبيَّة الشائعة
تتضمَّن الآثارُ الجانبيَّة الشائعة لاستعمال مُثبطات استرداد السيروتونين الانتقائيَّة ما يلي:
الشعور بالهيجان أو الارتعاش أو القلق.
الشعور بالتوعُّك.
عُسر الهضم.
الإسهال أو الإمساك.
نقص الشهيَّة والوزن.
الدوخة.
تشوُّش الرؤية.
جفاف الفم.
التَّعرُّق الشديد.
المعاناة من مشاكل في النوم، كالأرق أو النُّعاس.
الصداع.
نقص الرغبة الجنسيَّة.
صعوبة بلوغ النشوة الجنسيَّة.
عندَ الرجال، المعاناة من صعوبة تحقيق الانتصاب والمحافظة عليه.
ينبغي أن تزولَ هذه الآثارُ الجانبيَّة بمرور الوقت، رغمَ أنَّ بعضها - كالمشاكل الجنسيَّة - قد تستمرّ.
الآثار الجانبيَّة الأقل شيوعاً
يمكن أن تتضمَّنَ الآثارُ الجانبيَّة الأقلّ شيوعاً لاستعمال مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائيَّة ما يلي:
سهولة التَّكدُّم أو النَّزف، بما فيه القيءُ المُدمَّى أو البراز المُدمَّى.
التخليط الذهني.
مشاكل في الحركة، كالتيبُّس أو الارتعاش.
مشاهدة أو سماع أشياء غير حقيقيَّة (الهلوسات hallucinations).
عدم القدرة على التبوُّل.
ينبغي الاتصالُ بالطبيب أو التَّوجُّه إلى أقرب مستشفى فورَ حدوث تقيُّؤ مُدمَّى أو تبرُّز مُدمَّى، أو عندَ حدوث مشاكل في التبوُّل.
متلازمة السيروتونين
تُعَدُّ متلازمةُ السيروتونين serotonin syndrome من الحالات غير الشائعة، ولكنَّها قد تكون خطيرة، وهي مجموعةٌ من الآثار الجانبيَّة المرتبطة باستعمال مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائيَّة SSRIs.
تحدث متلازمةُ السيروتونين عند وصول مستويات مادَّة كيميائيَّة (السيروتونين serotonin) في الدماغ إلى درجة شديدة الارتفاع. وينجم ذلك عادةً عن استعمال مثبِّطات استرداد السيروتونين الانتقائيَّة مع دواءٍ آخر (أو مادَّة) يزيد من مستويات السيروتونين أيضاً، كاستعمال دواءٍ آخر من مضادَّات الاكتئاب أو نبتة حشيشة القلب.
ويمكن أن تتضمَّنَ أعراضُ متلازمة السيروتونين ما يلي:
التشوُّش الذهني confusion.
الهيجان.
الانتفاض العضلي.
التَّعرُّق.
الارتجاف.
الإسهال.
ينبغي التوقُّفُ عن استعمال الدواء عند ظهور الأعراض السابقة، وطلب النصيحة الطبيَّة الفوريَّة.
بينما تنطوي أعراضُ متلازمة السيروتونين الشديدة على ما يلي:
ارتفاع شديد في درجة حرارة الجسم (حمَّى).
حدوث نوبات صرعية.
اضطراب نظم القلب.
فقدان الوعي.
ينبغي طلبُ المساعدة الطبيَّة الإسعافيَّة عند المعاناة من أعراض متلازمة السيروتونين الشديدة.
نقص صوديوم الدم
قد يُعاني كبار السنِّ الذين يستعملون مضادَّات الاكتئاب، وخصوصاً أولئك الذين يستعملون مثبِّطات استرداد السيروتونين الانتقائيَّة SSRIs، من نقصٍ شديدٍ في مستويات الصوديوم، وتُعرَفُ هذه الحالة بنقص صوديوم الدم hyponatraemia. وقد يؤدِّي هذا إلى تراكم السوائل داخل خلايا الجسم، ممَّا قد يُشكِّلُ خطراً مُحتملاً.
قد تظهرُ هذه الآثارُ الجانبيَّة بسبب قيام مثبِّطات استرداد السيروتونين الانتقائيّة بحجب تأثير الهرمون المسؤول عن تنظيم مستويات الصوديوم والسوائل في الجسم. ويكون كبار السنِّ أكثرَ عُرضةً للإصابة بهذه الحالة، بسبب الزيادة في صعوبة تنظيم مستويات السوائل في الجسم مع التقدَّم بالعمر.
قد يؤدِّي حدوثُ نقص طفيف في صوديوم الدم إلى ظهور أعراضٍ مُشابهة للإصابة بالاكتئاب أو للآثار الجانبيَّة لاستعمال مثبِّطات استرداد السيروتونين الانتقائيَّة، مثل:
الشعور بالتَّوعُّك.
الصداع.
الألم العضلي.
نقص الشهيَّة.
التَّشوُّش الذهني.
بينما قد تؤدِّي الإصابةُ بالحالات الأكثر شِدَّةً من نقص صوديوم الدم إلى ظهور الأعراض التالية:
فقدان الطاقة أو التعب.
التَّوهان.
الهيجان.
الذُهان.
حدوث نوبات صرعية.
قد تؤدِّي الإصابةُ بحالاتٍ أكثر خطورة من نقص صوديوم الدم إلى توقُّف التنفُّس أو الدخول في غيبوبة.
ينبغي، عندَ الاشتباه بحدوث نقص طفيف في صوديوم الدم، الاتصال بالطبيب للحصول على إرشاداته وإيقاف استعمال الدواء. بينما ينبغي طلبُ الإسعاف السريع عند الاشتباه بحدوث نقصٍ شديد في صوديوم الدم.
يمكن معالجةُ نقص صوديوم الدم من خلال تسريب محلولٍ ملحيٍّ عن طريق أحد الأوردة في الجسم.
الأفكار الانتحاريَّة
تُراودُ بعضُ الأشخاص أفكارٌ انتحاريَّة ورغبةٌ في إيذاء أنفسهم في بداية استعمالهم لمثبِّطات استرداد السيروتونين الانتقائيَّة. ويبدو أنَّ الشبابَ الذين لم تتجاوز أعمارهم 25 عاماً أكثر عُرضةً لهذا الخطر بشكلٍ خاص.
لذلك، ينبغي استشارةُ بالطبيب أو التَّوجُّه مباشرةً إلى المستشفى عندما تراود الشخصَ أفكارٌ تدعوه للانتحار أو لإيذاء نفسه، خلال فترة استعماله لمثبِّطات استرداد السيروتونين الانتقائيَّة.
قد يكون مفيداً إعلامُ الأقارب أو الأصدقاء المُقرَّبين عندَ البدء باستعمال مضادَّات الاكتئاب، والطلب منهم قراءة النشرة المرافقة للدواء. وعليهم إعلام المريض بعد ذلك عند اعتقادهم بتفاقم الأعراض، أو عند قلقهم من التغيُّرات التي حدثت في السلوك.
***********************
