عدد المساهمات : 10023 نقاط : 26544 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 08/12/2015
موضوع: الاضطِراب ثنائي القطب الأربعاء مارس 22, 2017 1:23 pm
الاضطِراب ثنائي القطب
الاضطِرابُ ثنائي القطب أو الاضطِراب ذو الاتِّجاهَين bipolar disorder (كان يُعرَف سابقاً باسم الاكتئاب الهَوَسي manic depression) هو حالةٌ تؤثِّر في المزاج الذي يتأرجح بين المرتفع جداً (الهَوَس) إلى المنخفض جداً (الاكتئاب). يمرُّ المصابون بالاضطِراب ثنائي القطب بمراحل أو عوارض من:
الاكتئاب depression: الشعور بالفتور والإحباط.
الهَوَس mania: الشعور بالانتعاش وفرط النشاط (يُدعى الهوس الأقلّ شدَّةً بالهوس الخفيف أو ما تحت الهوس hypomaniaa).
تعتمد أعراضُ الاضطِراب ثنائي القطب على حالة المزاج لدى الشخص. وعلى خلاف تأرجُح المزاج البسيط، يمكن أن تدومَ كلُّ عارضةٍ شديدة أو نوبة من عوارض أو نُوَب الاضطِراب ثنائي القطب عدَّةَ أسابيع (أو أكثر)؛ كما قد لا يمرُّ بعضُ الأشخاص بمزاجٍ "طبيعي" في معظم الأوقات.
الاكتئاب
قد يكون التشخيصُ هو الاكتئاب السَّريري clinical depression في البداية قبلَ حدوث نوبة هوسيَّة في المستقبَل (ربَّما بعدَ سنوات)، وحينئذٍ يُشخَّص الاضطِرابُ ثنائي القطب. خلال نوبة أو عارضة الاكتئاب، قد يشكو الشخصُ من مَشاعِر غامِرة من الإحساس بانعدام القيمة أو الأهمِّية، والتي يمكن أن تؤدِّي إلى أفكار الانتحار. وفي مثل هذه الحالات، أو في حالةِ وجود أعراضٍ شديدة للاكتئاب، لابدَّ من زيارة أو استشارة الطبيب أو اللجوء إلى قسم طوارئ الأمراض النفسيَّة بأسرع ما يمكن.
الهوس
خلال الطور الهوسي للاضطِراب ثنائي القطب، قد يشعر الشخصُ بفرط السعادة والقدرة، ويمرُّ بأفكار وخطط من فرط الطُّموح. وقد يُنفِق الكثيرَ من المال على أشياء لا قيمة مهمَّة ولا حاجة ماسَّة لها. ومن الخصائص الشائعة لهذه المرحلة أيضاً عدمُ الشعور بالحاجة إلى النوم أو الأكل، والتحدُّثُ بسرعة، والانزعاجُ بسهولة. قد يشعر الشخصُ بأنَّه فعَّالٌ ونشيط جداً، ويرى أنَّ هذه المرحلةَ الهوسيَّة من الاضطِراب ثنائي القطب هي تجربة إيجابيَّة. ولكن، يمكن أن يعاني من أعراض الذُّهان psychosis أيضاً، حيث يرى أو يسمع أشياء غير موجودة، أو يقتنع بأشياء غير حقيقيَّة.
أسباب الاضطِراب ثنائي القطب
لا يزال السببُ الدقيق للاضطِراب ثنائي القطب مجهولاً، مع أنَّه يُعتقَد بوجود عددٍ من الأشياء التي قد تحرِّض النوبة، مثل الشدَّة النفسية الكبيرة والمشاكل الشديدة والأحدث المؤثِّرة في مجريات الحياة، فضلاً عن العوامل الوراثيَّة والكيميائيَّة.
من يُصاب بالمرض
الاضطِرابُ ثنائي القطب شائعٌ نسبياً، حيث يُشخَّص في 1 في المائة من البالغين عندَ مرحلةٍ ما من الحياة. يمكن أن يحدثَ الاضطِرابُ ثنائي القطب في أيِّ عمر، مع أنَّه غالباً ما يظهر بعمر 15-19 سنة، ويندر ظهورُه بعدَ عمر 40 سنة. ويُصاب الرجالُ والنساء من مختلف الثقافات بالقدر نفسه تقريباً. يتفاوت نموذجُ التأرجُح المزاجي في الاضطِراب ثنائي القطب بشكلٍ كبير بين الناس؛ فعلى سبيل المثال، يحدث لدى بعض الأشخاص نوبتان للمرض في كامل حياتهم، ويكونون طبيعيين بينهما؛ في يعاني بعضُهم الآخر من نوباتٍ كثيرة.
التعايشُ مع الاضطِراب ثنائي القطب
تكون المرحلتان المرتفعة والمنخفضة للاضطِراب ثنائي القطب فائقةَ الشدَّة غالباً، بحيث تؤثِّران في مُجرَيات الحياة اليوميَّة. ولكن، هناك عدَّةُ خيَارات لمعالجة الاضطِراب ثنائي القطب، يمكن أن تأتي بنتائج واضحة. وهي تهدف إلى السيطرة على تأثيرات النوبة، وتفيد المصابَ بهذه الحالة على العيش بشكلٍ طبيعي. وفيما الخيارات العلاجيَّة المتاحة:
تعلُّم كيفيَّة تمييز العوامل المحرِّضة، وعلامات نوبة الاكتئاب أو الهوس.
المعالجة النفسيَّة، مثل المعالجة الكلاميَّة، والتي يمكن أن تساعدَ على التعامل مع الاكتئاب، وتقديم النصيحة حول كيفيَّة تحسين العلاقات مع الآخرين.
تقديم المشورة بشأن أسلوب الحياة، مثل ممارسة النشاط البدني بانتظام والتخطيط للأنشطة الممتِعة للمريض والتي تعطيه شعوراً بالإنجاز، فضلاً عن تقديم المشورة فيما يتعلَّق بتحسين النظام الغذائي والحصول على نومٍ كافٍ.
ويُعتقَد أنَّ المشاركةَ بين مختلف الطرق العلاجيَّة هي أفضل طريقةٍ للسيطرة على الاضطِراب ثنائي القطب. كما توفِّر بعضُ الجهات أو المؤسَّسات الداعمة الخبرةَ في التعامل مع هذا المرض من خلال أشخاص مصابين به سابقاً.
الاضطِراب ثنائي القطب والحمل
يمكن أن يتفاقمَ الاضطِرابُ ثنائي القطب، مثله مثل جميع مشاكل الصحَّة النفسيَّة الأخرى، خلال الحمل. ولكن، يمكن اللجوءُ إلى الطبيب الاختصاصيّ للتعامل مع هذا الوضع.
الاضطِرابُ ثنائي القطب والقيادة
إذا كان الشخصُ مصاباً بالاضطِراب ثنائي القطب، فقد تؤثِّر هذه الحالةُ في قدرته على القيادة. ولابدَّ من إعلام الجهة التي تمنح رُخَصَ القيادة بذلك.
