تهويل" سعودي و "ارتباك" إيراني
في صحف اليوم: تطورات الأزمة الدبلوماسية بين السعودية و إيران، والتطورات الميدانية في العراق، و الخطاب الذي ألقاه أوباما يوم أمس من البيت الأبيض حول إجراءاته الجديدة للحد من انتشار السلاح النووي، ومرور عام على هجمات باريس، ومشروع التعديل الدستوري في الجزائر.
البداية بتطورات الأزمة بين السعودية و إيران و المترتبة عن إعدام السعودية لرجل الدين الشيعي السعودي نمر النمر. صحيفة الشرق الأوسط تكتب على صفحتها الأولى اليوم أن موقف السعودية بقطع العلاقات مع إيران و ما تبعه من مواقف تضامنية مشابهة من دول الخليج تسبب في إرباك كبير لدى التيارات السياسية و الدوائر الأمنية في إيران. وتشير الصحيفة السعودية إلى الاجتماع الذي من المنتظر أن يعقده وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي يوم السبت و الذي سيبحث تعليق الاتفاقيات الأمنية و العسكرية بين دول المجلس و إيران تقول الصحيفة إذن استنادا إلى ما سمته مصدرا خليجيا.
نبرة مخالفة نجدها في صحيفة الأخبار اللبنانية ... الصحيفة تعنون أصوات التهدئة وعروض الوساطة تعلو على التهويل السعودي. و تقول الصحيفة إن الرياض لا تزال تهول الأزمة بينها و بين طهران في إطار سعيها إلى تأزيم الوضع أكثر. هذا فيما تواجه إيران و معظم الدول الحليفة للسعودية هذا التهويل بالاستخفاف. و تشير الأخبار إلى عروض الوساطة التي أتت من كل من تركيا و باكستان و إندونيسيا.
صحيفة ذي وال ستريت جورنال الأمريكية تعلق على التضامن الذي أبدته دول الخليج مع السعودية و اتخاذ كل من البحرين و الإمارات و الكويت إجراءات ديبلوماسية متفاوتة لتقليص علاقاتها مع إيران. الصحيفة تعيد أسباب هذا التضامن إلى غياب استراتيجية امريكية واضحة في منطقة الخليج و إلى تخوف هذه الدول على مستقبلها و لاسيما بعد توقيع الاتفاق النووي مع طهران و استعداد الولايات المتحدة لرفع العقوبات على إيران. و تقول الصحيفة إن هذه الدول التي تخشى الخطر الإيراني ستعمل ما ترى أنه يتوافق مع مصالحها لتستمر في البقاء رغم الرفض الأمريكي.
صحيفة ذي واشنطن بوست تكتب أن العداء بين السعودية و إيران يمثل تهديدا لجهود العراق في حربه ضد تنظيم الدولة الإسلامية. هذا فيما تعود صحيفة الزمان العراقية على خبر إحباط القوات العراقية و العشائر السنية الموالية للحكومة لأكبر هجوم يشنه تنظيم الدولة الإسلامية على مدينة حديثة في محافظة الأنبار. مدينة حديثة، تقول الصحيفة. صمدت أمام الهجمات رغم سقوط معظم انحاء محافظة الانبار. والمدينة هي مركز القضاء الذي يحمل الاسم نفسه، وفيها احد اكبر السدود على نهر الفرات.
الصحف الناطقة باللغة الانجليزية تعنون على خطاب أوباما ليوم أمس و الدموع التي درفها وهو يتحدث عن الإجراءات الواجب اتخاذها للحد من انتشار السلاح الناري. صحيفة ذي إندبندنت البريطانية تعنون على صفحتها الأولى: أوباما يبكي و لوبي السلاح يضحك .. أما في صحيفة ذي واشنطن بوست فتعود كاتلين باركر على انتقادات الجمهوريين للإجراءات التي أعلن عنها أوباما، و تقول إن الجمهوريين لن يفعلوا شيئا للحد من انتشار الأسلحة. ولذلك فليس من الغرابة أن يثير خطاب أوباما كل هذه الردود الرافضة من قبل اليمين.
صحيفة ليبراسيون الفرنسية تقول إن أوباما اضطر إلى اتخاذ هذه السلسلة من الإجراءات و الدخول في مواجهة مع الكونغرس الذي لم يفعل أي شيء رغم العدد المتزايد للهجمات بالأسلحة النارية. تضيف الصحيفة إن عدد الأسلحة النارية المستخدمة اليوم في الولايات المتحدة يصل إلى أكثر من ثلاثٍ مئة مليون سلاح أي بمعدل سلاح لكل مواطن كما تقول ليبراسيون إن عدد الأسلحة تضاعف في العشر سنوات الأخيرة.
الصحف الفرنسية تتناول ذكرى مرور عام على الهجوم الإرهابي الذي استهدف هيئة تحرير مجلة شارلي إيبدو الأسبوعية. ليبراسيون تشيد باستمرار باقي أعضاء فريق شارلي إيبدو في العمل و الدفاع عن حرية التعبير رغم الخوف على أرواحهم تقول الصحيفة و رغم المعاناة النفسية جراء فقدان زملائهم و رغم الخلافات بينهم.
لو فيغارو المحسوبة على المعارضة اليمينية تتساءل على غلافها هل استخلصنا الدروس من أحداث شارلي؟ و تحاول تقديم حصيلة لعمل الحكومة بعد عام من هذه الأحداث، و تقول إن بعد هجمات كانون الثااني يناير من العام الماضي أصبح لفرنسا وسائل و أساليب جديدة في محاربة الإرهاب لكن رغم ذلك لا تزال هناك نواقص و لاسيما في مجالي الأمن و القضاء.
الصحف الجزائرية تتطرق لموضوع مشروع تعديل الدستور الجزائري .. موقع كل شيء عن الجزائر يقدم أهم ما جاء في المراجعة الدستورية التي كشف عنها مدير ديوان الرئيس الجزائري أحمد أويحيى ... ومن بين هذه البنود تبني اللغة الأمازيغية كلغة رسمية في الجزائر إلى جانب العربية وتحديد الولاية الرئاسية في فترتين متتاليتين فقط... و استحداث "هيئة عليا دائمة ومستقلة" لمراقبة الانتخابات ترأسها شخصية مستقلة.
ننهي بهذا الرسم من صحيفة نيو يورك تايمز يسخر فيه الرسام السويسري شابات من الانقسامات الطائفية في الشرق الأوسط و الخليج .. حيث نرى زوجين أمريكيين على ما يبدو يشاهدان على التلفزيون أحداث الأزمة بين السعودية و إيران و تسأل الزوجة زوجها هل نحن متعاطفان مع الشيعة أم مع السنة.
